كر وفر بين مؤيدي مرسي والجيش
سيطرت عناصر من الجيش المصري على محيط مبنى التلفزيون المصري، مجبرة بذلك أنصار الرئيس المخلوع محمد مرسي على التراجع عن المنطقة.
وتراجع الآلاف من مؤيدي الرئيس محمد مرسي إلى كوبري “6 أكتوبر” في اتجاه مناطق جنوب القاهرة، بعدما سيطرت عناصر الجيش على محيط مبنى التلفزيون بمنطقة ماسبيرو، وامتداد شارع كورنيش النيل في وسط القاهرة، فيما سُمعت أصوات إطلاق نار بالمنطقة.
وجاء تراجع مؤيدي مرسي القيادي في جماعة “الإخوان المسلمين” بعد أقل من نصف ساعة من انطلاقهم، حاملين صوره من محيط ميدان “نهضة مصر” جنوب القاهرة في شكل مسيرة في اتجاه مبنى التلفزيون المصري القريب من ميدان التحرير حيث يحتشد عشرات الألاف من المصريين للاحتفال بعزل مرسي، فيما قاموا بوضع أسلاك شائكة وحواجز حديدية على مداخل الميدان.
وإلى ذلك، سقط عدد غير معلوم بين قتيل وجريح في اشتباكات تدور بمنطقة “سيدي جابر” في محافظة الأسكندرية الساحلية بين مؤيدي مرسي ومواطنين، فيما تُطلق عناصر الأمن الغاز المسيل للدموع لفض الاشتباكات.
وكان المرشد العام لجماعة “الإخوان المسلمين” محمد بديع، دعا بوقت سابق من مساء اليوم، مؤيدي مرسي إلى الإعتصام المفتوح بالميادين رفضاً لعزله، معتبراً “أن النصر صبر ساعة”.
وحثَّ بديع في كلمة ألقاها أمام آلاف من مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي، أنصار الأخير على الاعتصام المفتوح بمختلف ميادين مصر، تأكيداً على التمسك بشرعيته، وللمطالبة بعودته إلى موقعه كرئيس للبلاد.
واعتبر أن مقاومة ما أسماه “الانقلاب العسكري” على السلطة والرئيس الشرعي، هو استمرار “لتضحيات “الإخوان المسلمين” لعشرات السنين ضد الاحتلال البريطاني والصهاينة”، فيما هاجم بشدة القوات المسلحة وشيخ الأزهر والبابا تواضروس الثاني بابا الأسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية.
وتحلق مروحيات من سلاح الجو المصري على ارتفاع منخفض بالمنطقة بين مبنى التلفزيون وميدان التحرير وبأجواء مناطق عدة بالقاهرة، فيما يُخشى من وقوع مصادمات بين مؤيدي مرسي ومعارضيه.
وكان الناطق الرسمي بإسم القوات المسلحة المصرية العقيد أركان حرب أحمد محمد علي نفى، عبر صفحته على موقع التواصل الإجتماعي (فايسبوك)، بوقت سابق من مساء اليوم، أن تكون عناصر الجيش أطلقت النار على مناصرين للرئيس المعزول محمد مرسي، موضحاً أن “الجنود استخدموا طلقات صوت فقط والغاز المسيل للدموع”.
وكانت عناصر من الجيش وقوات الأمن المركزي أطلقت طلقات تحذيرية في الهواء والغاز المسيل للدموع لتفريق مئات من أنصار مرسي يحتشدون في محيط “دار الحرس الجمهوري” في ضاحية مدينة نصر (شمال القاهرة)، حيث سادت حالة من الهرج والاضطراب بين صفوف المؤيدين الذين أُصيب بعضهم بإغماءات، وجرى علاجهم من خلال مجموعة من سيارات الإسعاف المتمركزة بالموقع قبل أن يقل عددهم في شكل ملحوظ.
وكان عشرات من مؤيدي مرسي وصلوا في وقت سابق، إلى محيط “دار الحرس الجمهوري”، للمطالبة بـ”تحرير مرسي”، معتبرين أن الرئيس المعزول الخاضع حالياً للإقامة الجبرية “يتواجد بالدار”.
وكان مؤيدو مرسي قاموا في وقت سابق، بقطع كوبري (جسر) الجامعة وشارع “مراد” الرئيسي جنوب القاهرة، لتتعطل حركة المرور بين مناطق وسط القاهرة وجنوبها، وقطع آخرون الطريق أمام مبنى المحكمة الدستورية العُليا في حي “المعادي” في العاصمة المصرية، ما دفع عناصر من الأمن المركزي إلى فرض طوق أمني حول مقر المحكمة وإطلاق الغاز المسيل للدموع لتفريق قاطعي الطريق.
وفي السياق، شكَّل عشرات من أهالي منطقة “بين السرايات” وأطراف حي “الدقي” جنوب القاهرة، لجاناً شعبية لتأمين منازلهم خشية وصول أنصار مرسي إلى الشوارع المجاورة.
وكانت عناصر الشرطة في محافظة الجيزة (جنوب القاهرة) أحبطت مساءً محاولة قام بها مؤيدون للرئيس المصري المعزول اقتحام مركز شرطة “الطالبية” في شارع “الهرم” الرئيسي جنوب القاهرة، حيث أطلق قوات الأمن الرصاص في الهواء والغاز لمسيل للدموع لتفريق المؤيدين الذين رشقوا المركز بالحجارة.
