المفتي مالك الشعار: الأسير ظاهرة شاذة تخدم حزب الله
باريس – بسّام الطيارة
كان لـ«أخبار بووم» لقاء مع مفتي طرابلس مالك الشعار في مركز إقامته في باريس.وقد شدد الشعار على النقاط التالي:
– لست مرشحاً لخلافة المفتي قباني ولكن …. إذا ما رأى اهل الحل والعقد… فلن اخيب ظنونهم
– السنيورة هو مرشحي: عنده قدرة وحزب الله لن يستطيع تمرير مشاريعه
– حزب الله في التبانة وجبل محسن يدفع رواتب ويريد فتنة في لبنان
– الأسير هو ظاهرة شاذة تخدم حزب الله وهو عصفورية متنقلة
– أهم شخصيات أمنية في لبنان نصحته بالخروج
– الحرب في طرابلس هي قضية مأجورين
– الأوضاع السيئة في سوريا ستنعكس على لبنان
– السلفيون لا يشكلون أي قلق صوتهم أعلى وأقوى من وجودهم
-ميقاتي كان متجهم الوجه عندما قبل التكليف، وبشوشاً عندما قدم الاستقالة
– ليصدر حزب الله فتوى تحرم توجيه السلاح إلى الداخل
مالك الشعار مفتي طرابلس خارج الوطن منذ ما يزيد عن أربعة أشهر. لم يقض هذه الفترة كلها في باريس في فندق «جورج الخامس» الفخم فهو يتنقل بين باريس والمملكة العربية السعودية. سبب وجوده في الخارج وهو ما يشير له بـ«مشكلة الخروج» تهديدات نقلتها له الدوائر الأمنية في لبنان وأكدتها له «أهم شخصيات في الدولة» ونقل عن لسان نجيب ميقاتي قوله «كل ما سمعته عن ميشال سماحة لم يفاجئني»، ويؤكد أن اسمه كان على «لائحة سماحة».
عندما نسأل الشعار عن «مدينته طرابلس» وأحداث الفيحاء التي تشغل بال الشعب اللبناني يجيب بهدوء «في طرابلس لا قضية يتحارب حولها الناس بل توجد قضية يتقاضى البعض عنها أجرا»، يستريح قليلاً قبل أن يضيف «لا توجد قضية محلية توجد وظيفة». يستطرد مفتي الشمال بالقول «الغاية إيجاد فتنة في لبنان».
سألت «أخبار بووم» ما السبب الذي يجعل طرابلس في عين الاستهداف؟ يجيب «الأوضاع السيئة في سورياً ستنعكس سلباً علينا في لبنان…خصوصاً في طرابلس». بعد برهة يضيف «يريدون أن يبرهنوا أن المسلمين السنة غير قادرين على التعامل والتعايش مع الأخر» ويشرح «يريدون أن يقولوا أن نصف مليون سني لا يستطيعون أن يتعايشوا مع ٢٠ ألف علوي». إلا أنه يؤكد الحرص على «أن لا نرد الإساءة بمثلها». ومن دون طرح سؤال يتوسع المفتي الشعار بشرح ما «يراه في مدينته» فيقول «رفعت عيد أعلن ولاءه لبشار الأسد ولحسن نصر الله ومحمود أحمدي نجاد» ويضيف أن هؤلاء يطلقون النار حتى يجرونا إلى معركة ويتابع «في ٧ أيار لم يستطيعوا أن يفرضوا الفتنة». ويرى الشعار أن حزب الله متواجد في طرابلس والتبانة»، وأن سبب تواجده هو الفقر المدقع لـ٩٠ في المئة من أهل التبانة» ويؤكد أن الحزب يدفع لهم رواتب ما بين الـ ٣٠٠ و الـ ٥٠٠ دولار شهراً» وأنه يعطيهم كل شهر «قذائف أر بي جي يبيع بعضهم قسماً منها» ما يشكل مدخولاً إضافياً لهم. إذا برأي المفتي شعار فإن حزب الله متواجد في الجبهتين.
لا يرى الشيخ أن السلفيين يشكلون أي خطر فهم لا يقلقون مفتي طرابلس فإن الوجود السلفي في لبنان «صوته أقوى وأعلى من وجوده» فهو «يمثل أقل من واحد في المئة» وهي مجموعة تمثل تيار طارئ جداًل يتقاضى أموالاً رغم عدم قدرة الشعار على الجزم بأن له ««ارتباطه مع الخارج» ولكنه يشدد على أن «بروزهم هو جراء المال».
