جوهر تسارناييف المتهم باعتداءي بوسطن في المحكمة
بعد ثلاثة اشهر على اعتداءي بوسطن يواجه جوهر تسارناييف المتهم بارتكابهما، الاربعاء بعض ضحايا الاعتداءين في جلسة يمثل فيهما امام القضاء الاميركي لاول مرة.
وخلال الجلسة التي تبدأ في الساعة 15,30 (19,30 ت غ) في محكمة بوسطن الفدرالية (شمال شرق الولايات المتحدة) وسيستمع خلالها الشاب الاميركي المسلم الشيشاني الاصل الى حوالى 30 تهمة موجهة اليه منها 17 قد تعرضه لعقوبة الاعدام او السجن المؤبد، “سيتعين عليه ان يجيب +مذنب او غير مذنب+”.
وشددت الاجراءات الامنية للمناسبة واقيمت في وقت مبكر حواجز معدنية امام المحكمة الفدرالية. وكان صحافيون وصلوا قبل الموعد بست ساعات للتأكد من دخولهم الى قاعة المحكمة الواقعة في الطابق الخامس.
واعدت قاعة اخرى ستنقل فيها وقائع الجلسة التي يتوقع ان يحضرها عدد كبير من الاشخاص.
واسفر التفجيران قرب خط وصول الماراتون في قلب مدينة بوسطن حيث احتشد الاف المتفرجين عن سقوط ثلاثة قتلى و264 جريحا.
ودعي الضحايا الى حضور الجلسة الاولى التي سيتمكنون خلالها من رؤية المتهم. وفضلت بعض الضحايا الامتناع عن ذلك.
واصرت ليز نوردن والدة شابين في ال33 وال32 بترت ساق كل منهما على حضور الجلسة.
وتساءلت قبل الجلسة “اريد معرفة السبب. لا يمكنني ان افهم كيف يمكن العيش في هذا البلد والتفكير بهذه الطريقة”.
وجوهر تسارناييف الذي حصل على الجنسية الاميركية العام الماضي كان يعيش في بوسطن منذ 10 سنوات. وقبل التفجيرين، كان يعيش في الحي الجامعي في ماساتشوستس بدارموث وينظر اليه على انه اندمج بشكل جيد اذ ان له اصدقاء وكان يتردد على قاعة الرياضة ويحبذ المرح.
واتهم بانه اعد وفجر مع شقيقه الاكبر تيمورلنك العبوتين اليدويتي الصنع.
لكنه سيمثل وحده امام القاضية ماريان بولر. وكان تيمورلنك (26 سنة) وهو الاكثر تطرفا من الاثنين يؤثر كثيرا على شقيقه الاصغر وقد قتل خلال المواجهات مع الشرطة في 18 نيسان/ابريل.
وبعد مطاردة كبيرة اعتقل جوهر في اليوم التالي وكان مصابا بجروح خطيرة ومختبئا في قارب مركون في حديقة في واترتاون في ضاحية بوسطن لكنه لم يكن مسلحا.
وقبيل ذلك كتب على احد جدران المركب الداخلية ان “الحكومة الاميركية تقتل مدنيين ابرياء. لا يمكنني تحمل بقاء هذا الأمر بلا عقاب. نحن المسلمين جسد واحد، ان اذيتم احدنا فانكم تؤذوننا جميعا”. وتابع “لكنني لا ارغب في قتل مدنيين ابرياء”، وهو ايضا متهم بقتل شرطي.
وقد وصل الى بوسطن في سن الثامنة مع عائلته قادما من داغستان وكان يعيش في الحي الجامعي في ماساتشوستس في دارموث وينظر اليه على انه اندمج بشكل جيد اذ ان له اصدقاء وكان يتردد على قاعة الرياضة ويحبذ المرح. لكنه كان متاثرا كثيرا بماضيه العائلي اذ انتقل عندما كان طفلا الى عدة اماكن من القوقاز الشمالي وقرغيزستان قبل الهجرة الى الولايات المتحدة في 2002.
وحمل جوهر مسؤولية القتلى الثلاثة وكذلك قتل الشرطي شون كولير الذي ارداه الشقيقان في حرم جامعة معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في اثناء فرارهما لسرقة سلاحه بحسب القرار الاتهامي.
ورحل والداه الى داغستان وهو بلد امه زبيدة الاصلي واصبح تيمورلنك متدينا جدا خلال السنتين الاخيرتين وقضى خمسة اشهر السنة الماضية في داغستان التي تعاني منذ سنوات من حركات اسلامة مسلحة.
ويبدو ان الشقيقين تحركا بمفردهما واعدا العبوتين اليدويتي الصنع استنادا الى تعليمات مجلة على الانترنت ومنشورات القاعدة كما ورد في مذكرة الاتهام.
كما انهما كان يتابعان على الانترنت دروس الداعية الاميركي اليمني الاصل انور العولقي الذي كان ينتمي الى القاعدة قبل ان تقتله طائرة اميركية بدون طيار في ايلول/سبتمبر 2011، وجمع جوهر العديد من الوثائق التي تدعو الى الجهاد.
وتم التعرف اليهما من صور مراقبة اظهرتهما في مكان الحادث وهما يحملان حقيبتي ظهر قبيل التفجيرين.
وجوهر موقوف حاليا في سجن ديفنز الاستشفائي على بعد حوالى 60 كلم غرب بوسطن. وبدا الشاب بصحة جيدة في حديث جرى مؤخرا مع والدته زبيدة تسارناييف المقيمة في داغستان.
وقال لها “كل شيء على ما يرام” بحسب الحديث الذي بثته القناة الرابعة البريطانية في 4 حزيران/يونيو. واكد ان هناك اشخاصا يدعمونه وارسلوا اليه “الاف الدولارات”، كما افادت والدته.
وفاجأ توقيف جوهر تسارناييف حتى اقرب اصدقائه.
واعرب البعض ومن بينهم السلطات الروسية في السنوات الاخيرة عن قلقه من تشدد شقيقه الاكبر لكن جوهر الذي نال الجنسية الاميركية في 2012 بدا مندمجا في مجتمعه.
ومن التهم الثلاثين الموجهة اليه “استخدام سلاح دمار شامل ادى الى القتل” و”شن هجمات في مكان عام تسبب بالقتل” و”حيازة سلاح ناري مرتبط بجريمة عنيفة” يعاقب 17 منها بالاعدام او السجن مدى الحياة.
لكن محاكمته ما زالت طويلة، ويعود قرار طلب حكم الاعدام بحقه الى وزير العدل قبل اشهر من المحاكمة.
ومن النادر ان يصدر حكم الاعدام على المستوى الفدرالي والاعدامات ايضا نادرة. وينتظر حاليا ستون محكوما فدراليا اميركيا تنفيذ حكم الاعدام بحقهم. ولم ينفذ الحكم الا بثلاثة منهم منذ 1988.