قالت قناة الجزيرة أمس الاثنين إن أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أبلغ الأسرة الحاكمة قراره نقل السلطة إلى ابنه ولي العهد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بعد اجتماع في العاصمة الدوحة.
ورغم ان قطر دولة مساحتها صغيرة ويبلغ تعدادها نحو مليوني نسمة فإنها أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم ومستثمر عالمي كبير وقوة صاعدة في الإعلام الدولي وداعم مالي لانتفاضات الربيع العربي.
وصرح مسؤول خليجي لرويترز بأن الاعلان عن نقل السلطة سيصدر مساء يوم الاثنين. ونقلت قناة الجزيرة عن الديوان الأميري قوله ان الشيخ حمد سيتحدث إلى الشعب القطري الساعة الثامنة (0500 بتوقيت جرينتش) صباح الثلاثاء الذي سيكون عطلة عامة.
وقال المحلل السياسي القطري محمد المسفر لقناة الجزيرة انه لا يتوقع حدوث تغييرات كبيرة في حالة نقل السلطة مضيفا أن الشيخ تميم يشارك بالفعل في إدارة شؤون البلاد بتوجيهات من والده. وقال دبلوماسيون في وقت سابق هذا الشهر إن أمير قطر يفكر في تسليم منظم للسلطة سيبدأ على الارجح باستقالة رئيس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر ال ثاني البالغ من العمر 53 عاما. وقال دبلوماسيون عرب وغربيون انهم يدركون ان الدافع وراء ذلك هو رغبة الامير في انتقال سلس للسلطة لجيل اصغر.
والشيخ تميم (33 عاما) صغير السن مقارنة مع زعماء دول الخليج الاخرين. ويتولى الشيخ حمد بن جاسم منصب رئيس الوزراء منذ عام 2007 وقام بدور مركزي في جعل قطر صاحبة نفوذ في المنطقة. ويشغل ايضا منصب نائب رئيس مجلس ادارة جهاز قطر للاستثمار .ومن المتوقع ان يحتفظ بهذا المنصب. ولدى جهاز قطر للاستثمار أرصدة تقدر بين 100 مليار و200 مليار دولار.
والشيخ حمد بن جاسم معروف بذكائه في ابرام الصفقات وقد تفاوض بنفسه على بعض أبرز استثمارات صندوق الثروة السيادية وعقد محادثات مع رئيس شركة جلينكور العام الماضي حين طالب الصندوق بشروط أفضل لدعم استحواذ جلينكور على شركة اكستراتا. واندمجت الشركتان في شركة جلينكور اكستراتا.
ورفع الامير المكانة الدولية لقطر في السنوات القليلة الماضية من خلال اطلاق وتطوير قناة الجزيرة الفضائية والجهود الناجحة لاستضافة مسابقة كأس العالم لكرة القدم في عام 2022.
وأدت قطر دورا بارزا في تشجيع احتجاجات الربيع العربي وقدمت دعما كبيرا للمعارضين الذين اطاحوا بالزعيم الليبي معمر القذافي وقتله عام 2011 وللانتفاضة المستمرة ضد الرئيس السوري بشار الأسد.
واستضافت قطر ايضا وفدا من حركة طالبان الافغانية والذي افتتح مكتبا في العاصمة الدوحة الاسبوع الماضي تمهيدا لمحادثات متوقعة مع الولايات المتحدة لانهاء الصراع المستمر منذ 12 عاما في افغانستان.
وتعاملت قطر ايضا مع الازمات السياسية والحروب في كل من اليمن والصومال ولبنان ودارفور والاراضي الفلسطينية وكثيرا ما ترتب محادثات سلام على اراضيها في محاولة لاثبات انها يمكنها معالجة أمور تبين مدى تأثيرها في الدبلوماسية الدولية.
وكتبت إيمان عبد القاضي بمؤسسة يورو اسيا جروب للاستشارات انها لا تتوقع حدوث تغيير كبير في الاولويات المحلية لقطر أو في سياستها الخارجية مع تغير الحاكم.
واضافت ان الشيخ تميم يسيطر على السياسات الرئيسية في قطر منذ فترة وانه يشترك مع والده في الاراء المتعلقة بالتطورات السياسية والتنوع الاقتصادي في قطر.
وقالت انه تم الاتفاق على الميزانيات الوطنية حتى عام 2016-2017 وان الاستعددات لكأس العالم تجري على قدم وساق ومن غير المرجح حدوث تغير كبير في قوة الدفع المحلية.
وعندما تولى أمير قطر السلطة في سن الرابعة والاربعين كان من أصغر الزعماء في المنطقة. وينظر اليه على أنه أقل تحفظا من الملوك العرب الخليجيين ويمكن ان يراه الاخرون في المقهى المفضل له في سوق الدوحة يتحدث إلى رعاياه.
وقطر هي أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم وهو ما وضع البلاد في مسار لتحقيق نمو اقتصادي يزيد على عشرة بالمئة لسنوات عديدة متعاقبة في وقت عانت فيه دول غربية كثيرة من الركود الاقتصادي.
وأدى هذا الى زيادة في عدد السكان حيث قفز عددهم من 500 الف الى 1.9 مليون نسمة في السنوات العشر الاخيرة.
وساعدت الايرادات من صادرات الغاز في تمويل سلسلة من صفقات الشراء البارزة بواسطة صندوق الثروة السيادية من بينها الاستحواذ على متجر هارودز الشهير في لندن وامتلاك حصص في شركتي نفط توتال وشل العالميتين.
لكن في عام 2005 أعلنت قطر وقفا مؤقتا لتطوير حقل الشمال للسماح بدراسة اثر الزيادة السريعة في الانتاج على الاحتياطي. ويتوقع ان يستمر التوقف حتى عام 2015 وربما بعد ذلك