نسأل عن «الشيخ أحمد الأسير» فيجيب:«هو ظاهرة شاذة تخدم حزب الله، الذي يريد أن يظهر أن الإسلاميين السنة هم إرهابيون»، يتابع الشعار بأن «الأسير مثل النصرة صناعة بشار الأسد»، وأنهى مبتسماً بالقول «إنه عصفورية فلتانة».
يرى الشعار أن يد حزب الله هي وراء كل ما يحصل في لبنان وهو صريح جداً بجهره بأن «مشكلته هي مع سلاح حزب الله وليس مع الشيعة» وهو لايتردد بالقول بأن «ليس كل شيعي خصماً فإسرائيل هي الخصم»، يتردد قليلاً قبل أن يصحح المقارنة فيقول «بأن ليس كل يهودي عدواً». سلاح حزب الله. كيف حل مسألة سلاح حزب الله؟
يقول المفتي متوجهاً إلى الطائفة الشيعية وخصوصاً الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله مطالباً بـ«فتوى تحرم على الحزب توجيه سلاحه في الداخل»، قد تكون صادرة عن كل رجال الدين، ويعلو صوته قليلاً «ليصدر حزب الله فتوى بهذا المعنى».
لم يتفاجئ الشعار باستقالة نجيب ميقاتي «الذي أعرفه منذ ما يزيد عن ٤٥ سنة»، ويشرح أنه ذهب مع وفد بعد اغتيال اللواء الحسن ليطلبوا من ميقاتي «الاستقالة عاجلاً أفضل من آجلاً» فأجاب ميقاتي ما هو «الفارق بين العاجل والآجل؟». يشرح الشعار بأن هدف اللقاء كان «إعادة اللحمة» إلى الطائفة السنية أي بين ميقاتي وبين سعد الحريري. وقد سأل ميقاتي «أستقيل مقابل ماذا؟» حسب قول الشعار، ويكشف هنا الشعار بأن سعود الفيصل قال له «لم يستشرنا عندما قبل الحكومة ولكن إذا استقال … فلسنا حقودين». وينقل الشعار «احساساً شخصياً» فيقول إنه رأى نجيب ميقاتي «متجهم الوجه عندما قبل التكليف، وبشوشاً مستريحاً عندما قدم الاستقالة»، ويفسر ذلك بأن «المعادلة في سوريا تغيرت» وهذا سبب تغير ملامح رئيس الوزراء المستقيل.
نسأل من ترشح لخلافة ميقاتي، لا يتردد مالك الشعار لحظة واحدة في الإجابة «السنيورة». نسأل: لماذا؟ يجيب «عنده قدرة للمحافظة على النظام اللبناني، وحزب الله لن يستطيع تمرير مشاريعه». نسأل: هل هو رئيس تحدي؟ يجيب «حزب الله يعتبره كذلك حتى لا يتم تكليفه»، ويلمح إلى أن «بري قال للسنيورة كلنا وراك يا دولة الرئيس» في سياق حرب إسرائيل عام ٢٠٠٦، ويستطرد بأن السنيورة «عنده من الصلابة والمناعة لمقاومة أي مشروع طارئ يستطيع أن يقول لا عندما يقصف حزب الله … خصوصاً عندما يقصف سوريا».
في خضم الحديث عن «خلافة المفتي محمد رشيد قباني» يبدأ بالإشارة إلى أن قباني «عمل الكثير لكي لا انتخب مفتياً لطرابلس» المعمول به هو أن يترشح «الراغب بالمنصب» حسب شرح المفتي ولكن الشعار يجزم «لست مرشحاً لخلافة المفتي قباني»، لكن يضيف مسرعاً «إذا ما رأى اهل الحل والعقد أن أكون مرشحاً فلن اخيب ظنونهم».
ويشرح مفتي طرابلس «تباين الرأي» مع مفتي لبنان فيقول إن هناك تفاهماً على إجراء إصلاحان، وحتى لو أن المفتي يريد «إجراء ٧٠ في المئة فقط من الإصلاحات» إلا أنه لا يريد تنفيذها قبل الانتخابات» بل يريد «إجراء إنتخابات قبل الاصلاحات» ويجزم «أنا ضد التجديد للمفتي» هناك «طاقات شابة ينبغي أن تعطى الفرصة لكي تظهر وتعمل». ولكنه أكد ضرورة التفاهم ، لكي لا يكون هناك غالب او مغلوب» في المعركة دار الافتاء.