حوار مع زوجة «خيرت الشاطر»
أحاطت به على مدار العامين الماضيين العديد من الأقاويل والشائعات والاتهامات.. منها إنه اشترى أسطول طائرات.. وجبل ذهب.. وسيؤجر أهرامات الجيزة لقطر.. وأخيرا كان مشهد اعتقاله بتهمة التحريض على القتل عند مقر جماعة الإخوان المسلمين في المقطم بالقاهرة.. إنه نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، خيرت الشاطر… زوجته، عزة أحمد توفيق، الشهيرة بـ”أم الزهراء”، تنفي في حديثها لمراسلة الأناضول كل هذا، مؤكدة أن ما حدث لزوجها “ظلم وذبح للحريات”.. وعبر السطور القادمة تستعرض زوجة الرجل الثاني، وربما الأول بحسب روايات البعض، في جماعة الإخوان المسلمين، تفاصيل الأيام الأخيرة الساخنة التي شهدتها مصر كلها، ومن بينها اعتقال زوجها.. فإلى تفاصيل الحوار:
- ما تعليقك على الاعتقال بتهم تتعلق بالتحريض على القتل في أحداث مقر المقطم مساء 30 يونيو/حزيران الماضي؟
– هناك مثل مصري مشهور يقول إذا كان المتحدث مجنون فالمستمع عاقل، وتؤيده الآية القرآنية “فاستخف قومه فأطاعوه” فهذه اتهامات غير منطقية.. وأي مؤسسة يتم مهاجمتها من قبل بلطجية طبيعي أن تحاول الدفاع عن نفسها، وهو ما حدث عند مقر مكتب الإرشاد، الذي تم الاعتداء عليه أكثر من مرة دون أن تحرك الشرطة أو الجيش ساكنا، فضلا عن عشرات المقار الخاصة بحزب الحرية والعدالة وجماعة الإخوان في القاهرة والمحافظات. والمرة الأخيرة تم احتجاز نحو 200 شخص في المقر تحت تهديد السلاح والحرق لمدة 16 ساعة، واستغاثوا بالجيش والشرطة ولا أحد يستجيب، وتم إغلاق جميع مداخل المقطم بالبلطجية، والأهالي جميعا عانوا من ذلك أشد المعاناة.. أنا شخصيا كلمت لواء شرطة أرجوه أن يتدخل لإطلاق المحتجزين داخل المقر.. ولكن لم يتدخل أحد.. وكل هذه أدلة على أنه لم يكن لديهم سلاح للدفاع به عن أنفسهم.
- كيف تم الاعتقال؟
– قبل أن أصف الاعتقال، لابد أن أبدي تعجبي واستغرابي لأسبابه غير المنطقية أولا، فمن يدافع عن نفسه يتهم أنه المعتدي، هذه مأساة وسيناريو يتكرر في كل المرات، وهو ما حدث أيضا عند دار الحرس الجمهوري (بالقاهرة) حينما قتل مصلون عزل، واتهموا أنهم هم المعتدون، فوجئت أيضا أن زوجة الأستاذ مهدي عاكف (المرشد العام السابق لجماعة الإخوان)، روت لي أن رجال الشرطة ظلوا يسألوا البواب كثيرا عن منزل الأستاذ عاكف ومداخله ومخارجه ليتمكنوا من وضع أسلحة فيه، ثم في النهاية وضعوها في “منور” (بئر) العمارة، حتى يتهموه بحيازتها.. مأساة بعد عام كامل من الحرية والديمقراطية، ود. مرسي ضرب أعظم نموذج يسمع شتيمته في القنوات ولا يتدخل بتقييد حرية… أمر مؤسف أن نصطدم بهذا الواقع القمعي الآن بكل ما يحمل من كذب وخداع. زوجي فور معرفته أنه مطلوب القبض عليه سارعنا بشراء مستلزماته وبدأنا نعد له حقيبة السجن ليسلم نفسه، فنحن لسنا جناة، بل مجني علينا، 12 عاما يحبس ظلما وافتراءا دون أي سبب، وثبت أن جميعها قضايا ملفقة، وكانت الجلسات في 1995 في المحاكمات العسكرية لها، كانت القاعة تضج بالضحك على التلفيق الواضح. عندما كان جنود أمن الدولة يقتحمون المنزل في المرات السابقة (في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك)، كانوا يقرعون الجرس أولا، وأطلب منهم الانتظار دقائق لنضع حجابنا، أما هذه المرة فقد حطموا باب المنزل ودخلوا على غرفة النوم مباشرة، رحت أرجوهم أن ينتظروا ولو لثانية واحدة لأضع حجابي فرفضوا.
