فنزويلا عنف بعد إعلان فوز مادورو
تبادلت السلطة والمعارضة المسؤولية عن اعمال العنف في فنزويلا، بعد تظاهرات احتجاج على اعلان فوز نيكولاس مادورو بالرئاسة اسفرت عن سبعة قتلى على الاقل وحوالى ستين جريحا كما ذكرت السلطات، مما اغرق البلاد في واحدة من اسوأ ازماتها السياسية منذ عقد.
فقد حمل الرئيس الفنزويلي المنتخب نيكولاس مادورو الثلاثاء المعارضة التي وصفها ب”الفاشية” مسؤولية سقوط ضحايا اثناء تظاهرات الاحتجاج على انتخابه، معلنا انه لن “يسمح” بتجمع للمعارضة مقرر الاربعاء في كراكاس.
وقال مادورو عبر التلفزيون “انهم (الضحايا) قتلوا على ايدي العصابات الفاشية”، بعد ان اتهم خصمه انريكي كابريليس بمحاولة تدبير “انقلاب”.
اما مرشح المعارضة للانتخابات الرئاسية انريكي كابريليس فكتب على تويتر الثلاثاء ان الحكومة الفنزويلية “امرت” بأن تحصل اعمال العنف حتى لا تعيد فرز الاصوات بعد انتخاب مادورو رئيسا.
وكتب كابريليس ان “نيكولاس مادورو غير الشرعي وحكومته امرا بحصول اعمال العنف لتجنب اعادة فرز الاصوات. هم المسؤولون” عما يحصل.
وبدعوة من كابريليس الذي يطالب باعادة تعداد مجمل الاصوات، تظاهر المعارضون في العديد من احياء العاصمة، فكان بعضهم يقرع على قدور والبعض الاخر يشعل اطارات او يضرم النار في مستوعبات للنفايات.
وقالت سلما اورخويلا ربة المنزل الستينية لوكالة فرانس برس “نحن هنا لانهم سرقوا الاصوات، زوروا” النتيجة، وهتف المتظاهرون “تزوير تزوير” ملوحين بالاعلام الفنزويلية.
واعلنت المدعية العامة لويزا اورتيغا “نتيجة اعمال العنف، قتل سبعة فنزويليين، بينهم عنصر من شرطة ولاية تاشيرا (غرب)”. واضافت ان 135 شخصا اعتقلوا خلال التظاهرات.
واستخدمت الشرطة في بعض المواقع من العاصمة الغازات المسيلة للدموع لتفريق الحشود، بحسب ما افاد مراسل وكالة فرانس برس.
وازاء الدعوات لتظاهرات جديدة الثلاثاء والاربعاء امام المراكز المحلية للجنة الانتخابية الوطنية، رد مادورو بحزم داعيا الى التعبئة “في جميع انحاء البلاد”.
واعلن من قصر ميرافلورس الرئاسي “ادعو الشعب الى ان يكافح بسلام” واصفا مطلب زعيم المعارضة بانه “نزوة بورجوازي”.
واعلن رسميا فوز مادورو (50 عاما) الوريث السياسي للرئيس الراحل هوغو تشافيز ب50,75% من الاصوات مقابل 48,97% لكابريليس في الانتخابات التي جرت بعد وفاة الزعيم السابق الاشتراكي في 5 ايار/مايو اثر اصابته بالسرطان.
وتعهد مادورو الذي اعلن رئيسا بعد الظهر ب”مواصلة ارثه بالكامل، دفاعا عن الفقراء ودفاعا عن الاستقلال” خلال حفل رسمي في مقر الهيئة الانتخابية في كراكاس.
وهتف الحضور “لدينا رئيس” و”تشافيز حي، الكفاح مستمر”.
ودعت رئيسة اللجنة الانتخابية تيبيساي لوثينا المعارضة الى “استخدام الطريق القانونية” مستشهدة بالمنافسة المحتدمة بين جورج بوش وآل غور في الانتخابات الرئاسية الاميركية عام 2000 والتي حسمت امام المحكمة العليا.
ودعا كابريليس حاكم ولاية ميراندا (شمال) انصاره الى “عدم الوقوع في فخ العنف” واصفا الرئيس المنتخب بانه “غير شرعي”.
غير ان المعسكر الحكومي اعتبر ان تظاهرات المعارضة هي انقلاب مقنع.
وقال خورخي رودريغيث رئيس حملة مادورو ان “ما يختبئ خلف الكلام الوارد اليوم سيد كابريليس هو دعوة الى انقلاب على الدولة وعلى المؤسسات” وهو ما كرره الرئيس المنتخب الذي توعد بالتصدي “بيد قاسية للانقلابيين”.
وايد البيت الابيض الاثنين طلب المعارضة اعادة تعداد الاصوات وقال المتحدث باسم الرئاسة الاميركية ان ذلك سيكون “خطوة هامة، عاقلة وضرورية تسمح لجميع الفنزويليين بان يثقوا بهذه النتائج”.
كما دعا جوزيه ميغيل اينسولزا الامين العام لمنظمة الدول الاميركية الى “حوار وطني”.
اما بعثة مراقبي اتحاد الدول الجنوب اميركية في فنزويلا فطالبت ب”احترام النتائج” الصادرة عن اللجنة الانتخابية الوطنية التي تعتبر “السلطة الوحيدة المؤهلة” في ما يتعلق بالانتخابات.
وقال الخبير السياسي اينياثيو افالوس لوكالة فرانس برس “انه وضع بالغ الدقة. الهامش ضيق للغاية في بلد شديد الانقسام، الى حد انه سيكون من الصعب تقبل الامر سياسيا. البلد منقسم بشكل واضح الى قسمين”.
وفي هذا السياق يمكن ان يخشى الرئيس الجديد الدعوة الى استفتاء لعزله في مهلة ثلاث سنوات. ويكفي لمعارضيه ان يجمعوا 20% من الناخبين المؤيدين لمذكرة بحجب الثقة لينظموا هذا الاستفتاء.
وقالت اليزابيت توريس (48 عاما) في حي 23 يناير الذي يعتبر معقلا لمؤيدي تشافيز ان “الكثيرين بدلوا مواقفهم، اشخاص قذرون لا يحفظون الجميل. يقولون انهم مؤيدون للثورة، لكنها اكاذيب”.
ويرى العديد من انصار تشافيز ان انتخاب مادورو يضمن الحفاظ على البرامج الاجتماعية التي اسسها الزعيم الاشتراكي الراحل ومولها بواسطة العائدات النفطية لهذا البلد الذي يملك اكبر احتياطي من النفط الخام في العالم.
غير ان هذا الالتزام يبدو صعبا في ظل الازمة الاقتصادية المخيمة في فنزويلا مع دين يساوي نصف اجمالي ناتجها الداخلي وتضخم قياسي في اميركا اللاتينية يزيد عن 20%.
وتواردت التهاني من حلفاء فنزويلا التقليديين فهنأت البرازيل مادورو بعد كوبا التي يتلقى نظامها مساعدات نفطية من كراكاس، والارجنتين والاكوادور وبوليفيا وكذلك تشيلي حيث تتسلم السلطة حكومة محافظة.
كذلك وردت تهاني من قادة على علاقة خلافية مع الولايات المتحدة مثل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس بيلاروسيا الكسندر لوكاشنكو.