افتتح «الائتلاف الوطني السوري المعارض» أول سفارة له في العاصمة القطرية الدوحة يوم الأربعاء بعد أن اعترفت به جامعة الدول العربية ممثلاً وحيداً لسوريا ما شكل ضربة دبلوماسية للرئيس بشار الاسد.
وقد فاجئ رئيس الائتلاف«معاذ الخطيب» الذي شغل مقعد سوريا في القمة العربية الحضور خلال مراسم قص شريط افتتاح السفارة وعبر عن استيائه من القوى العالمية لتقاعسها عن مساعدة الانتفاضة المستمرة منذ عامين للاطاحة بالاسد. وقال الخطيب للصحفيين في السفارة التي زينت ببالونات بألوان العلم السوري الاحمر والاخضر والابيض والاسود «هناك إرادة دولية بأن لا تنتصر الثورة».
علماً أن الخطيب قد استقال هذا الاسبوع من زعامة الائتلاف الوطني السوري وتحدث خلال القمة «باسم الشعب السوري» وبقي كقائم بالاعمال. وأشار الى أن خلافات داخلية في صفوف المعارضة التي شكلت في قطر تقف وراء استقالته. وشدد على أن السبيل الوحيد للنصر هو الوحدة.
ورغم أن الجامعة العربية التي تضم ٢٢ عضواً أعلنت تأييدها لتقديم سلاح للمعارضين السوريين فانه لم يتضح بعد مدى تأثير هذا النصر الديبلوماسي على موقع المعارضة داخل سوريا. إذ أن سيطرة الائتلاف الوطني السوري المعارض الذي يتخذ من القاهرة مقراً له ما زالت ضعيفة على جماعات المعارضة وخصوصاً على المجلس الوطني السوري الذي يسيطر عليه الإخوان المسلمين. وفي الداخل ترفض بعض المجموعات العسكرية الاكثر فاعلية مثل «جبهة النصرة» النمرتبطة بتنظيم «القاعدة» علناً سلطة الائتلاف.كما أعلن الجيس السوري الحر المقاتل في الداخل «عدم اعترافه بغسان هيتو كرئيس للحكومة المؤقتة»، وهذا الرفض قوى من موقع الخطيب إذ أن تشكيل الحكومة كان العامل المفجر لاستقالته.
ولكن انتقاد الخطيب موجه أيضاً للدول التي ترفض تسليح المعارضة، وقال لـ«رويترز» في مقابلة انه دهش لرفض الولايات المتحدة وحلف شمال الاطلسي طلبه مساعدة من صواريخ باتريوت المتمركزة في تركيا في حماية المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في شمال سوريا من طائرات الهليكوبتر والطائرات المقاتلة التابعة للاسد.
وقال الخطيب في المقابلة «بالأمس فوجئت حقيقة بالتصريح الذي صدر بأنهم لا يمكنهم مد اطار صواريخ باتريوت لحماية الشعب السوري». ولكن يثبت هذا عدم معرفة الخطيب بأن صواريخ باتريوت تصلح فقط بللتصدي للصواريخ. وأضاف «اخشى أن تكون هذه رسالة إلى النظام السوري تقول له افعل ما تريد».
وأشار الخطيب الى أن استقالته من رئاسة الائتلاف الوطني التي أعلنت يوم الأحد تعود الى فشل الغرب في بذل المزيد من الجهد لمساعدة المعارضين السوريين والانقسامات الداخلية بين صفوف المعارضة ذاتها. ولم يفصح الخطيب عن شىء فيما يتعلق بمستقبله السياسي. وقال «أنا قدمت استقالتي ولم اسحبها ولكن يجب أن أتابع مهماتي حتى تجتمع الهيئة العامة».
ومن جانبه قال الامين العام لحلف شمال الاطلسي «اندرس فو راسموسن» الذي كان يتحدث من بروكسل الى طلبة في موسكو من خلال دائرة تلفزيونية ان الحلف لا يعتزم التدخل عسكرياً في سوريا.
وقال راسموسن وهو يشير الى عدم وجود تفويض من الأمم المتحدة للحلف للقيام بعمل عسكري هناك «اعتقد أننا في حاجة إلى حل سياسي في سوريا واتطلع إلى أن يرسل المجتمع الدولي رسالة موحدة وواضحة لكل الأطراف في سوريا بأننا نحتاج إلى حل سياسي».