بيروت ــ «أخبار بووم»
استقال رئيس الحكومة اللبنانيّة نجيب ميقاتي إعلاميّاً قبل الاستقالة الفعليّة. استقالته الإعلاميّة تهدف بشكلٍ رئيسي إلى أمرين: الأول، دفع الحوار بينه وحلفائه في الحكومة إلى المزيد من الجديّة، مستعملاً سياسية حافة الهاوية. فهو يعرف جيداً أن حزب الله يرفض تمويل المحكمة بأي شكلٍ من الأشكال. أمّا الأمر الثاني فهو ضرب مهرجان يوم الأحد المقبل، الذي ينوي تيّار المستقبل القيام به في طرابلس. فهدف هذا المهرجان، كان إحراج ميقاتي في مدينته، وإظهاره فاقداً للشرعيّة الشعبيّة، وخصوصاً أن التركيز سيكون على موضوع تمويل المحكمة الدوليّة.
استبق نجيب ميقاتي خصومه في طرابلس. وأحرج حلفاءه في الضاحيّة الجنوبيّة. ذهب ميقاتي إلى أقصى حدّ. وضع استقالته على الطاولة ليبدأ مفاوضات من تحت الطاولة. هو يُريد التمويل بشدّة. يخاف على استثماراته وعلى أمواله من أي عقوبات دوليّة تُفرض عليها. أبلغ ميقاتي حزب الله هذا الأمر من فترة. وأضاف بأن التمويل اليوم يعني تمويل الفترة السابقة من عمل المحكمة وليس الفترة اللاحقة. ولفت ميقاتي إلى أن نقاش المحكمة الجدي سيحصل في آذار المقبل، عند الوصول إلى استحقاق تمديد عمل المحكمة الدوليّة.
أيّام قليلة، وتفصل لبنان عن الفراغ. قد تتقلّص هذه الفترة، إذا نفذ وزراء التيّار الوطني الحرّ تهديدهم بالاستقالة، مستبقين استقالة ميقاتي المفترضة. لأن خلاف العونيين مع ميقاتي كبير. هو خلاف حول إدارة البلاد. النائب وليد جنبلاط يقف في الوسط، ويُطالب بشدة بعدم جرّ البلد إلى الفراغ.
لا أحد في بيروت يعرف إلى أين تتجه الأمور فعلياً. هناك نفق يبدو قريباً. استقالة ميقاتي تترك البلد بدون حكومة. فهناك صعوبة لدى أيٍ من فريقي 8 و14 آذار لإيصال مرشح إلى رئاسة الحكومة، وخصوصاً أن جنبلاط يتمسّك بالتصويت لميقاتي. ميقاتي وحلفاؤه (الوزير محمد الصفدي والنائب أحمد كرامي) لن يُصوّتوا لأي فريق. لا يبدو أن أي استشارات يُمكن أن تصل إلى أي تكليف شخصيّة تنال الثقة. يدخل لبنان في النفق، وفي فراغ يبدو أنه قاتل. هناك من عاد للحديث عن الفتنة السنيّة ـــ الشيعيّة.