ودارت اشتباكات متقطعة بين عشرات من مؤيدي مرسي وبين أهالي شارع “الهرم”، بعدما قام المؤيدون في محاولة اقتحام مبنى محافظة الجيزة القريبة من مركز شرطة “الطالبية” وقيامهم بقطع الشارع من الجانبين، ما أدى إلى تعطُّل حركة المرور وإغلاق المحال التجارية.
وكان آلاف من مؤيدي مرسي انطلقوا في وقت سابق من اليوم، في مسيرة من أمام مسجد “التوحيد بمنطقة رمسيس بوسط القاهرة، في اتجاه مسجد “رابعة العدوية” في ضاحية مدينة نصر شمال القاهرة حيث يعتصم أنصاره منذ يوم الجمعة الفائت.
وحمل مؤيدو مرسي صوراً له، مردِّدين هتافات تطالب بعودته إلى موقعه رئيساً للبلاد، ووجهوا شتائم لقيادات القوات المسلحة، معتبرين “أن عزل مرسي هو انقلاب عسكري”.
كما وقعت مناوشات محدودة بين مئات من مؤيدي مرسي وبين أهالي ضاحية 6 أكتوبر (جنوب القاهرة) في محيط مسجد “الحصري” الرئيسي، فيما انطلقت مسيرتان مؤيدتان لمرسي عقب صلاة الجمعة من أمام مسجدي “أبو بكر الصديق” و”ناصر” في وسط مدينة أسيوط (جنوب القاهرة).
وكان عشرات الأشخاص أُصيبوا في اشتباكات عنيفة وقعت بين بضع مئات من مؤيدي مرسي، وأهالي مدينة “دمنهور” (مركز محافظة البحيرة شمال غرب القاهرة)، فيما احترقت وتحطمت سيارات عدة في المدينة.
وأبلغت مصادر محلية وحقوقية أن الإشتباكات بدأت بانطلاق مسيرة من مئات المنتمين لجماعة “الإخوان المسلمي”ن وقوى إسلامية مؤيدة للرئيس المعزول من أمام مسجد “الهداية” في وسط مدينة “دمنهور”، مرددين هتافات مؤيدة لمرسي وشتائم لقيادات القوات المسلحة وقوات الشرطة.
وأوضحت المصادر أن ملاسنات وقعت بين المؤيدين ومجموعة من المواطنين تطورت إلى اشتباكات استخدمت فيها الهراوات والأسلحة البيضاء، ما أدى إلى سقوط عشرات الجرحى وتحطيم عدد من السيارات.
وانتشرت عناصر من قوات الأمن المركزي بمحيط منطقة الاشتباكات وأطلقت الأعيرة النارية في الهواء والغاز المسيل للدموع لتفريق المشتبكين.
وكان مؤيدون لمرسي أضرموا النار، ليل الخميس، بسيارة شرطة في محافظة شمال سيناء، وحطموا واجهة منفذ لبيع مواد غذائية تابع للقوات المسلحة، فيما نظم مئات من المؤيدين مسيرات ليلية دعماً له.
وقام عدد من مؤيدي مرسي، خلال مسيرة احتجاجية على عزله جابت أحياء في مدينة العريش (مركز محافظة شمال سيناء شمال شرق البلاد) ليل الخميس، بإضرام النار بسيارة شرطة في محيط ميدان “الرفاعي”، وحطموا واجهة منفذ لبيع المواد الغذائية تابع للقوات المسلحة.
وأبلغت مصادر حقوقية متطابقة أن عدداً من المحتجين على عزل مرسي وجهوا شتائم لعناصر شرطة متواجدة بنقطة ارتكاز أمني بمحيط ميدان “الرفاعي” الرئيسي في مدينة العريش، ورشق بعضهم سيارة شرطة بالموقع بالحجارة قبل أن يضرموا النار فيها.
وإلى ذلك، أشارت المصادر إلى ان مؤيدي مرسي قاموا بعدد من مسيرات في عدد من المحافظات، حيث انطلقت مسيرة تضم المئات من المؤيدين من أمام مسجد حمزة بن عبد المطلب في منطقة “الصباح” بمدينة السويس (شرق القاهرة)، فيما قامت عناصر من الجيش معزَّزة بالمدرعات بإغلاق طرق مؤدية إلى مراكز الجيش.
كما جاب المئات منطقة “سمُوحة” في محافظة الأسكندرية الساحلية في مسيرة متكررة منذ يوم الجمعة الفائت، فيما تظاهر المئات من المؤيدين في شارع كورنيش النيل في محافظة أسوان (أقصى جنوب البلاد)، مؤكدين على شرعية مرسي كرئيس للبلاد ورفضاً لعزله.
وتزايدت أعداد مؤيدي مرسي في المسيرة في أسوان، ما دفع مديرية الأمن إلى الدفع بأعداد من جنود الأمن المركزي معززة بالآليات للحيلولة من دون وقوع أعمال عنف.
ويواصل آلاف من أنصار مرسي اعتصاماً منذ الجمعة الفائت تأييداً لشرعيته كرئيس للبلاد، فيما تزايد أعداد مناصريه عقب قرار عزله مساء الأربعاء الفائت، وتحولت مظاهر التأييد إلى أعمال عنف بمختلف المحافظات أسفرت، حتى الآن، عن سقوط عدد من القتلى ومئات من الجرحى والمصابين.