- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

سوريا: «الثلاثي الغربي» يريد تطعيم الائتلاف بأقليات

باريس: كتب بسّام الطيارة
محاولات سرية لترميم المعارضة السورية، هكذا يمكن وصف اللقاءات التي تمت في باريس بعيداً عن الأضواء خلال الاسبوع المنصرم.  سفيرا الولايات المتحدة و فرنسا «روبرت فورد» و«أيريك شوفالييه» إلى جانب مسؤول الملف السوري البريطاني «جوناثان  ويلكس» كانوا لولب لقاء سري تم في أحد الفنادق المتواضعة في باريس. وقد حضرت اللقاء مجموعة تمثل الأقليات السورية، في محاولة لتطعيم الائتلاف السوري بعناصر تمثل الأقليات الدينية والأتنية، وتقليص هيمنة الإسلاميين على مقاليد المعارضة. وأدار النقاشات سلمان الشيخ مدير مؤسسة بروكينغز للأبحاث (قطر -الدوحة) وحضرت  شخصيات درزية ومسيحية وكردية أبرزهم ميشال كيلو  وملهم الدروبي وشبلي الاطرش وعبد الحكيم بشار وسربست نبي وعبد الباسط سيدا وجوان سمو ووليد شيخو وهنادي زحلوط  وإبراهيم الباشا وآفاق أحمد ونبراس الفاضل وعصام سلام ونائل  الحريري ومحمد العساف وسعد المشرف وهند قبوات. وتوصل المجتمعون الخروج بوثيقة وطنية تهدف إلى طمأنة كافة شرائح المجتمع السوري من جهة على أن تنضم لاحقاً إلى الائتلاف تحت شرط الوصل إلى حل سياسي يقوم على تفسير لاتفاق جنيف يحمل صراحة تنحي بشار الأسد.
ويقول مصدر مقرب من هذا اللقاء أن الهدف من هذا اللقاء هو استباق اختراقات ممكنة للائتلاف بعد انهيار عملية ترئيس غسان هيتو لحكومة مؤقتة. أعقبتها استقالة معاذ الخطيب.
وبالفعل يبدو المصدر صادقاً في نظرته إذ تزامن لقاء «باريس السري» مع لقاء آخر عقده معارضون للائتلاف من خارجه (من المنبر الديمقراطي وشخصيات مستقلة) ولكن أيضاً من داخله ممن جمد عضويته، وذلك للتحضير لـ«مؤتمر القطب الديمقراطي» الذي سينعقد في القاهرة مطلع ايار/مايو أي الاسبوع المقبل.
وسوف يطرح المؤتمر على الائتلاف «الأخذ» بلائحة مؤلفة تضم حوالي الـ ٢٥ عضو لضمهم للائتلاف بهدف «تذويب مؤيدي الإخوان». وسيتمثل في اللائحة حسب أحد المجتمعين فئات سورية معروفة بخصومتها للإخوان إلى جانب «عدد من النساء» وممثلي الأقليات الكردية والمسيحية وبعض اليساريين وشخصيات معارضة من الداخل، وذلك سعياً لاختراق الائتلاف وتغيير ميزان القوى في داخله، بعيداً عن الضغوط القطرية و«الثلاثي الغربي» الذي حسب ديبلوماسي غربي، كان مستعداً لدعم هذا «القطب الديموقراطي».
وبالطبع يحضر المسؤولون الغربيون اللقاء الأول ولكن «عيونهم وآذانهم» موجودة في اللقاء الثاني حسب تعبير الديبلوماسي، ولا يستبعد هذا الديبلوماسي أن يضغط الرئيس الأميركي باراك حسين أوباما على القطريين للقبول بـ«تطعيم» الائتلاف بوجوه علمانية وممثلي الأقليات. ويتابع الديبلوماسي بأن السعودية باتت مقتنعة بوجهة النظر هذه وهي مستعدة لدعم فريقي اللقائين للدخول إلى الائتلاف.
إلا أن مصدراً عربياً كشف لـ«برس نت» أن السعودية تسعى أيضاً لدعم فريقاً ثالثاً قريب منها متمثل برئيس الائتلاف المستقيل معاذ الخطيب، الذي سيعقد لقاءاً مع «مويديه» في مدريد في الاسبوع المقبل لإنشاء هيئة معارضة مستقلة. ورغم عدم وضوح صورة المشاركين في لقاء مدريد إلا أن المصدر العربي أكد وجود «شخصيات من الداخل وممثلين للجيش السوري الحر». وأنهى بالقول «إن شخصيات اللقاء المزمع عقده وعددها سوف تحدد مصير هذه الهيئة الجديدة» فإذا استطاع الخطيب جذب قوى معارضة من داخل سوريا أثبت شعبية يمكن أن تعيده إلى داخل الائتلاف مع كتلة موزنة، وفي حال كانت الشخصيات «باهتة» فستنضم الهيئة الجديدة إلى رتل المعارضات السورية.
السؤال هو ماذا  يريد «الثلاثي الغربي»؟
يقول مقرب من هذا الملف أن «الغرب» بعد استقالة الخطيب كان يتطلع إلى شخصية معارضة لها وزن في الداخل وعرض رئاسة الائتلاف على عارف دليلة الذي رفض بقوة. وبعد رفض عدد من الشخصيات، غيّر الثلاثي الغربي خطته وبدأ بدعم سليم إدريس على أساس أنه شخصية لم تنزل إلى «بازار التجاذب» بين تيارات المعارضة، وتدعمه قوى عسكرية وازنة في الداخل.
وقد علمت «برس نت» أن الثلاثي الغربي توجه بعد انفضاض اللقائين إلى واشنطن لمتابعة «خريطة طريق ترميم المعارضة» مع زوار واشنطن أي أمير قطر حمد بن جاسم  ورئيس الوزراء التركي طيب رجب أردوغان، والعمل على التنفيذ بمباركة قطرية تركية أو كما وصف الديبلوماسي العربي «من دون معارضة الدولتين»، خصوصاً وأن المملكة الوهابية مقتنعة بضرورة تطعيم الائتلاف قبل أن ينهار ويقع في أيد المجموعات الجهادية.