- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

ديبلوماسي فرنسي: حرب لبنانية أهلية في الأفق

باريس – بسّام الطيارة

تحدث يبلوماسي فرنسي عائد من بيروت إلى جمع من الصحافيين الفرنسيين والعرب في باريس بلغة تحمل الكثير من التشاؤم بالنسبة للوضع في لبنان. ولم يتردد الديبلوماسي المخضرم من التلويح «بحرب لبنانية أهلية» في إشارة إلى الوضع المتوتر في بلاد الأرز. إلا أنه قال صراحة في هذه الحالة «يتعين على اللبنانيين أن يقلعوا شوكهم بأيديهم» في إشارة إلى أن باريس لن تتدخل كما حصل سابقاً وشدد «لا يوجد طائف جديد ولا اتفاق دوحة جديد ولا وسطاء جدد». وشدد الديبلوماسي على أن «تدخل حزب الله في سوريا إلى جانب النظام  أوجد تغييراً جذرياً في المعادلة» كما أنه «أجج الأحقاد الطائفية» ودفع النزاع إلى عتبة جديدة. ويشدد الديبلوماسي الفرنسي الذي تحدث قبل ٤ أيام من اندلاع أحداث صيدا  على أن «التعبئة الطائفية بلغت درجة عالية وباتت تدفع اللبنانيين الى المواجهات».
وقد علق خبير مقرب من ملفات الشرق الأوسط على حديث الديبلوماسي بقوله إن كل مكونات حرب في لبنان قد اجتمعت ،أشار إلى أن الدور الجديد لحزب الله قاد القوى الإقليمية إلى تغيير استراتيجيتها ليس فقط تجاه دعم المعارضة السورية بأسلحة وهو ما أعلنته السعودية وقطر ولكن أيضاً باتجاه «ضرب حزب الله في عقر داره».
وتتفق مصادر فرنسية متقاطعة على أن حزب الله المدعوم إيرانياً وسورياً «ما زال الطرف الأكثر تأثيرا على اسلاحة اللبنانية» عسكرياً  ولكن أيضاً سياسياً بسبب «تفتت القوى السنية» في لبنان، و،هو ما يدفع بمجموعات مسلحة للعمل بشكل مستقل في الشمال واليوم في الجنوب.
ويفسر الخبير بروز «القوى السنية المليشياوية المسلحة» بأنها ليست فقط ردة فعل على سلاح حزب الله في الداخل اللبناني بل أنها تعتمد على «سند القوى الجهادية التي باتت على شطري الحدود اللبنانية» لملء الفراغ السياسي الذي أوجده تشرذم القوى السنية تجاه الحالة السورية، كما تستبق الفصائل الجهادية اللبنانية استرتيجية القوى الإقليمية السنية مثل قطر والسعودية الرامية لدحر حزب الله في سوريا وتحجيمه في لبنان. وهو ما يقلب المعادلة التي أرادها أمين عام الحزب حسن نصرالله الذي يبدو أنه قرر «عدم الرد على خصومه في الداخل ودعوة من يريد أن يقاتله أن يفعل ذلك في سوريا».
ويتابع الخبير بأن الحرب السورية باتت حرب إقليمية واسعة بالوكالة يواجه فيها إيران وسوريا وحزب الله والعراق السعودية وقطر ودول الخليج وراءهما. ويضيف بأن هذه الحرب «بدأت تدب رويداً رويداً خارج الحدود السورية» نحو العراق ولبنان. وأن الحالة اللبنانية قابلة للانفجار السريع (هذا الحديث سبق حادثة الأسير في صيدا بخمسة أيام) بسبب الفراغ السياسي وبسبب العبء الذي يشكله النازحون السوريون في لبنان والخلل الذي يمكن أن يحدثه وجودهم على التوازن السكاني. كما أشار إلى أن عامل الجماعات الجهادية في المخيمات الفلسطينية هو أيضاً من العوامل المؤهبة للانفجار خصوصاً وأن هذه الجماعات لها استراتيجيات وأهداف خاصة باتت اليوم تتوافق مع العوامل الإقليمية.