باريس تنفتح على هيئة التنسيق: نهاية النظام اقتربت
رويداًً رويداًً تتحرك الدبلوماسية الفرنسية نحو مروحة جديدة من الطروحات في ما يتعلق بالمعارضة السورية التي لم تعد تقتصر على المجلس الوطني السوري برئاسة برهان غليون. فبعدما أشار الناطق الرسمي لوزارة الخارجية برنار فاليرو إلى ما قاله وزير الخارجية ألآن جوبيه، في مؤتمره الصحافي مع وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، من «إن فرنسا مستعدة للعمل مع المعارضة السورية وإن هناك حاجة الى عقوبات أشد على دمشق»، سأل موقع “أخبار بووم” فاليرو عن سبب عدم اعتراف فرنسا بالمجلس الوطني السوري، فأجاب بأن باريس «أولاً تحيي مجهود المعارضة، ثانياً تحيي شجاعة الذين ينزلون إلى الشارع، ثالثاً نشجع المعارضة على التوحد حول مشروع والتحرك قدماً حسب ديناميكية واضحة».
واستطرد فاليرو، خلال مؤتمره الصحافي نصف الأسبوعي، بأنه «ننتظر من المعارضة أن تطالب بوضوح بالاعتراف بها (..et qu’ils demandent explicitement qu’ils soient reconnus/ ) ونشجعها على ذلك». وحول ما إذا كانت باريس تستقبل كافة أطراف المعارضة، قال فاليرو “نحن نلتقي مع كل من يطلب ذلك“. وبعدما نفى أي تواصل مع رفعت الأسد وعبد الحليم خدام، أكد أنه تم استقبال «هيئة التنسيق» من دون أن يحدد ما إذا كان ذلك خلال الزيارة السابقة ومع ما رافقها من تنقل وترحال للهيئة لعقد مؤتمرها الصحافي أم في مرحلة لاحقة.
إلا أنه تبين أنه بينما كان فاليرو يتحدث كان وفد من هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي يجتمع مع دبلوماسيين بريطانيين في مقر السفارة البريطانية في باريس، فقد التقت فرانسيس غاي (السفيرة البريطانية السابقة في لبنان) التي تدير الملف السوري في الخارجية البريطانية، شخصيات من المعارضة السورية ينتمون إلى هيئة التنسيق للتغيير الوطني والديموقراطي بينهم حسن كامل، وتيار الدولة كريم تركماني إلى جانب شخصيات مستقلة. واستصرح “أخبار بووم” سمير عيطة، الناشط المستقل إلى جانب هيئة التنسيق، فأكد أن اللقاء الذي كان مفترض أن يتم في لندن بناء على طلب البريطانيين “انتقل إلى باريس لضرورة سرعة اللقاء“. وكشف أن الحديث دار حول كل النقاط المتعلقة بالوضع في سوريا، وأن أعضاء الهيئة شددوا على ضرورة دعم المبادرة العربية قبل الشروع بإطلاق حل آخر والمطالبة بإمكانية فتج الأبواب أمام صحافيي العالم لدخول سوريا.
أما عن طروحات البريطانيين فقد كانت مماثلة لطروحات الفرنسيين، فلخصها عيطة بنقطتين:
- بالنسبة لتشتت المعارضة: “بأنهم لن يستقبلوا المعارضة مشرذمة بل يجب أن تكون في صف واحد“.
- تم التداول حول “آليات توحيد المعارضة وتناولوا الصعوبات التي تعترض هذا الأمر.
أما في ما يتعلق بالتدخل الخارجي، فشدد عيطة على أن التوافق بأنه “غير عسكري ويهدف إلى حماية المدنيين“. ويشدد الغربيون على “ضرورة أن يكون ذلك بقرار من مجلس الأمن“، في حين «أن لا توجه الآن للذهاب إلى مجلس الأمن».
ومن المنتظر أن يلتقي نهاية هذا الاسبوع في باريس أيضاً وفد من وزارة الخارجية الأميركية مع شخصيات من المعارضة السورية. كما علم «أخبار بووم» أن اجتماعاً عقد داخل الكي دورسيه ضم ممثلين عن فرنسا والولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وألمانيا وتركيا وعدد من ممثلي الدول العربية، في غياب ممثلين عن روسيا والصين من أجل إيجاد نوع من «مجموعة اتصال» حول الملف السوري.
