كوريا الشمالية تلوح بحرب نووية
لوحت كوريا الشمالية مجددا الثلاثاء بحرب “نووية حرارية” في شبه الجزيرة الكورية وحثت الاجانب المقيمين في كوريا الجنوبية على اتخاذ اجراءات للمغادرة بعد ان نفذت تهديدها بسحب موظفيها ال53 الفا من موقع كايسونغ الصناعي المشترك بين الكوريتين.
واعتبر البيت الابيض الثلاثاء ان دعوات كوريا الشمالية المقيمين الاجانب في كوريا الجنوبية الى التفكير في المغادرة لا يعدو كونه “خطابا لا طائل منه”.
وقال جاي كارني المتحدث باسم الرئاسة الاميركية في مؤتمره الصحافي اليومي ان هذه الدعوات تشكل “خطابا لا طائل منه، لا يؤدي سوى الى تصعيد التوتر”.
ووجه الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الثلاثاء من روما نداء الى التهدئة معتبرا ان مستوى التوتر “خطير جدا”.
وقال ان “مستوى التوتر حاليا خطير جدا، ان حادثة صغيرة ناجمة عن حسابات او احكام خاطئة يمكن ان تخلق وضعا يخرج عن السيطرة”.
واضاف “دعوت الدول المعنية في شبه الجزيرة الكورية ومحيطها الى ممارسة نفوذها على القيادة الكورية الشمالية”.
وكان يعلق على التهديدات الاخيرة التي اصدرتها كوريا الشمالية.
فقد قالت اللجنة الكورية الشمالية للسلام في اسيا-المحيط الهادئ في بيان نشرته الوكالة الكورية الشمالية الرسمية ان “شبه الجزيرة الكورية تتجه الى حرب حرارية-نووية”.
واضافت اللجنة وهي احدى الهيئات التي تتولى الدعاية للنظام الشيوعي، “في حال اندلاع حرب لا نريد تعريض الاجانب المقيمين في كوريا الجنوبية” وحثت “جميع المنظمات الاجنبية والشركات والسياح على اتخاذ اجراءات للمغادرة”.
واتى هذا الاعلان غداة تحذير مشابه وجهته بيونغ يانغ الى السفارات الاجنبية في العاصمة الكورية الشمالية اكدت فيه عدم قدرتها على ضمان سلامة موظفيها بعد 10 نيسان/ابريل، في تلميح الى اطلاق وشيك لصاروخ او تجربة نووية.
لكن لم تعتبر اي من الدول التي لديها بعثات دبلوماسية في بيونغ يانغ انه من الضروري حتى الساعة اخلاء سفاراتها، معتبرة ان تهديدات النظام الكوري الشمالي ليست سوى مزايدات.
وقال متحدث باسم السفارة البريطانية في سيول الثلاثاء “ليس هناك مخاطر مباشرة على الرعايا البريطانيين في كوريا الجنوبية”.
من جهتها اعلنت وزارة الخارجية الفرنسية ان باريس لا تفكر في اجلاء رعاياها البالغ عددهم حوالى الفي شخص من كوريا الجنوبية.
وقال الناطق باسم الخارجية فيليب لاليو ردا على سؤال حول احتمال اجلاء الفرنسيين من كوريا الجنوبية “لم نصل الى هذه المرحلة بعد، ونتابع الوضع بتيقظ كبير وقلق فعلي”.
واشار الى تعاون “وثيق جدا” بين الشركاء الاوروبيين ومع دول اخرى مثل الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية خصوصا “لاتخاذ موقف مشترك”.
وتشهد شبه الجزيرة الكورية تصعيدا للتوتر منذ عملية اطلاق ناجحة لصاروخ فضائي كوري شمالي في كانون الاول/ديسمبر الماضي اعتبرها الغربيون وسيول وطوكيو تجربة لصاروخ بالستي.
لوحت كوريا الشمالية مجددا الثلاثاء بحرب “نووية حرارية” في شبه الجزيرة الكورية وحثت الاجانب المقيمين في كوريا الجنوبية على اتخاذ اجراءات للمغادرة بعد ان نفذت تهديدها بسحب موظفيها ال53 الفا من موقع كايسونغ الصناعي المشترك بين الكوريتين.
