تعاون صيني أميركي في شبه جزيرة كوريا
قالت الولايات المتحدة يوم السبت إن الصين وافقت على بذل جهود مشتركة للتخلص بوسائل سلمية من قدرات كوريا الشمالية النووية لكن بكين لم تقدم علانية تعهدا محددا بالضغط على كوريا الشمالية المتحالفة معها منذ فترة طويلة على تغيير أساليبها.
واجتمع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري مع كبار المسؤولين في الصين في محاولة لاقناعهم بممارسة الضغط على بيونغ يانغ لتهدئة لهجتها العدائية واعادتها في نهاية المطاف لطاولة المحادثات النووية.
وقبل أن يتوجه إلى بكين في أول زيارة يقوم بها للصين كوزير للخارجية لم يخف كيري رغبته في أن تتخذ الصين موقفا اكثر فعالية تجاه كوريا الشمالية التي هددت في الأسابيع القليلة الماضية بشن حرب نووية على الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية.
وقال كيري ويانغ جيه تشي عضو مجلس الدولة الصيني أكبر مسؤول عن السياسة الخارجية للصين إن البلدين يدعمان هدف جعل شبه الجزيرة الكورية خالية من الأسلحة النووية.
وقال كيري للصحفيين في مؤتمر صحفي مشترك مع يانغ في دار ضيافة رسمي بغرب بكين “في وسعنا -الولايات المتحدة والصين- تأكيد التزامنا المشترك بهدف جعل شبه الجزيرة الكورية خالية من الأسلحة النووية بشكل سلمي.”
“اتفقنا على أن هذا مهم بشكل حاسم لاستقرار المنطقة واستقرار العالم ولكل جهودنا المتعلقة بمنع الانتشار النووي.”
لكن كوريا الشمالية قالت مرارا إنها لن تتخلى عن أسلحتها النووية التي وصفتها يوم الجمعة بأنها الضامن “الثمين” لأمنها.
وقال يانغ إن موقف الصين بشأن الحفاظ على السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية واضح ومتسق.
وأضاف يانغ متحدثا من خلال مترجم “نصر على ضرورة معالجة القضية وحلها سلميا من خلال الحوار والتشاور. إن معالجة القضية النووية الكورية بطريقة سليمة تخدم المصالح المشتركة لجميع الأطراف. وهي أيضا المسؤولية المشتركة لجميع الأطراف.”
وتابع قائلا “ستعمل الصين مع الأطراف الأخرى المعنية ومن بينها الولايات المتحدة للعب دور بناء في تشجيع المحادثات السداسية والتنفيذ المتوازن للأهداف التي حددها البيان المشترك الصادر في 19 سبتبمر 2005.”
وتعتقد الولايات المتحدة وحلفاؤها أن كوريا الشمالية خالفت اتفاق المساعدات مقابل عدم امتلاك أسلحة نووية المبرم في عام 2005 بإجرائها تفجيرا نوويا في عام 2006 والاستمرار في برنامج لتخصيب اليورانيوم قد يعطيها مسارا آخر لإنتاج سلاح نووي فضلا عن برنامجها المعتمد على البلوتونيوم.
وتضم المحادثات السداسية بشأن الأزمة النووية الكورية الشمالية الكوريتين والولايات المتحدة واليابان وروسيا والصين. وتعثرت المحادثات منذ عام 2008 عندما انسحبت كوريا الشمالية من الاتفاق.
وأحجم كيري عن التعليق على ما قد تفعله الصين بشكل محدد من أجل التوصل إلى حل سلمي بخصوص كوريا الشمالية قائلا إنهم بحثوا كل الاحتمالات.
وكان كيري أشار في مؤتمر صحفي في سول عاصمة كوريا الجنوبية يوم الجمعة وفي بيان أمريكي كوري جنوبي مشترك صدر يوم السبت إلى ان واشنطن تفضل الأساليب الدبلوماسية لإنهاء التوتر لكنه أكد ضرورة أن تتخذ بيونغ يانغ خطوات “جادة” فيما يتعلق بنزع الأسلحة النووية.
وقال كيري في بكين يوم السبت “لا نريد الدخول في حلقة من التهديدات والتهديدات المضادة أو… إلى ذلك النوع من التصريحات التي تجنح إلى الصدام. هناك ما يكفي من ذلك.”
وتابع قائلا إنه إذا تخلصت كوريا الشمالية من قدراتها النووية فإنه لن يكون لدى الولايات المتحدة عندئذ ما يدعو إلى الاحتفاظ بهذه القدرات الدفاعية التي نشرتها في الآونة الأخيرة مثل منظومات الدفاع الصاروخي الجديدة أو التي جرى توسيعها في ألاسكا وجوام.
وأضاف “الآن من الواضح أنه إذا اختفى التهديد.. أي أخليت كوريا الشمالية من السلاح النووي فإنه لن توجد عندئذ ضرورة مماثلة لنا في أن نبقي على هذا الوضع للتأهب الدفاعي القوي والمتقدم.”