– أين كان المهندس خيرت؟
– كان في عمله، فلما عرف بأنه مطلوب القبض عليه، عاد للمنزل ليستعد، لكن الإخوان أصروا أن نترك البيت بعد المسرحية الهزلية التي قامت بها الشرطة تحت منزلنا خشية أن يتجرأ بلطجية على إيذاءنا أو خطفنا كرهائن ومساومة الإخوان ود. مرسي بنا، ولكننا كنا نرفض أن نترك البيت حتى حفيدي الصغير كان يرفض ذلك تماما، ولكننا بالفعل تركنا في النهاية المنزل حتى لا نمثل عبئا على الإخوان، في حال تم اختطافنا.. وكان أولادي يبكون فأقول لهم لا تبكوا فالله عز وجل يقول “والذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله”.. وقد أخرجنا من ديارنا بغير حق إلا أن نقول ربنا الله.. وهكذا أغلقت منزلنا وخرجت، وكان معي المفتاح، وهو ليس معه لأنه دائما يوجد أحد منا في المنزل، فذهب زوجي عند بيت أخيه بهاء في حدود الساعة الحادية عشر مساء وذهبت له هناك، وأصر أخوه نظرا لتأخر الوقت وخطورة الأوضاع في الخارج أن نبيت عنده للصباح حتى يسلم نفسه، وطبعا قسوة السجون علمتنا ضرورة أن نعد حقيبته مبكرا، خاصة أن زوجي له مقاسات خاصة غير متوفرة نظرا لطوله، وفي السجن يصرون على ارتداء ملابس بعينها أيا كان الوضع والظروف، وبالفعل نزلنا نشتري له حاجيات السجن، وبصعوبة جمعنا له حقيبة بها أمور بسيطة. وبعد عودتنا ذهبنا للنوم، وما كدنا نفعل حتى اقتحموا بيت أخيه بهاء ونحن بداخله.
– هل أطلعوكم على إذن نيابة أو شيء؟
– أنا لم ألحق حتى أسأل عن الإذن.. د. مرسي لما عمل إعلان دستوري (في نوفمبر الماضي) ولم يعجب البعض دعاهم للتفاوض، فيما اليوم أصدر الرئيس المزعوم (الرئيس المؤقت عدلي منصور) 33 مادة في اعلان دستوري، والجيش أكد أنه مقر،.. بأي حق؟… من الذي أقره… كيف يتجاهل الملايين الذي أقروا الدستور المصري ويستبدله بإعلان دستوري يفرضه على الناس؟… كيف يتجاهل الملايين الموجودين الآن في الميادين ويرفضون كل هذا؟ - التهم تكال لنا كيلا، وما يحدث ظلم وذبح للحريات، فعندما يتهم بحيازة أسلحة، أتساءل: إذا كان لديه بالفعل سلاح فلماذا لم يدافع عن بيته ضد البلطجية الذين حاصروا بيتنا في مسرحية الشرطة منذ أيام، حتى أن إحدى رصاصتهم مرت بجوار رأس حفيدتي التي كانت تتابع المشهد من النافذة. لو خيرت الشاطر معه سلاح ألم يكن على الأقل سيجدون مسدسا تحت رأسه للدفاع عن النفس حينما اعتقلوه؟ كان ممكن ننشر على رؤوس الشوارع مسلحين ليمنعوا اعتقاله.. لكننا ندافع عن آرائنا ومبادئنا بطريقة سلمية… أتمنى أن يكون من يسمعون هذه الأكاذيب عقلاء.. - البعض حتى من داخل الإخوان يحملون المهندس خيرت مسؤولية ما وصلت إليه الأمور، متهمينه بالسيطرة على الجماعة والتدخل في شئون الرئاسة؟ ظلم آخر، فالإنسان الذي صبر على السجن جورا 12 سنة ولم يقاضيهم ويطلب تعويضات، رأى من ظلموه وسجنوه يبرأون ويطلق سراحهم بعد إتلاف الأدلة ضدهم ولم ينتصر لنفسه أو يسع لذلك، الإنسان الذي كان البعض يقول إن دعائه هو وأهل بيته: اللهم أسقط مبارك… هل هو نفسه يعقل أن يكون ذات الشخص الذي يسعى للهيمنة وهذه الأمور. أولاً أمرالجماعة شورى بينهم، فهناك مجلس شورى، ولا تتخذ الجماعة قرارا فرديا من أي شخص، فلهم نظام في اتخاذ القرار، ومن ثم فهذه من ضمن الاتهامات اللا معقولة. أما بالنسبة للرئاسة فالدكتور مرسي له شخصيته، وكان صادقا حينما قال إنه رئيس لكل المصريين، ويأخذ رأي الإخوان كأي فصيل آخر يستشيره ثم يتخذ قراره بشكل مستقل… فخيرت الشاطر مواطن مصري عادي ليس له اي هيمنة أو سيطرة لا على الرئاسة ولا الجماعة