قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، اليوم الجمعة، إن إرسال السلاح إلى المعارضة السورية يعني ان الغرب يؤيد موافقتها المشروطة للمشاركة في مؤتمر (جنيف – 2) ،وهو ما يخالف مبدأ عقده من دون شروط مسبقة.
ونقلت وسائل إعلام روسية عن لافروف، قوله في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المغربي، سعد الدين العثماني، في موسكو اليوم، إن “إرسال السلاح إلى المعارضة السورية بشكل متزايد يعني تأييد الغرب لشروط المعارضة خلافاً لمبدأ عقد مؤتمر (جنيف – 2) من دون شروط مسبقة”.
وأضاف أن المعارضة رفضت المشاركة في (جنيف -2) حتى تحقق التوازن العسكري، مؤكدا التزام موسكو بمبادرة جنيف، وذلك وفقاً للاتفاق الذي توصل إلى مع نظيره الأميركي، جون كيري، خلال زيارته لموسكو الشهر المنصرم.
وقال لافروف إن هناك حديثا عن تدفق سلاح ليبي إلى سوريا عدا السلاح الأميركي، واعتبر أن ذلك يعد انتهاكاً للحظر المفروض على ليبيا، داعياً مجلس الأمن الدولي إلى إجراء تحقيق بهذا الشأن.
وأضاف أن روسيا لا تنوي إغلاق سفارتها في دمشق وإخلاء قاعدة طرطوس، وأوضح أن البعثة الدبلوماسية الروسية في دمشق تعمل بشكل طبيعي، واصفاً الأنباء حول إغلاق السفارة الروسية وقاعدة طرطوس بأنها شائعات واستفزازات تهدف إلى تهيئة الظروف لتغيير النظام.
وأوضح أن مدنيين يعملون في موقع إصلاح السفن في طرطوس، وإنه لا وجود لعسكريين هناك.
وأشار لافروف إلى وجود أطراف كثيرة في الأزمة السورية لا تهمها المبادرة الروسية- الأميركية، مضيفا “لو كانت الأزمة السورية متعلقة بروسيا والولايات المتحدة فقط لتوصلنا إلى حل”.
وقال إنه سيبحث مع نظيره كيري، الموقف الأميركي حول “جنيف – 2” في بروناي الأسبوع المقبل.
واعتبر الوزير الروسي أن أطرافاً تريد صبغ الأزمة السورية بطابع طائفي ولا تريد الحفاظ على التعددية فيها، وذكر بأن قادة مجموعة “الثماني” دعوا الحكومة السورية والمعارضة للاتحاد ضد الإرهابيين.
وقال لافروف”دعاني نظيري لأقوم بزيارة إلى المغرب، وقبلت هذه الدعوة”، مضيفا أنه يريد أن يقوم بزيارة قبل نهاية هذا العام.
وحول محادثاته مع نظيره المغربي، قال لافروف إنهما اتفقا على الإسراع بتوقيع اتفاقية النقل الجوي بين البلدين بهدف توسيع الاتصالات بين شعبي الدولتين وتطوير السياحة.
وعن العمل في إعداد مذكرة التعاون بين روسيا والمغرب في مكافحة الإرهاب، أعرب لافروف عن أمله في أن يتم توقيع هذه المذكرة عندما يزور المغرب.
وعبّر عن تأييد بلاده لإيجاد تسوية لقضية الصحراء الغربية تعتمد على تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة، مضيفا أن موسكو تعتبر أنه من الضروري أولا تهيئة الظروف لتقرر شعوب الصحراء الغربية مصيرها بنفسها.
كما أعرب لافروف عن تأييد روسيا لبعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية، وأشار إلى أن مشاركة روسيا في هذه البعثة هي المشاركة الأكبر، مؤكداً ان “موقفنا ثابت لا يتغير”.
ومن جهته، دعا العثماني، إلى الحفاظ على وحدة سوريا، ورفض التدخل الأجنبي، ودعم مرحلة انتقالية، ووقف العنف، مشيرا إلى أن روسيا والمغرب يتقاسمان الثوابت العامة لحل الأزمة السورية.
وقال أن المغرب مستعد لأي عمل يؤدي إلى وقف نزيف الدم في سوريا.