وردت وزارة الدفاع الأمريكية في الأسابيع القليلة الماضية على تهديدات كوريا الشمالية بالإعلان عن خطط لإرسال مدمرتين مزودتين بمنظومتي إيجيس للدفاع الصاروخي في غرب المحيط الهادي ونظام ثاد للدفاع الصاروخي لاعتراض الصواريخ على ارتفاع عال إلى جزيرة جوام.
وقال كيري في سول قبل أن يغادرها متوجها الى بكين إن الصين تملك بوصفها الشريك التجاري الرئيسي والداعم المالي لكوريا الشمالية قدرة فريدة لاستخدام نفوذها ضد تلك الدولة الفقيرة المعزولة.
ووصف كيري في وقت سابق محادثاته مع الرئيس الصيني شي جين بينغ بأنها “بناءة ومباشرة” لكنه لم يذكر تفاصيل.
وتحجم الصين التي انحازت إلى كوريا الشمالية في الحرب الأهلية الكورية 1950 – 1953 ضد كوريا الجنوبية المدعومة من الولايات المتحدة عن ممارسة ضغط على بيونغ يانغ خشية عدم الاستقرار الذي قد يحدث اذا انهارت كوريا الشمالية وتدفق اللاجئون على الصين.
وتنظر كذلك بارتياب للمناورات العسكرية الأمريكية في كوريا الجنوبية.
وقالت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) في تعليق إن واشنطن نفسها “تذكي النار” في شبه الجزيرة الكورية في استعراضات للقوة.
وأضافت أن واشنطن “مستمرة فى إرسال المزيد من المقاتلات وقاذفات القنابل وسفن الصواريخ الدفاعية إلى مياه شرق آسيا وإجراء تدريبات عسكرية ضخمة مع حلفائها الآسيويين في استعراض مثير لقوتها الوقائية.”
ونقل تلفزيون الدولة عن رئيس وزراء الصين لي كه تشيانغ قوله لكيري إن تصعيد التوتر في شبه الجزيرة الكورية ليس في مصلحة أحد في إشارة على ما يبدو لكل من واشنطن وبيونغ يانغ كي تعدلا عن الحرب الكلامية.
ونقل التلفزيون عن لي قوله “يتعين على جميع الأطراف تحمل مسؤولية الحفاظ على السلام والاستقرار الإقليميين وتحمل التبعات.”
وتابع “الاضطرابات والاستفزاز في شبه الجزيرة وعلى المستوى الإقليمي ستضر مصالح جميع الأطراف التي ستبدو كما لو كانت ترفع صخرة كي تسقطها على قدميها.”
ومع ذلك فإن المسؤولين الأمريكيين يعتقدون أن خطاب الصين تجاه كوريا الشمالية تغير مشيرين إلى كلمة ألقاها في الآونة الأخيرة الرئيس الصيني قال فيها – دون أن يشير صراحة إلى بيونغ يانغ – إنه “لن يسمح لأي دولة بأن تدفع المنطقة والعالم بأسره إلى الفوضى من أجل مكاسب أنانية.”
وتأتي زيارة كيري لاسيا التي ستشمل توقفا في طوكيو يوم الأحد بعد أسابيع من التهديدات الكورية الشمالية الحادة بحرب منذ فرضت الأمم المتحدة عقوبات جديدة ردا على ثالث تجربة نووية أجرتها في فبراير شباط.
ولم يشر تلفزيون كوريا الشمالية إلى زيارة كيري وخصص معظم تقاريره للاستعدادات لاحتفالات الاثنين بذكرى ميلاد مؤسسها كيم إيل سونج.
وشملت هذه التقارير العديد من مناسبات التكريم ووضع اكاليل الزهور وزيارات اجانب لمشاهدة معالم العاصمة قبل الاحتفالات وازاحة الستار عن نصب تذكاري في بلدة اقليمية.
لكن رودونج سينمون وهي الصحيفة التي تتحدث باسم حزب العمال الحاكم نشرت استنكارا جديدا للمناورات العسكرية المشتركة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية قائلة “اندلاع حرب نووية أصبح الان أمرا واقعا بسبب القوات الامريكية والكورية الجنوبية العميلة.”
وأضافت “اذا تجرأ الاعداء على استفزاز كوريا الشمالية اثناء طيشهم فانها ستنسفهم على الفور بضربة تبيدهم باستخدام وسائل نووية قوية.”
لكن وكالة الأنباء الكورية الجنوبية يونهاب نقلت عن مصدر حكومي قوله إن كوريا الشمالية لم تحرك أيا من منصات اطلاق الصواريخ المتحركة طوال اليومين الماضيين بعد تقاير إعلامية بأنه تم نقل خمسة صواريخ الى مكان على الساحل الشرقي للبلاد.
وقالت يونهاب انه لا يوجد ما يشير الى أي تحركات للمنصات المتحركة منذ يوم الخميس “أو ان اطلاق صواريخ بات وشيكا.”