أمام قصر العدل
تمثل أمام القضاء التونسي ثلاث ناشطات «فيمن» الأوروبيات اللواتي تظاهرن عاريات الصدر أمام قصر العدالة بالعاصمة التونسية، يواجهن عقوبة السجن بتهم منافاة الحياء والإخلال بالأخلاق الحميدة. وقد أعرب وزير الخارجية الفرنسي «لوران فابيوس» عن أمله في أن ينظر القضاء التونسي بعين «الرأفة» للناشطات الثلاث وبينهم فرنسيتان.ونوه فابيوس بأن «القضاء التونسي مستقل» لكنه أمل بأن «يتحلى تجاههن بالرافة» معتبرا ان ما قامت به النسوة الثلاث «ليس بالامر الذي يستحق عقوبة مشددة». وأضاف فابيوس «ليس من حقنا التدخل في الشوون الداخلية» التونسية موضحاً أنه «لمس تطورات مهمة» في تونس لدى زيارتها منتصف أيار/مايو.
يعتبر تحرك الناشطات الاوروبيات هو الاول من نوعه في بلد عربي مسلم. وستمثل النسوة الثلاث بتهمة «المجاهرة بما ينافي الحياء» وعقوبتها السجن ستة أشهر و«الاعتداء على الاخلاق الحميدة او الاداب العامة» وعقوبتها السجن ستة أشهر أيضاً بحسب القانون التونسي.
وكان تم توقيفهن الأربعاء لتظاهرهن عاريات الصدر دعما لرفيقتهن «أمينة التونسية» من حركة فيمن الموقوفة على خلفية حضورها يوم ١٩ ايار/مايو الى مدينة القيروان حيث كان من المقرر ان يعقد تنظيم انصار الشريعة السلفي المتطرف مؤتمرا له.
وكانت النسوة قد رددن أمام صحافيين مجتمعين على باب قصر العدل«افرجوا عن أمينة» المسجونة بانتظار محاكمتها بعد أيام في القيروان لانها كانت تحمل بخاخاً مسيلا للدموع بصورة غير مشروعة و كتبت على جدار قريب من مقبرة كلمة «فيمن» ما قد يعرضها لعقوبة السجن ستة اشهر.
بين أيدي الشرطة
وكان تحرك فيمن قد أثار غضب عدد من المارة والمحامين الذين اعتدوا بالضرب على الصحافيين الموجودين في المكان.
وبعد هذه المواجهة تدخل الشرطيون واعتقلوا ستة صحافيين فرنسيين وتونسيين يعملون لوكالة رويترز وشبكة كانال بلوس بحسب شهادة احدهم محمد حداد. وقال صحافي اخر لفرانس برس إن «توقيفهن ساهم في حمايتهن من حشود غاضبة». والناشطات الثلاث معتقلات لدى شرطة الاداب وتمكنت مسؤولة في القنصلية الفرنسية من لقائهن. وصرحت للصحافيين «إنهن في صحة جيدة».
وصرحت «إينا شيفشينكو» المسؤولة في فيمن في باريس لفرانس برس «إنه أول تحرك لنا في العالم العربي». وأضافت «هذه الدول (العربية الاسلامية) وهذه الانظمة الاستبدادية تتعرض للنساء. لا نعير هذه الامور (خطر السجن) انتباهاً ».
والجدير بالذكر أن أمينة اثارت فضيحة في آذار/مارس بعد ان نشرت صورً لها عارية الصدر وتلقت تهديدات من إسلاميين متشددين بحسب شهادتها. ويقول اقاربها بانها مصابة باكتئاب مزمن واحتجزها والداها في المنزل لأنهم كانوا قلقين على سلامتها. وأمينة التي اتهمت أسرتها باحتجازها فرت في نهاية نيسان/أبريل وظهرت مذذاك علنا بانتظام لكن من دون ان تتعرى.
مفاتيح:
منظمة فيمن
ومنظمة فيمن التي تاسست في اوكرانيا وبات مقرها في باريس وتنظم ناشطاتها منذ سنوات تحركات بصدور عارية عبر العالم (أمام البابا) وكذلك أمام مسجد باريس للتنديد خصوصا بالتمييز حيال المرأة.
تونس:
ولتونس التي تقودها منذ نهاية ٢٠١٢ حكومة يهيمن عليها إسلامييو النهضة، من أكثر القوانين تحرراً في العالم العربي المتعلقة بحقوق المرأة لكن دون المساواة بين الرجل والمرأة. وتنشط المعارضة والجمعيات المدافعة عن حقوق المرأة لادراج مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة في الدستور قيد الاعداد وتتهم حركة النهضة بانتظام بتقويض ما اكتسبته التونسيات.
واثارت حركة النهضة فضيحة في صيف ٢٠١٢ باقتراح ادراج في الدستور المقبل مبدأ «التكامل» بين الجنسين بدلاً من المساواة، وتم التخلي عنه لاحقا. وكانت نساء من فيمن قد استقبلن الرئيس لتونسي المرزوقي عاريات في معهد العالم العربي.
وفي مسودة الدستور الاخيرة في نيسان/ابريل تنص المادة السادسة على مساواة حقوق وواجبات كل المواطنين والمواطنات والمادة ١١ ان المرأة والرجل شريكان في بناء الدولة. وتنص المادة ٤٢ على ان الدولة تحمي حقوق المرأة وتدعم مكتسباتها وتضمن تساوي الفرص بين الرجل والمرأة وتضمن القضاء على كافة اشكال العنف حيال المرأة.