بينما تشهد الأوضاع في مدينة القطيف السعودية، ذات الغالبية الشيعية، توتراً بين السكان والسلطات على خلفية مقتل 4 من المواطنين، خرج خطيب جمعة طهران، أحمد جنتي ليوجّه انتقادات حادة لحكام السعودية، مطالباً إياهم بترك الحكم ومحذراً من أن الملك السعودي عبد الله سيلقى نفس المصير الذي لحق بالرئيس المصري المخلوع حسني مبارك.
وتوجه جنتي، المعروف بتصريحاته الحادة، خلال صلاة الجمعة في جامعة طهران، إلى أمراء المملكة بالقول “عليكم التخلي عن السلطة وتركها للشعب، وهم يقررون حكومة شعبية”. وأضاف “أنصح آل سعود أن يفيقوا، فمصير فرعون مصر(حسني مبارك) وطاغية ليبيا (معمر القذافي) وتونس (زين العابدين بن علي) ينتظر فرعون السعودية (الملك عبد الله)… فابشروا”، وسط هتافات المصلين “الموت لآل سعود!”.
وجاءت تصريحات جنتي في وقتٍ تشهد فيه العلاقات الايرانية السعودية توتراً بعد الاتهامات الاميركية لايران بتدبير محاولة اغتيال فاشلة للسفير السعودي في واشنطن، وهو ما نفته طهران، وبالتزامن مع مصادمات بين سكان القطيف والقوى الأمنية السعودية، والتي أكد أمس الشيخ نمر النمر أن الدولة مدانة في تعاملها مع مواطنيها وليست معصومة، مطالباً المحتجين برفض استخدام السلاح والتمسك بالكلمة.
وتساءل رجل الدين، القوي التأثير بين سكان المنطقة الشرقية خلال خطبة الجمعة، “هل تريد الدولة من الناس أن تقول الحياة لقاتلي؟”، محذراً من أن السلطة ستلجأ إلى “دس أناس لاستخدام السلاح حتى تعسكر المطالب وتوجد مبررات اجتماعية ودولية للإستفراد بمن يطالب بحقه وقتله”.
وأكد أنه لا يجوز لأحد أن يستخدم سلاحاً ويفسد على المجتمع ما يحصل عليه من مكاسب، مشيراً إلى أن “سلاح القوة هو سلاح العدو ونحن سلاحنا الفكر والمنطق وهذه هي الروح الحسينية”، متهماً “القوات المثيرة للشغب (اي القوى الأمنية بأنهم) هم من يريد جر المجتمع للعنف”.
وطالب السلطات باعادة النظر “في تعاملها مع شعبها لأننا حسينيون وحسنيون وعلوين”، محذراً من أنه “إذا مارست السلطة الظلم علينا فنحن لدينا ردة فعل شجاعة وحكيمة”. وأضاف “كفانا سياسة ما قبل العصر الحجري إن شبابنا اليوم يملكون شجاعة الإستشهاد في سبيل القيم والدفاع عن الحق”.