مجتهد: الخطة السعودية الأميركية الجديدة تجاه سوريا
بعد غياب لأسابيع، عاد المغرد السعودي “مجتهد” ليتحدث عن كواليس ما يجري داخل العائلة المالكة السعودية، مسلطاً الضوء هذه المرة عن الخطة الأميركية السعودية تجاه سوريا بعد قطع الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز لاجازته التي كان يقضيها في المغرب. وفيما نفى صحة ما سعى البعض إلى تسويقه عن أن عودة الملك مرتبطة بسوريا، أكد أن “العودة ليس لها علاقة بسوريا بل بأمرين
– مشاكل داخلية في الأسرة تستدعي وجوده،
– نصيحة من الأطباء بضرورة بقائه قريبا من مستشفى “.
أما بخصوص الدور السعودي في سوريا فأوضحه على النحو التالي “البند الأول: دعم الفصائل (التي تسمى معتدلة) ماليا وعسكريا مقابل حصارها للفصائل التي تسمى متطرفة وإبعادها عن ساحة الجهاد في سوريا”. أما البند الثاني السماح للنظام السوري بالسيطرة على حمص والساحل بدعم روسي “إيراني وإقناع القوى “المعتدلة بالتفاهم مع النظام المتحصن بحجة حقن الدماء. البند الثالث: “موافقة الفصائل “المعتدلة” على مراقبة دولية بعد إيقاف القتال والقبول بالتفاهمات الإقليمية والعالمية التي تمليها السعودية وأميركا”
ونبه المغرد مجتهد إلى أنه “رغم المواقف النظرية في سحب السفير وبعض التصريحات المنتقدة للنظام السوري كان موقف الحكومة السعودية الحقيقي ضد نجاح الثورة لسببين، الأول أن نجاح الثورة سيكون استنهاضا للشعب السعودي للثورة فكان لابد من إفشالها أوإطالتها وبيان الدمار منها حتى يتخوف الناس من الثورات” أما السبب الثاني “تنفيذ مراد أميركا التي لا تريد نظاما يمثل الشعب السوري بمحاذاة إسرائيل لأن وجوده يعني السعي عاجلا أو آجلا لتحرير فلسطين جهاديا. واعتبر أنه “لهذا فرغم أن الحكومة السعودية تعرف الدورالإيراني في سوريا فقد كان موقفها صارما ضد أي دعم للثورة السورية حتى لو أحرجها ذلك شعبيا وإسلاميا”. ونبه إلى أنه “في موازاة هذا الحصار للدعم كان هناك جهد حثيث تبذله المخابرات السعودية مع الأردنية والأمريكية في إنشاء صحوات سورية على غرار الصحوات العراقية
ورغم الجهود الهائلة التي بذلت لإنجاح هذه الصحوات فقد فشلت فشلا ذريعا لأن معظم من حاولوا تجنيدهم انضموا للفرق النزيهة وفضحوا المشروع”.
وشدد مجتهد على أنه “بعد تحول الثورة من قتال حرية إلى جهاد تحمست أمريكا والسعودية أكثر لحصار الثورة واعتبرت دعم إيران للنظام نافعا لأن يواجه نيابة عنها هذا التحدي، في المقابل خفت الجهود في إنشاء صحوات وبدلا منه إقناع بعض الفصائل الإسلامية “المعتدلة” فتح خط مع السعودية وأميركا والأردن وأوربا “وهو ما حصل
لكن وفقاً لـ “مجتهد”، في الجانب الأخر سارت الأمور على غير ما يشتهي الأميريكين والسعوديون وتنامى الزخم الجهادي (العالمي) في سوريا وأعطى قوة للثورة فاجأت الجميع وكان رد النظام السوري هو إدخال حزب الله رسميا بثقل كبير -بعد أن كانت مشاركته محدودة- وهو ما تم بمباركة سعودية أميريكية فلماذا هذه المباركة؟
المعلومة المفاجئة أنه بعد دخول حزب الله كانت أمريكا وأوربا والسعودية أكثر حرصا على سقوط القصير من النظام السوري فما هو سبب هذا الحرص؟
تمثل القصير الموقع الأخطر خارج سيطرة النظام لربط حمص بالمثلث العلوي الشيعي الممتد لبانياس واللاذقية وطرطوس وسقوطها ضروري لاستكمال هذا المثلث
“ولأن السعودية وأمريكا وأوربا وافقوا -لسبب يذكره مجتهد لاحقاً- على سيطرة النظام على المثلث العلوي “الشيعي فقد كان هناك رضا ضمنيا على سقوط القصير، لكن سقوط القصير أحدث هزة هائلة في الأوساط السنية في كل العالم العربي والإسلامي وذلك لأن المجاهدين نجحوا في رفع درجة التحريض لأعلى مستوياتها”. وأضاف مجتهد”هذا التفاعل السني بعث ثقافة جهادية خطيرة أجبرت الحلف السعودي الأميركي الأوروبي أن يبادر بعمل شيء لامتصاصه ومن هنا جاء هذا النشاط المفاجيء”. ولفت إلى أنه
هناك مؤتمر خاص منعقد في الإمارات يحضره عدد من الفصائل التي تسمى معتدلة بإشراف سعودي ومشاركة أميركية، وأنه يجري الآن في المؤتمر إقناع هذه الفصائل بأن النظام يستحيل سقوطه وينبغي الاكتفاء بحصره في المثلث العلوي الشيعي والقبول بوقف إطلاق النار، ويتعهد الأميركيون والسعوديون بدعم هذه الفصائل بالأسلحة والذخائر لمحاصرة النظام في المثلث العلوي الشيعي بشرط الموافقة على مراقبين دوليين. وأضاف “خلافا لما يدعي البعض فلن يكون هناك أي تدخل عسكري مباشر ولا حضر جوي ولا مشاركة سعودية أو أردنية رسمية أو غير رسمية في القتال”، مشيراً إلى أنه “وافقت روسيا على هذا الترتيب ولا تزال إيران متحفظة لكنها لم ترفض، وأما الفصائل فقد وافق بعضها وبدأت “باستلام سلاح نوعي وتنفيذ المطلوب منها
ونبه مجتهد إلى أنه “استفادت السعودية وأميركا من الخلاف الذي دب في جبهة النصرة لكنهم يلاقون صعوبة بالغة في التأثير على الجبهة التي شكلها كتائب أحرار الشام”، مشيراً إلى أن “هذه التخطيطات خاضعة للنجاح في تغليب هذه الفصائل التي تسمى معتدلة وهي مهمة فيها درجة عالية من المجازفة كما ذكر لي مصدر مخابراتي سعودي رفيع”. وأضاف “أكد لي نفس المصدر أن اختراق المجاهدين السوريين أصعب من المجاهدين العراقيين وأن المجاهدين السوريين يستخدمون بجدارة العمل المخابراتي المضاد
وطبقا لمصادر مجتهد فهو «يتوقع أن لا تنجح الخطة السعودية الأميركية الأوربية وأن المجاهدين سيقلبونها لصالحهم بشكل أو بآخر وسيسقط النظام بالكامل».