السباق الرئاسي في إيران: لا رابح ولا خاسر بعد مناظرة تلفزيونية
انتهت المناظرة التلفزيونية الاولى بين المرشحين الثمانية للانتخابات الرئاسية الايرانية، التي تركزت على الاقتصاد الذي يخضع لعقوبات وتجنب خلالها المشاركون الهجمات المباشرة، بدون ان يتمكن اي منهم من تحقيق تقدم على الآخرين.
ولم تكن المناقشات التي استمرت اربع ساعات مثيرة للحماس وفضل المرشحون انتقاد الصيغة التي اختارها التلفزيون للمناظرة، اي طرح اسئلة عامة حول الاقتصاد وردود سريعة.
وقال المرشح المحافظ محسن رضائي متوجها الى مقدم البرنامج “كان يفترض ان تتركوا المرشحين يعرضون برامجهم وافكارهم”.
واضاف “اذا لم تحترموا منذ البداية موقع الرئيس فهذا يعني اننا لا نريد حكومة قوية”.
ووفق الصيغة التي اختارها التلفزيون، على اي مرشح يتم اختياره بالقرعة ان يجيب خلال دقيقتين و30 ثانية على سؤال عام حول الاقتصاد، ثم ترك المرشحين الاخرين يعلقون.
وطرحت ايضا “اسئلة اختبارية” يجاب عنها بنعم او كلا.
وقال المرشح الاصلاحي محمد رضا عارف رافضا الرد على الاسئلة الاختبارية ان “هذه الطريقة في تنظيم المناظرة وطرح اسئلة اختبارية هي اهانة لجميع المرشحين الثمانية وللشعب الايراني”.
وقال المرشح المحافظ المعتدل حسن روحاني “كان عليكم ان تدعوا ممثلي المرشحين لسؤالهم رايهم في تنظيم المناظرات”.
وعموما، غلب الطابع الودي على المناظرة وخلت من النقاشات الحادة اذ ان المرشحين تجنبوا انتقاد الواحد الاخر.
وكان التلفزيون الايراني نظم في 2009 للمرة الاولى مناظرة بين المرشحين المتنافسين الاربعة وكانت المناقشات خلالها حادة.
واكد عدد كبير من المشاهدين اتصلت بهم وكالة فرانس برس بعد المناظرة انهم شعروا بخيبة امل.
وقال المهندس المعماري امير (31 عاما) “عمليا، كل المرشحين انتقدوا الحكومة الحالية بدون ان يقدموا حلولا لمشاكل البلاد”.
اما شقائق المحاسبة البالغة من العمر 30 عاما، فقالت “لم يمنحوا الوقت الكافي لشرح كاف ووجدت ان لديهم جميعا الافكار نفسها”.
وقد رأى المرشحون الثمانية ان على ايران تقليص اعتمادها على العائدات النفطية لمواجهة العقوبات الدولية المفروضة عليها.
واكد المرشح المحافظ سعيد جليلي ان الحظر النفطي الذي تفرضه الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي والذي ادى الى تدهور الصادرات الايرانية يشكل “فرصة”.
واضاف “ينبغي التوقف عن بيع النفط الخام وانتاج مواد مكررة ستزيد عائداتنا بالعملات الصعبة” مشيرا الى الحاجة كذلك الى “التوقف عن استيراد المنتجات غير الضرورية”.
وجليلي هو احد المرشحين الاوفر حظا للفوز في الانتخابات التي ستجرى في 14 حزيران/يونيو.
واكد محمد رضا عارف المرشح الاصلاحي الوحيد “ينبغي تقليص اعتمادنا على النفط الى الصفر”.
واعرب المرشح المحافظ غلام علي حداد عادل عن رغبته “اولا في تعزيز الصادرات غير النفطية لتعويض تراجع العائدات النفطية”.
فبعدما حصلت ايران على اكثر من 100 مليار دولار من بيع ذهبها الاسود في 2011/2012 تراجعت عائداتها النفطية الى النصف منذ مطلع 2012 بعدما فرض الغرب حظرا نفطيا عليها لمحاولة اجبارها على التنازل في برنامجها النووي المثير للجدل. وادت العقوبات الى انهيار صادرات الخام الايراني الى حوالى 1 الى 1,3 ملايين برميل في اليوم في اواخر 2012 بحسب منظمة الدول المنتجة للنفط (اوبك).
ويمنع حظر مالي ايران من تسلم عائداتها النفطية ما اثار ازمة اقتصادية حادة انعكست تضخما يفوق 30% وانهيارا لقيمة عملتها بنحو 70%.
وقال حداد عادل “لمواجهة تراجع قيمة عملتنا ينبغي تغيير نمط حياتنا الى نمط حياة اسلامي” والتخلي عن اقتصاد الاستهلاك معتبرا ان الايرانيين لا يمكنهم “ان يعيشوا على الطريقة الغربية ويخضعوا للعقوبات الغربية”.
وكان وزير الخارجية السابق المحافظ علي اكبر ولايتي الوحيد الذي اشار الى الحاجة الى “تغيير علاقاتنا” مع المجتمع الدولي. وافاد “يمكنهم غدا فرض عقوبات على منتجات اخرى. ينبغي ان يكون لدينا برنامج لمواجهة ذلك”.
من جهة اخرى قال حداد عادل ان الايرانيين “يجب ان يتبعوا اسلوب حياة اسلامية” ويتخلوا عن اقتصاد الاستهلاك، مؤكدا ان الشعب “لا يمكنه ان يعيش بالطريقة الغربية ويخضع لعقوبات غربية”.
وكان المحافظ علي اكبر ولايتي وزير الخارجية الاسبق المرشح الوحيد الذي شدد على ضرورة “تغيير علاقاتنا” مع الاسرة الدولية التي يمكن ان “تفرض غدا عقوبات على منتجات اخرى”.
وسعى محمد باقر قاليباف الرئيس الحالي لبلدية طهران، الى جذب الناخبين المعتدلين بترحيبه “بالبرنامج والتفكير” للرئيس الاصلاحي الاسبق محمد خاتمي (1997-2005).
وقال ان “سعر برميل النفط كان عشرة دولارات وكان نمو صناعتنا اكبر من عشرة بالمئة”.
وللحد من البطالة، اقترح جليلي “دعم الانتاج لايجاد وظائف”.
واخيرا، قال المرشح المعتدل حسن روحاني ان ايران “تضم اكثر من ثلاثة ملايين عاطل عن العمل و800 الف من حملة الشهادات الجامعبة المستعدين لدخول سوق العمل لكن ليس لديهم اي امل”.
وستجرى مناظرتان اخريان في الرابع والسابع من حزيران/يونيو حول الثقافة والسياسة.