الأسد: الغرب سيدفع ثمن دعم القاعدة
اكد الرئيس السوري بشار الاسد ان الغرب سيدفع ثمن “تمويله” لتنظيم القاعدة في سوريا، في “قلب اوروبا وقلب الولايات المتحدة”، وذلك في مقابلة ستبث مساء الاربعاء عبر قناة “الاخبارية” السورية، وسيعرض خلالها الاسد رؤيته للازمة في بلاده التي لا تزال امام افق مسدود بعد اكثر من سنتين على بدايتها.
ومما سيقوله الاسد، بحسب جزء مقتضب من المقابلة نشر على صفحة الرئاسة الجمهورية على موقع “فيسبوك” على الانترنت “كما مول الغرب القاعدة في افغانستان في بدايتها، ودفع الثمن غاليا لاحقا… الآن يدعمها في سوريا وفي ليبيا وفي اماكن اخرى، وسيدفع الثمن لاحقا في قلب اوروبا وفي قلب الولايات المتحدة”.
وسيجدد الاسد موقفه لجهة المضي في القتال ورفض التفاوض حول التنحي، قائلا “لا يوجد خيار لدينا سوى الانتصار. ان لم ننتصر، فسوريا ستنتهي، ولا اعتقد ان هذا الخيار مقبول بالنسبة الى اي مواطن في سوريا”.
ويضيف “الحقيقة ان ما يحصل هو حرب. واقول دائما لا للخضوع لا للتبعية لا للاستسلام”.
وسيتحدث الاسد خلال المقابلة التي تبدأ الساعة 21,30 (18,30 تغ) عن دور الاردن في النزاع السوري، بحسب الصفحة الرئاسية.
ومما سيقوله “من غير الممكن ان نصدق بان الالاف يدخلون مع عتادهم الى سوريا في وقت كان الاردن قادرا على ايقاف او القاء القبض على شخص واحد يحمل سلاحا بسيطا للمقاومة في فلسطين”.
وقبل اسابيع، استولى مسلحو المعارضة السورية على شريط بطول 25 كلم تقريبا في جنوب سوريا يصل الى الحدود الاردنية. واتهمت دمشق الاردن بالسماح لمسلحين يتدربون على الاراضي الاردنية بدخول الاراضي السورية لمقاتلة الجيش.
من اسطنبول، اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاربعاء ان مجموعة اصدقاء سوريا تلعب دورا “سلبيا” في النزاع السوري، وذلك قبل ثلاثة ايام من اجتماع مرتقب للمجموعة في المدينة التركية.
وقال لافروف لصحافيين في ختام لقاء مع نظيره التركي احمد داود اوغلو، “في الوقت الحاضر نعتبر ان هذه العملية تسهم بطريقة سلبية في اتفاقات جنيف” حول مبادىء مرحلة انتقالية في سوريا.
وتفصل خطة جنيف التي تبنتها في حزيران/يونيو 2012 مجموعة الاتصال حول سوريا (الدول الكبرى والجامعة العربية وتركيا والامم المتحدة والاتحاد الاوروبي) المراحل التي تسمح بعملية سياسية انتقالية في سوريا تشارك فيها كافة الاطراف المعنية، من دون ان تأتي على ذكر مصير الاسد.
وقال لافروف “عندما يكون احد الاطراف معزولا في آلية وضعت لتسوية ازمة، لا توجد القواعد اللازمة للحوار”.
ولا تزال روسيا تدعم نظام الاسد وتعطل صدور قرار في مجلس الامن يدينه.
وحذر لافروف مجددا الاربعاء من اي تدخل عسكري في سوريا، معتبرا ان ذلك سيعزز موقع المجموعات الاسلامية القريبة من القاعدة داخل المعارضة السورية.
وتأتي المقابلة مع الاسد، بحسب ما اعلنت القناة، لمناسبة عيد الجلاء، اي جلاء آخر جندي فرنسي عن سوريا العام 1946 وانتهاء فترة الانتداب.
وللمناسبة نفسها، كان الرئيس السوري اعلن الثلاثاء عفوا يشمل الجرائم المرتكبة قبل 16 نيسان/ابريل 2013 وخفضا للعقوبات، مع استثناءات تشمل خصوصا “الجرائم الارهابية”. وتطلق السلطات السورية لقب “الارهابيين” على المقاتلين المعارضين لها.
وشكك المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية فيليب لاليو بهذا العفو، وقال ان العفو “لا يعفيه من الاستجابة لطلبات المجتمع الدولي ووقف اعمال العنف”.
على الاثر، طالبت وزارة الخارجية السورية الحكومة الفرنسية بالكف عن التدخل بشؤونها الداخلية، مشيرة الى ن الشعب السوري لن يسمح لفرنسا “ان تعود الى بلده من خلال دعمها للمجموعات الارهابية المسلحة وتآمرها على سفك دماء السوريين”.
ميدانيا، افاد المرصد السوري لحقوق الانسان عن مقتل 67 شخصا في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا الاربعاء، بينهم 27 قتلوا في مناطق في محافظة حمص (وسط)، لا سيما في ريف القصير الحدودي مع لبنان حيث تدور معارك عنيفة يشارك فيها بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان عناصر من حزب الله اللبناني الى جانب قوات النظام. والقتلى هم 12 مقاتلا معارضا و12 مدنيا وثلاثة جنود نظاميين.
وقتل المدنيون وبينهم سيدتان وطفلان نتيجة قصف القوات النظامية براجمات الصواريخ على بلدة البويضة الشرقية في محافظة حمص، بحسب المرصد.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان “النظام اعتمد على مقاتلين موالين لحزب الله الشيعي اللبناني لاقتلاع مقاتلي المعارضة في ريف حمص”.
واشار الى ان “هذه المنطقة هي نقطة مفتاح لانها تقع على الطريق الذي يربط دمشق بالساحل السوري”.
واوقعت اعمال العنف الاثنين 99 قتيلا في سوريا بينهم 41 مدنيا و34 مقاتلا معارضا و23 عنصرا من قوات النظام.
في بروكسل، ذكرت مصادر دبلوماسية الاربعاء ان الاتحاد الاوروبي ينوي رفع الحظر النفطي المفروض على سوريا بشكل جزئي لمساعدة المعارضة التي باتت تسيطر على قسم من الحقول النفطية في الشرق والشمال.
ومن المتوقع ان يقر وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي ذلك مطلع الاسبوع المقبل، ما قد يتيح استئناف استخراج النفط في المناطق التي يسيطر عليها المعارضون السوريون.
ومنذ ايلول/سبتمبر 2011 حظر الاتحاد الاوروبي الاستثمارات في القطاع النفطي السوري في اطار العقوبات التي فرضها على النظام.