وتفاقم تدهور الوضع بعد تجربة نووية ثالثة في شباط/فبراير الماضي وزاد الطين بلة المناورات العسكرية المشتركة الجارية بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية.
وقد نقلت كوريا الشمالية بالقطار مطلع الاسبوع المنصرم صاروخين من نوع “موسودان” ونصبتهما على آليات مجهزة بنظام اطلاق بحسب سيول.
ويقدر مدى صاروخ موسودان بما بين ثلاثة الاف واربعة الاف كيلومتر وبقدرته اصابة كوريا الجنوبية واليابان وحتى جزيرة غوام في المحيط الهادىء الواقعة على مسافة 3380 كلم من كوريا الشمالية وحيث ينتشر ستة الاف جندي اميركي.
واعلنت اليابان من ناحيتها الثلاثاء نشر صواريخ باتريوت في وسط طوكيو لمواجهة اي اطلاق يهدد الارخبيل، وستنصب بطاريات لاعتراض الصواريخ في جزيرة اوكيناوا (جنوب). وتلقى الجيش الامر باعتراض اي صواريخ محتملة.
من جانبه، اعلن قائد القوات الاميركية في منطقة آسيا المحيط الهادىء الاميرال سام لوكلير الثلاثاء ان الولايات المتحدة لن تسقط اي صاروخ باليستي تطلقه كوريا الشمالية ما لم يشكل تهديدا لحلفائها او للاراضي الاميركية.
واضاف الاميرال الاميركي امام اعضاء لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ “لن يستغرق منا الامر وقتا طويلا لتحديد وجهته ومكان سقوطه”.
وكان العملاق الصيني الحليف لكوريا الشمالية والغاضب لعدم الاصغاء اليه، صوت مع العقوبات الاخيرة في مجلس الامن الدولي، كما دعا مرات عدة في الايام الاخيرة الى تهدئة التوترات.
وقال الرئيس الصيني شي جينبينغ الاحد “من غير المسموح لاحد بدفع المنطقة، ان لم يكن العالم، الى الفوضى بسبب انانيته”.
واشاد البيت الابيض من جهته بجهود الصين وروسيا في هذا الملف.
لكن المسؤول الثاني في البنتاغون آش كارتر يعتقد ان بامكان الصين ان “تلعب دورا اكبر للضغط على كوريا الشمالية”.
وفي اواخر الاسبوع المنصرم حرصت واشنطن على التهدئة باعلانها تأجيل تجربة صاروخية في كاليفورنيا (غرب) بغية تفادي صب الزيت على النار.
الا ان كوريا الشمالية التي تقوم منذ بداية العام بتصعيد كلامي وعسكري لا يعلم احد على ما يبدو الى اين يمكن ان يصل، نفذت تهديدها الثلاثاء بسحب موظفيها البالغ عددهم 53 الفا من موقع كايسونغ الصناعي المشترك بين الكوريتين والواقع ضمن اراضيها.
وكانت هذه “المنطقة الادارية الخاصة الكورية الشمالية” التي توصف في غالب الاحيان على انها تجربة نموذجية للتقارب بين الكوريتين، انشئت عام 2004 في كايسونغ وتحولت الى عنصر استراتيجي على الساحة الكورية التي تشهد صراعا بالغ الخطورة.
ويمنع الشمال منذ الاربعاء الموظفين الكوريين الجنوبيين وشاحنات الامداد من الوصول الى كايسونغ.
واضطرت حتى الان 13 من الشركات الكورية الجنوبية ال123 الناشطة في الموقع الى تعليق انتاجها لنفاد المواد الاولية لديها، غير ان سحب العمال الكوريين الشماليين سيشل المجمع بكامله.
واعربت رئيسة كوريا الجنوبية بارك غون هيه الثلاثاء عن “خيبة املها الكبيرة” وتوقعت ان “لا يستثمر اي بلد او اي شركة بعد الان في كوريا الشمالية”. وتعهدت وزارة التوحيد “ضمان امن المواطنين وحماية املاكهم”.
من جهتها اعتبرت واشنطن الاجراء “مؤسفا”.
وقال مسؤول اوروبي كبير الثلاثاء في بروكسل ان الاتحاد الاوروبي يفكر في تشديد العقوبات على كوريا الشمالية اذا واصلت بيونغ يانغ تصعيد التوتر وقامت باطلاق صاروخ جديد او تجربة نووية.