واشنطن مستعدة لحوار مع كوريا الشمالية
أكد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يوم الأحد أن الولايات المتحدة مستعدة للحوار مع كوريا الشمالية ما دامت ستتخذ خطوات للتخلي عن الأسلحة النووية.
وتعهد كيري أيضا بأن تحمي الولايات المتحدة حلفاءها الاسيويين من اي اعمال استفزازية تقوم بها كوريا الشمالية لكنه قال إن واشنطن تريد حلا سلميا للتوتر المتصاعد في المنطقة.
وقال كيري “نحن مستعدون للحوار لكننا نريد اللحظة المناسبة والظروف الملائمة” مضيفا أنه يتعين على كوريا الشمالية اتخاذ خطوات للتخلي عن برامجها النووية.
وصرح كيري لمجموعة صغيرة من الصحفيين قائلا “عليهم ان يتخذوا بعض الاجراءات. (لكن) عدد الاجراءات ومداها فهذا شيء اريد مناقشته في واشنطن …ولكن عليهم اتخاذ اجراء.”
وهددت كوريا الشمالية على مدى أسابيع بشن هجوم على الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان بعد أن فرضت عليها الأمم المتحدة عقوبات جديدة بسبب تجربتها النووية الأخيرة التي أجرتها في فبراير شباط. وتزايدت التكهنات بإطلاق صاروخ جديد أو إجراء تجربة نووية جديدة.
وكان كيري قال في مؤتمر صحفي في وقت سابق في طوكيو بعد اجتماعه مع نظيره الياباني فوميو كيشيدا “اعتقد انه من المؤسف حقا ان يكون هناك تركيز واهتمام كبير للغاية في وسائل الاعلام واماكن اخرى على موضوع الحرب في الوقت الذي يجب ان يكون فيه حديثنا عن احتمالات السلام. واعتقد أن هذه الاحتمالات موجودة.”
ويزور كيري اليابان في المحطة الاخيرة من جولة اسيوية تهدف إلى حشد الدعم لكبح البرنامج النووي لكوريا الشمالية وطمأنة حلفاء واشنطن.
وقال كيري إن الولايات المتحدة “ستفعل كل ما هو ضروري” للدفاع عن حلفائها اليابان وكوريا الجنوبية لكنه أضاف “خيارنا هو التفاوض خيارنا هو التوجه إلى الطاولة وايجاد سبيل لاحلال السلام في المنطقة.”
وسعى كيري ايضا إلى توضيح تصريحاته التي أدلى بها في بكين يوم السبت والتي جعلت البعض يعتقد انه يعرض سحب القدرات الدفاعية الصاروخية التي تم تعزيزها في الاونة الاخيرة في اسيا اذا اقنعت الصين كوريا الشمالية بالتخلي عن برامجها النووية.
وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) في الاسابيع الاخيرة عن خطط لنشر مدمرتين مزودتين بصواريخ موجهة بنظام ايجيس في غرب المحيط الهادي ونظام للدفاع الصاروخي في جزيرة جوام مخصص لاعتراض الصواريخ متعددة المراحل خارج الغلاف الجوي.
وقال كيري “نشر رئيس الولايات المتحدة بعض القدرات الدفاعية الصاروخية الاضافية بسبب تهديد كوريا الشمالية. ومن المنطقي انه اذا تلاشى التهديد بجعل شبه الجزيرة الكورية خالية من الاسلحة النووية فلن يكون هناك ما يدعو حينئذ لاتخاذ مثل هذا الاجراء. ولكن لا توجد اتفاقات ولا مناقشات ولا شيء في حقيقة الامر على بساط البحث فيما يتعلق بهذاالصدد.”
وقال كيشيدا في نفس المؤتمر الصحفي ان الولايات المتحدة واليابان تريدان من بيونغيانغ التخلي عن طموحاتها النووية.
وأضاف “اتفقنا على ضروروة أن تتوقف كوريا الشمالية عن الخطاب والسلوك الاستفزازي وتظهر انها تتخذ اجراء ملموسا نحو جعل المنطقة خالية من السلاح النووي..لا يمكن السماح لكوريا الشمالية بالحصول على اسلحة نووية بأي حال.”
وكررت بيونغيانغ التي تستعد للاحتفال بميلاد مؤسس الدولة كيم ايل سونج غدا الاثنين بانه لا نية لديها للتخلي عن برامجها للاسلحة النووية.
وقال كيم يونج نام رئيس برلمان كوريا الشمالية امام مسؤولين وموظفين بالدولة في كلمة لتمجيد كيم ايل سونج “سنعزز قدراتنا للحصول على اسلحة نووية فهي كنز كوريا الموحدة …الذي لا يمكن مقايضته بأي ثمن.”
ورفضت ايضا وكالة الانباء المركزية الكورية الشمالية اقتراح رئيسة كوريا الجنوبية باك جون هاي الاسبوع الماضي باجراء محادثات مع بيونغيانغ ووصفته بانه “خدعة”.
وخيم الهدوء على العاصمة الكورية الجنوبية سول مثلما كان الحال طوال الأزمة.
والتقى كيري يوم السبت مع كبار المسؤولين في الصين – الداعم الدبلوماسي والمالي الوحيد لكوريا الشمالية – وقال إن واشنطن وبكين ملتزمتان “بجعل شبه الجزيرة الكورية خالية من الاسلحة النووية بطريقة سلمية.”
وأثناء زيارته لسول أولى محطات جولته قال كيري إن كوريا الشمالية التي تشعر بالغضب أيضا من التدريبات العسكرية التي تجريها الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية حاليا سترتكب “خطأ فادحا” إذا أطلقت أحد صواريخها المتوسطة المدى خلال الأزمة الراهنة.
وأضاف أن الصين تستطيع التأثير على سياسة كوريا الشمالية ويجب عليها “تفعيل” الجهود الرامية لإقناع بيونغيانغ بتغيير سياساتها.
ويمكن للصواريخ المتوسطة المدى التي تمتلكها بيونغيانغ أن تصل بسهولة إلى اليابان التي لا يفصلها عن كوريا الشمالية سوى أقل من ألف كيلومتر .
وقالت تقارير إعلامية يابانية إن طوكيو أرسلت مدمرات قادرة على اعتراض الصواريخ إلى بحر اليابان. ونشرت صواريخ باتريوت في مواقع رئيسية بالعاصمة اليابانية والمناطق المحيطة بها.
ومن المرجح أن يركز جدول أعمال كيري في طوكيو أيضا على إجراء مناقشات بشأن خلافات اليابان والصين على بعض الجزر ومستقبل القواعد الأمريكية في اليابان.
وقال مجددا ان واشنطن لم تتخذ اي موقف فيما يتعلق بالسيادة في نهاية المطاف على جزر صغيرة في بحر الصين الشرقي تتنازع عليها الصين واليابان لكنها “تعارض اي اجراء منفرد يغير الوضع الراهن”.