اعلن “اتحاد الديمقراطيين السوريين” وهو تشكيل معارض انطلق اخيراً في القاهرة في حضور 250 شخصية سورية معارضة، ان هدفه “التأسيس لدولة مدنية ديموقراطية”، بحسب ما افاد احد اعضاء اللقاء.
وقال المعارض كمال اللبواني في اتصال هاتفي ان “الاتحاد سيضم شخصيات من انتماءات متنوعة على اساس جامع لها يخدم فقط فكرة الديمقراطية، مع الاحتفاظ بحق الاعضاء في الانضمام الى تنظيمات ايديولجية اخرى”.
واضاف ان “هذا اللقاء لا يدعي تمثيل الشعب السوري، بل يعمل مع المجتمع كأي حزب”، مضيفاً “المجلس الوطني السوري او الائتلاف (الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية) هما مجلسان تمثيليان. نحن نتحدث عن حزب، عن كيان سياسي، عن اتحاد سياسي يكون جزءاً من المعارضة”.
ويأتي الاتحاد ليضيف تشكيلاً جديداً الى المعارضة السورية التي يعتبر الائتلاف مظلتها الاوسع وقد حظي باعتراف من دول عديدة عربية وغربية.
الا ان الانقسامات لا تزال جلية داخله، وقد ظهرت الى العلن بعد اختيار غسان هيتو رئيسا لحكومة موقتة، الامر الذي دفع العديدين وبينهم اعضاء في التشكيل الجديد المعارض، الى تجميد عضويتهم في الائتلاف. كما ظهرت بعد طرح الرئيس السابق للائتلاف احمد معاذ الخطيب فكرة الحوار مع النظام. وقد استقال الخطيب مؤخرا من رئاسة الائتلاف، ويتولى جورج صبرة الرئاسة بالانابة.
واكد اللبواني ان الاتحاد يهدف الى “تجاوز مرحلة الانقسام والشرذمة”، مضيفاً “الهدف الاول هو الدولة وليس التباينات، نريد التركيز على هذا الهدف ونوحد الجهود لنبني البلد والوطن الذي يسمح بان تكون هناك حياة سياسية ديمقراطية”.
ورداً على سؤال عما اذا كان الاتحاد موجها ضد جماعة “الاخوان المسلمين” ذات التأثير الواسع في المعارضة السورية، قال اللبواني “اذا كان الاخوان ضد الدولة المدنية، يكون الاتحاد موجهاً ضدهم، واذا كانوا معها يكونون حلفاءنا”.
لكنه اضاف “مشكلتنا مع الاخوان انهم يقولون شيئا وينفذون شيئا آخر يدعون انهم يريدون دولة مدنية، لكن عمليا لا يريدون ذلك”.
وتابع اللبواني “سنكون حريصين على صياغة دستور وطني ديمقراطي مدني، وسنعمل مع كل القوى لكي يتحقق في الواقع بناء نظام سياسي ديموقراطي مدني”، على ان يعرض هذا المشروع على القوى السياسية الاخرى.
ومن بين توصيات المجتمعين “دعم الجيش السوري الحر وتشكيل مجموعات سياسية ضاغطة من اجل تحقيق تطلعات الشعب والمساهمة في أعمال الإغاثة ودعم تطلعات السوريين الأكراد، وحق المرأة في المساواة”، وفق بيانهم الختامي
ومن جانبه وجه رئيس المؤتمر ميشيل كيلو رسالتين الأولي للواء سليم إدريس قائد الجيش السوري الحر ” شكره فيها على بعث مندوب عن الجيش لحضور اللقاءات ” وأعرب خلالها عن دعم الاتحاد “للجيش الحر والعمل على تعزيزه دوره كجسم وطني” سوري
ووجه الرسالة الثانية لمن لم يحضروا من الديمقراطيين السوريين طالبا منهم “التعاون والتواصل مع اللجان” التي شكلت لهذا الهدف وراجيا منهم “الانضمام والمشاركة بالمؤتمر العام” حتى “يتم التخلص من النظام الاستبدادي” الحاكم في سوريا.
ولفت كيلو في معرض رده على الصحافيين بشأن المكون السياسي الجديد إلى أنه يوجد في سوريا “جمهور ديمقراطي كبير مشتت”، وقال “نريد توحيده ليكون (الاتحاد) تعبيرا مستقلا لكتلة كبيرة”، منوها بأن العلاقة مع باقي التجمعات المعارضة “سياسية صرفة” ستحدد وفق “المصالح العامة للديمقراطيين وسوريا بصفة عامة
وسيعمل الاتحاد خلال الشهرين المقبلين على تنظيم لقاءات في الداخل السوري، ينتخب المشاركون فيها ممثلين لهم في الاتحاد لعقد مؤتمر تأسيسي.