درعا معزولة واشتباكات بين جبهة النصرة وبين الكتائب المعارضة
باتت مدينة درعا جنوب سوريا “شبه معزولة” عن دمشق بعد سيطرة مقاتلي المعارضة على بلدة واقعة على طريق يربط بينهما، في حين اعتبر النظام السوري تكرار سقوط قذائف الهاون على العاصمة تصعيدا “الى اقصى الحدود”.
في غضون ذلك تستمر اعمال العنف على وتيرتها التصعيدية لا سيما في محافظة حلب (شمال) حيث سقط صاروخ ارض ارض، بينما تشهد المدينة اشتباكات عنيفة بين مقاتلين معارضين ومسلحين من اللجان الشعبية الكردية.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان المقرب من المعارضة ان مقاتلي المعارضة سيطروا “على بلدة داعل بعد تدمير حواجز القوات النظامية الثلاثة عند مداخل البلدة وفي محيطها”، موضحا ان البلدة الواقعة على طريق دمشق درعا القديم باتت “خارجة عن سيطرة النظام في شكل كامل”. وأضاف المرصد في اتصال مع وكالة فرانس برس ان “مدينة درعا باتت شبه معزولة عن دمشق” نظرا الى قطع طرق عدة بينهما. واوضح ان ما جرى “مرحلة من مراحل الاطباق على درعا” وعزلها عن محيطها وعن دمشق.
وتأتي السيطرة على البلدة غداة قول عضو مجلس الشعب السوري عن درعا وليد الزعبي ان مقاتلي المعارضة باتوا يسيطرون على اجزاء واسعة من المحافظة. وحقق مقاتلو المعارضة مؤخرا تقدما واسعا في مناطق جنوب البلاد، شمل السيطرة على شريط حدودي بطول 25 كيلومترا يمتد من الحدود الاردنية حتى الجزء السوري من الجولان.
وفي شمال البلاد الذي يسيطر المقاتلون المعارضون على اجزاء واسعة منه، افاد المرصد عن “استشهاد تسعة مواطنين على الاقل بينهم أربع نساء وطفلان اثنان إثر قصف بصاروخ ارض-ارض على بلدة حريتان” شمال غرب مدينة حلب.
من جهتها، افادت “الهيئة العامة للثورة السورية” ان الضحايا قضوا “جراء سقوط صاروخ سكود”، وان “عملية البحث عن ناجين او شهداء تحت الانقاض مستمرة”. ويتهم الناشطون المعارضون نظام الرئيس بشار الاسد باستخدام هذا النوع من الصواريخ الثقيلة في استهداف مناطق خاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة، وهو ما تنفيه دمشق.
وفي حلب، تدور “اشتباكات عنيفة” بين مقاتلي المعارضة ومسلحين من لجان الحماية الشعبية الكردية الموالية للنظام، على اطراف حي الشيخ مقصود (شمال) ذي الغالبية الكردية، بحسب المرصد.
وقال المرصد لفرانس برس ان الاشتباكات اندلعت “بعد هجوم شنته كتائب مقاتلة على حواجز للجان”، مشيرا الى مقتل 14 مسلحا كرديا في الاشتباكات، اضافة الى ثمانية مدنيين واربعة مقاتلين معارضين. وفي محافظة الرقة (شمال)، تدور اشتباكات في محيط مقر الفرقة 17 في ضواحي مدينة الرقة، وهو “احد اهم معاقل القوات النظامية المتبقية في المحافظة”، بحسب المرصد.
ويسيطر مقاتلو المعارضة على اجزاء واسعة من محافظة الرقة، لا سيما مدينة الرقة التي باتت منذ السادس من آذار/مارس الجاري اول مركز محافظة خارج سيطرة النظام.
في دمشق، تدور اشتباكات في محيط حي القابون (شمال شرق)، في حين يتعرض حي الحجر الاسود (جنوب) للقصف، بحسب المرصد.
وادت اعمال العنف الجمعة الى مقتل 113 شخصا هم 43 مدنيا و26 مقاتلا معارضا و44 جنديا نظاميا، وفق حصيلة جديدة للمرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا ويعتمد على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية في سوريا.
وتأتي هذه الاحداث غداة مقتل 15 طالبا جراء سقوط قذائف هاون على كلية الهندسة المعمارية التابعة لجامعة دمشق وسط العاصمة.
وقال وزير الاعلام السوري عمران الزعبي ان اطلاق “الارهابيين” قذائف الهاون على دمشق “هو تنفيذ لامر خارجي بتصعيد ارهابي الى اقصى الحدود”، مشددا على وجود قرار “حاسم ونهائي (…) بالدفاع عن البلاد حتى اللحظة الاخيرة”.
ويستخدم النظام السوري عبارة “ارهابيين” للاشارة الى مقاتلي المعارضة.
وامتنعت واشنطن عن اتهام اي من طرفي النزاع بالمسؤولية عن الهجوم الذي اتى في سياق تكرار سقوط قذائف مماثلة على احياء في العاصمة منذ مطلع الاسبوع.
ورأى الزعبي ان التصعيد تزامن مع “اعطاء الجامعة العربية مقعد سوريا الى +ائتلاف الدوحة+”، في اشارة الى الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة.
وكانت القمة العربية التي عقدت الاثنين في قطر، اكدت حق الدول العربية في تسليح المعارضة، ومنحت المعارضة مقعد دمشق الذي شغله رئيس الائتلاف احمد معاذ الخطيب، والذي افتتح الاربعاء السفارة الاولى للائتلاف في العاصمة القطرية.
ولقيت هذه الخطوة انتقاد طهران الحليفة للنظام السوري. وقال نائب وزير الخارجية حسين امير عبداللهيان الجمعة ان “خطوة قطر المسرحية منح سفارة سوريا لمجموعة لا تتمتع باصوات الشعب متسرعة وغير معقولة”.
واحتل منح المقعد جانبا من التظاهرات الاسبوعية التي تخرج بعد صلاة الجمعة في سوريا. ورفع متظاهرون في دوما شمال شرق دمشق لافتة كتب فيها “اخذنا مقعد الجامعة وجايي الدور على مقعد بشار”، في اشارة الى الرئيس السوري.
وفي تادف بريف حلب، رفع متظاهرون لافتات كتب فيها “لا يعنينا تمثيلنا بكرسي نجلس عليه… وانما نريد وقف شلال الدماء في سوريا”.
وتوجه متظاهرون في حي الوعر في مدينة حمص الى الامم المتحدة، قائلين في لافتة ان “مقعدنا حق لنا لان نظام الطاغية الاسد فقد شرعيته”، في حين رفع متظاهرون في منبج بريف حلب لافتة “سلام من اهالي منبج الى الشيخ احمد الخطيب”.
وكان الخطيب شارك في القمة العربية بعد ايام من تقديمه استقالته.
وليل الخميس، قالت نولاند ان الخطيب ” يقول الآن انه سيتحمل مسؤولياته. لقد عين رئيسا لستة اشهر”، في اشارة الى ولايته التي تنتهي في ايار/مايو.