ويقول مصدر أوروبي «متابع للملف من باريس» إن الهدف الأول اليوم بانتظار تبلور المبادرة العربية، هو توحيد المعارضة وبشكل أساسي المجلس الوطني السوري وهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي. ويتوسع بالشرح بأن الأسباب التي بدلت من موقف باريس، الذي كان لا يريد أن يرى معارضة إلا تحت جناج المجلس الوطني، هو «التوجس من وجود نسبة كبيرة من الإسلاميين في المجلس تتجاوز الـ ٤٠ في المئة»، ويقول إن التطورات والأخبار القادمة من ليبيا التي تشير إلى ارتفاع نفوذ الإسلاميين بشكل مرعب ساهمت في لفت نظر الأجهزة الغربية إلى تقارير سابقة التي نبهت من «تنوية الإسلاميين للمجلس» (noyautage du CNS par les islamistes). كما ذكر في هذه التقارير مراراً بأن هيئة التنسيق “لها أرضية صلبة في معارضة الداخل وإن لم تشكل أكثريتها وأن «أركانها قضوا مجتمعين ما يفوق ٢٥٠ سنة في سجون النظام»، ثم جاءت «حادثة مدخل الجامعة العربية» حين ضُرب ممثلو الهيئة عند وصولهم، والتي حسب قول المصدر «أزعجت جداً المتابعين للملف». وبينت أنه توجد مجموعات في قاعدة المجلس الوطني «لا تقبل البتة باختلاف وجهات النظر وتباين الآراء، بخلالف رئيس المجلس برهان غليون المعروف بانفتاحه وقبوله الحوار». ويقال في هذا الصدد أن غليون لعب دوراً كبيراً في طلب الانفتاح على هيئة التنسيق وأنه أكد مرارا «أنه يكن كل احترام لأعضائها وأنه شجع هذا التوجه الجديد».
وسأل «أخبار بووم» أيضاَ فاليرو حول ظاهرة «الإنشاقات في الجيش السوري وهل يقلق هذا باريس لأنه قد يعلن اقتراب موعد حرب أهلية؟»، فأجاب بأن هذا «أمر مقلق بالفعل للنظام وللبلد بأكمله»، وأردف بأن هذا يعني أيضا أن عمليات الإنشقاق المتزايد عددها تشير إلى أن «التسلسل الهرمي في الجيش لم يعد موجوداً ولا الطاعة محترمة بسبب رفض الضباط تنفيذ الأوامر البربرية التي تصدرها لهم القيادات، لأنها أوامر غير مقبولة».
ورداً على سؤال ما إذا كان يشجع عمليات الانشقاق هذه، أجاب «كل ما زاد الانشاق كل ما خفت قدرة النظام على القمع». ويمكن تفسير هذه الإجابة، التي صبت بقالب دبلوماسي، والتي جاءت بعد تأكيد فاليرو مراراً خلال مؤتمره الصحافي ضرورة «وقف القمع»، بأنها تشجيع غير مباشر على فرار العناصر وترك مراكزها.
وقد سأل أحد الصحافيين الحاضرين ما إذا كانت فرنسا تشجع قيام “ملاجئ آمنة للمدنيين“، فأجاب بأن هذا الأمر متعلق بقرار من مجلس الأمن، إلا أنه استطرد بأن «تركيا تستطيع أن تفعل ما تشاء داخل حدودها». ورداً على سؤال أخير ما إذا كان يعتقد «بأن نهاية النظام قد اقتربت»، أجاب مباشرة بـ «نعم».
سمير عيطة اصدر بيانا اعلن استقالته من هيئة التنسيق وبالتالي اقتباسه في هذا الخبر متل قلته يا سيد طيارة. وبرهان غليون يشجع الانفتاح على الهيئة لانه اصلا كان منها، بل كان نائباً لحسن عبد العظيم. أما اللقاء مع الدبلوماسية البريطانية في باريس، فهل انت جاد حفا بتحميله كل هذه الدلالات؟! وبالمناسبة الرجل اسمه حسن كامل وليس حسين كامل، وهو من جماعة تيار بناء الدولة (لؤي حسين) وليس هيئة التنسيق.. اقتضى التنويه!!
تاريخ نشر التعليق: 2011/11/19اُكتب تعليقك (Your comment):