انسحاب عمال مجمع كايسونغ الصناعي بين الكوريتين
غادرت مجموعة اولى من 11 عاملا من عشرات العمال الكوريين الجنوبيين السبت مجمع كايسونغ الصناعي المشترك بين الكوريتين والواقع في اراضي كوريا الشمالية ضمن خطة اخلاء هذا الموقع بعد اشهر من التوتر العسكري في شبه الجزيرة الكورية.
ومن المقرر ان تغادر مجموعة ثانية من 116 عاملا اليوم ايضا عائدة الى كوريا الجنوبية كما اعلنت حكومة سيول.
والاشخاص ال48 الباقون وهم اساسا من الموظفين الذين يديرون المجمع وكذلك من مهندسي الاتصالات والكهرباء سيسحبون الاثنين بحسب ما اعلنت وزارة التوحيد في سيول.
وتثير هذه الخطوة، التي قررتها سيول امس بعد ان رفضت بيونغ يانغ دعوتها الاخيرة لفتح حوار، شكوكا حول مستقبل هذا المجمع الذي يعتبر رمزا للتعاون بين حدود الكوريتين ومصدرا اساسيا للعملات الصعبة لنظام كيم جون اونغ المعزول.
وجاء ذلك في اليوم نفسه الذي اعلنت فيه كوريا الشمالية انها ستحاكم اميركيا من اصل كوري اوقف في تشرين الثاني/نوفمبر بتهمة محاولة قلب النظام الشيوعي في خطوة من شأنها ان تزيد التوتر مع الغرب.
وكانت سيول اعلنت الجمعة انها قررت سحب كل الموظفين الباقين في كايسونغ بعدما رفضت بيونغ يانغ دعوة للانضمام لمفاوضات رسمية حول اعادة بدء العمليات المتوقفة.
وعاد حوالى 126 شخصا بينهم صيني السبت عبر الحدود في منطقة باجو عبر عشرات السيارات المحملة بالبضائع ومواد اخرى اخذت من المجمع.
وقال تشو يونغ-جو مدير شركة الكترونيات كورية جنوبية لوكالة فرانس برس بعدما عبر الحدود “اشعر بالقلق اكثر من الارتياح للعودة الى البلاد للمرة الاولى منذ شهر”.
وكان بعض العمال يبكون حين انضموا الى زملائهم الذين كانوا ينتظرونهم على الحدود للترحيب بعودتهم الى البلاد.
والاشخاص ال48 الباقون لا سيما من الموظفين الذين يديرون المجمع وكذلك من مهندسي الاتصالات والكهرباء سيسحبون الاثنين بحسب ما اعلنت وزارة التوحيد في سيول.
وابدت الشركات الكورية الجنوبية العاملة في الموقع استغرابها الشديد لهذا الاخلاء الذي قررته سيول امس بعدما رفضت كوريا الشمالية الانذار الكوري الجنوبي لفتح حوار.
وقال ممثل عن الشركات ال123 الكورية الجنوبية في المقوع للصحافيين في باجور “دهشنا كثيرا لقرار الحكومة المفاجىء باخلاء كايسونغ. نحن قلقون ازاء العواقب المحتملة لهذا الاغلاق”.
واضاف “من المؤسف عدم اجراء اي مشاورات مسبقة معنا. ورغم ان بعض الشركات لها اراء متباينة حول فرص قبول هذا القرار المفاجىء، لقد قررنا احترامه لانه قرار الحكومة”.
وقال بارك بون-كيو رئيس مجلس ادارة شركة ملابس في سيول تعمل في كايسونغ لوكالة فرانس برس وهو ينتظر عودة اثنين من اخر موظفيه هناك “كنت متسلحا بالامل والاحلام قبل سبعة اعوام، لكن الان يبدو ان الامور اصبحت سيئة الى حد انني لا اعلم ما سافعله”.
من جهته اعتبر يانغ مو-جين استاذ الدراسات الكورية الشمالية في جامعة سيول “المرحلة المقبلة الكورية الجنوبية قد تكون قطع الكهرباء عن المجمع قبل اغلاقه بشكل دائم”. واضاف ان “الرد القوي من كوريا الجنوبية يمكن ان يؤدي الى ازالة اخر نقطة اتصال متبقية والى مواجهة طويلة الامد بين الكوريتين”.
واعتبر متحدث باسم الهيئة الكورية الشمالية المكلفة تطوير موقع كايسونغ ان قرار كوريا الشمالية اعادة موظفيها “خطوة استفزازية بشعة من اشخاص مهووسين بالمواجهة” مضيفا ان “نظام كوريا الجنوبية العميل يتامر لهدم هذا الصرح”.
وبعد تجميد العلاقات الثنائية في 2010، بقي مجمع كايسونغ مفتوحا مع استثناءات لفترات قصيرة.
لكن منذ 3 نيسان/ابريل حظرت كوريا الشمالية على الكوريين الجنوبيين الوصول الى المجمع الذي يشكل في المقابل ابرز مصدر عملات صعبة لنظام كيم جونغ اون المعزول، لانه يقع على اراضيه على بعد عشرة كلم من الحدود. وتطالب بيونغ يانغ برفع العقوبات الدولية عنها ووقف التدريبات العسكرية المشتركة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية.
وقد سحبت منه موظفيها ال53 الفا فيما كان التوتر على اشده في شبه الجزيرة الكورية وفيما كثفت بيونغ يانغ تهديدات بشن هجمات نووية ضد كوريا الجنوبية وحليفتها الاساسية الولايات المتحدة.
واعلنت وسائل الاعلام الكورية الشمالية السبت عن بدء محاكمة مواطن اميركي اوقف في تشرين الثاني/نوفمبر “في موعد قريب جدا” بتهمة “ارتكاب جرائم تهدف الى الاطاحة بجمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية”.
وقالت وكالة الانباء الكورية الشمالية الرسمية ان باي جون-هو اعترف بالتهم الموجهة اليه وسيحاكم قريبا.
وباي الذي يعتقد انه ينظم رحلات سياحية اميركي من اصل كوري اعتقل في تشرين الثاني/نوفمبر عند دخوله مدينة راسون شمال شرق البلاد.
وقالت الوكالة الرسمية ان “تحقيقا اوليا” استكمل مشيرة الى انه “اعترف بانه ارتكب جرائم تهدف الى الاطاحة بنظام جمهورية كوريا الشعبية الديموقراطية وبالعداء تجاهها”.