تفاصيل اللقاء الثلاثي في جنيف
باريس – بسّام الطيارة
حصلت «برس نت» على تفاصيل اللقاء التحضيري لجنيف ٢ والذي ضم المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي ومساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان ونائبا وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف وغينادي غاتيلوف ومساعدة وزير الخارجية الأميركية للشؤون السياسية ويندي شيرمان ونائبته لشؤون الشرق الأوسط اليزابيث جونز. هذا اللقاء لم يكف لإنهاء الخلافات الكامنة ضمن «الاتفاق الروسي الأميركي». وقد خرج الابراهيمي لعلن ما يعلمه الجميع أي أن «هذا المؤتمر هو فعلا بخصوص السوريين، من اجل جمعهم» ولمح فقط إلى تراجع الشروط التي وضعتها المعارضة بقوله «الهدف من المؤتمر هو حمل الأطراف السوريين من دون شروط مسبقة على البحث في كيفية تطبيق بيان جنيف ١».
ما أفاد به الصحافيين الإبراهيمي كان بعض التفاصيل الشكلية مثل المرحلة الأولى وهي عبارة عن «مؤتمر الدولي الذي يسبق جنيف ٢» وتشارك فيه الدول «آلفاعلة» والذي يترأسه الأمين العام للأمم المتحدة وتليه المرحلة الثانية أي «مفاوضات مكثفة بين الطرفين السوريين». أما تفاصيل ما تم داخل الغرفة المغلقة بين الروس والأميركيين وثنايا الهقبات التي تعترض إعلان «أجندة جنيف ٢» أو عن سبب قول ديبلوماسي أميركي «إن عملا كبيرا ما زال يتعين القيام به» أو قول غاتيلوف «المشاورات الثلاثية في جنيف لم تسفر عن اتفاق على قائمة المشاركين» فلم يكشفها المبعوث الأممي- العربي.
كشف مصدر متابع نقاط الخلاف ونقاط الاتفاق في اللقاء الذي استمر خمس ساعات ونصف الساعة وهي التالية:
– تاريخ المؤتمر: لم يكن ممكنا الإعلان عن تاريخ «مبرم» للؤتمر بسبب عدم الاتفاق على بعض النقاط كما سوف نرى لاحقاً، إلا أن الثلاثي ما زال مصمما على أن يكون المؤتمر في الاسبوع الأول من الشهر المقبل.
– المشاركة الإيرانية: هي من الدوافع التي جعلت الأمم المتحدة تخرج بصيغة «مؤتمر دولي يسبق المؤتمر السوري». إذ أنه رغم التوافق الأميركي الروسي على ضرورة حضور إيران إلا أنه إرضاء لفرنسا فإنه تقرر «إبعاد إيران» عن طاولة المفاوضات المباشرة وفي نفس الوقت إبعاد القوى الإقليمية الأخرى وترك «آلسوريين بعضهم أمام بعض».
– تشكيلة وفود المعارضة: قبل دخول الوفود الثلاثة إلى الغرفة المغلقة كان المشاركون يدركون أن «آلمعارضة غير جاهزة لتكليف وفدها (أو وفودها) وقد تطلب البحث في مسألة تشكيل وفود المعارضة حيزاً لا بأس به من الوقت. وقد برزت أولاً نقاطاً سهلة وهي التوافق على أن تتمثل الاحزاب الكردية كافة بالهيئة الكردية العليا وبوفد مستقل. النقطة الصعبة كانت مشاركة ممثلين عن هيئة التنسيق، إذ خمل الأميركيون مطلب الائتلاف السوري المعارض بعدم القبول بمشاركة هيثم مناع فيما حمل الروس مطلب «ضرورة مشاركة مناع» وحسمت هذه النقطة عبر مسألة «توجيه الدعوات» (كما سنرى). إذ شكلت هذه المسألة أيضاً نقطة تباين في وجهات النظر إذ أن الأميركيين يريدون أن ترسل الدعوات إلى الائتلاف ليوزعها على المختلف أفرقاء المعارضة ، بينما طلب الروس أن ترسل الدعوات مباشرة إلى الأفرقاء ليختار كل فريق ممثليه، وبالتالي حسمت مسألة مشاركة هيثم مناع. وقد وافق الأميركيون على هذه النقطة مقابل أن يكون الائتلاف ممثلاً لكافة مكونات المعارضة.
– ميزان قوى وفود المعارضة: تم الاتفاق على أن تتمثل المعارضة بثلاث كتل متساوية الكتلة الأولى تضم لممثلي الائتلاف الكتلة الثانية هيئة التنسيق أما الكتلة الثالثة فتجمع ممثلي الاكراد والمنبر الديمقراطي والمستقلين .
– رئاسة وفد المعارضة: طالب الأميركيون بأن يكون مصطفى الصباغ، رئيس الوفد وهو ما رفضه الروس بشكل حاد، فتقرر إرجاء القرار حول من يترأس وفد المعارضة.
– مشاركة الجيش السوري الحر: رفض الروس طلب الأميركيين مشاركة الجيش السوري الحر كمكون رابع للمعارضة، وتم الاتفاق على أن يكون لممثلي الجيش السوري الحر والجيش النظامي لقاءات لاحقة في حال الاتفاق على وقف إطلاق النار.
– وفد الحكومة السورية: تم القبول بالأسماء التي حملها الروس وهي وليد المعلم بثينة شعبان وعلي حيدر وقدري جميل وجوزيف سويد.
النقاط التي اتفق الروس والاميركيون حولها من دون نقاشات مطولة إذ كان الخبراء والتقنين قد تدارسوها مسبقاً هي:
– آلية اتخاذ القرارات: تقرر أن تتخذ القرارات بالتوافق وليس بالتصويت.
– مسار المرحلة النتقالية: تقرر أن تبدأ هذه المرحلة بعد تشكيل حكومة انتقالية متوافق عليها بين المتفاوضين تقرر وقف إطلاق النار .
– صلاحيات الحكومة الانتقالية: تقرر أن يكون لهذه الحكومة الانتقالية صلاحيات تشريعية بحيث يتم حل البرلمان السوري (إعلان دستوري) وصلاحيات تنفيذية بحيث تسحب صلاحيات الرئيس السوري بشار الأسد. وتسمح هذه الإجراءات بسن قوانين الانتخابات المقبلة أو الاستفتاء.
وبالطبع فإن وجود نقاط متعددة غير متفق عليها وتتطلب مزيداً من الضغوط والنقاشات مع المعارضة والنظام تقرر أن يعود الثلاثي للاجتماع في ٢٥ هذا الشهر أي بعد قمة مجموعة الثمانية، إذ أن هذه القمة التي ستجمع الرئيس الأميركي باراك حسين أوباما والروسي فلاديمير بوتين قد تكون مناسبة لإيجاد حلول «تأتي من فوق» حسب قول المصدر، وتفرض تسوية.