- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

التنويم المغناطيسي لـ«حزب الله» العسكري: أنت حزب سياسي

Bassam 2013نقطة على السطر

بسّام الطيارة
لا يخفي إلا على الذي لا يريد أن يرى أن لحظة استقالة الحكومة الميقاتية كانت إشارة البدء بالعد العكسي لوضع «حزب الله» على لائحة الإرهاب. وقد أتى ذلك بعد مجاهرة الحزب بانخراطه في معركة القصير ودعمه العلني لنظام بشار الأسد. في هذه اللحظة اجتمعت كل العوامل الإقليمية لتجعل من حزب الله كبش محرقة «إفلات النظام السوري» ولو مرحلياً من السقوط، ولبؤس لبنان التقت هذه العوامل الإقليمية مع مصالح محلية ضيقة.
واشنطن وضعت الحزب الشيعي على لائحة الإرهاب منذ ١٩٩٧ ومنذ ٢٠٠٠ عام تحرير الجنوب اعتبرت إسرائيل حزب الله المنظومة الواجب تفكيكها. بعد حرب العراق عام ٢٠٠٣ بدأ الصراع الإيراني السعودي يرمي ظلاله على المنطقة عندما اكتشفت الرياض أن غزو العراق أطاح بالـ«حكم السني في بغداد» وليس فقط بالحكم الصدامي وأن إيران هي الرابح الأول من انهيار البعث العراقي. في ٢٠٠٦ كانت المحاولة الأولى لسحق حزب الله عسكرياً، وكان بارزاً  آنذاك التحالف ولو الموضوعي بين أهداف الرياض سحق حليف إيران في لبنان وتقوية حلفاءها وأهداف إسرائيل برفع خطر صواريخ حزب الله عن مناطقها الشمالية.
ربح حزب الله حرب تموز وسعت الديبلوماسية الأوروبية لقلب الأوضاع عبر تصليب قوات اليونيفل لاستيعاب تواجد الحزب الشيعي في الجنوب، والتشديد على دوره السياسي.
منذ لحظة الحديث عن دور سياسي لحزب قام على العمل العسكري المقاوم بدأت تلاميح الخطة المدبرة لسحب بساط السلاح من يد حسن نصر الله الأمين العام للحزب. كانت المحاولات شبيهة بعمليات التنويم المغناطيسي، حزب عسكري لا يتردد الجميع في الداخل وفي الخارج من مدح دوره السياسي في محاولة لسحب السلاح منه.
عندما دخل حزب الله الحكومة الميقاتية ظن الجميع أنها بداية تأثير التنويم المغناطيسي وأن الحزب الممسك بالحكومة سيقبل بالليونة المطلوبة من «حزب حاكم» مضافاً إليها «الحربقة اللبنانية».
سلاح الحزب ونزعه كان هدف كل المناورات رغم الإشارة  إلى «جيش وشعب ومقاومة» في بيانات الحكومات المتعاقبة منذ التحرير، نقد اعتبر الجميع بمن فيهم الأوروبيون أنها مجرد «تصريف كلمات».
بلغاريا لم تنتهي من تحقيق تفجير بورغاس وقبرص كشفت عن «عملية» لم تظهر خطوطها ما إذا كانت تخطيط لعمل ما أم مجرد مراقبة لإجراءات تحضيراً لعمل ما. فقط الكشف عن التأثير الحاسم لمشاركة رجال حزب الله في المعارك في سوريا أبرز «محوراً عسكرياً يمتد من حدود لبنان إلى إيران مروراً بسوريا والعراق»، وجاءت النتائج على الأرض لتقول إن هذا المحور في طريقه لربح معركة ولتبرز أن سهام هذا المحور الصلب ممتدة من إيران إلى حدود إسرائيل وأن صلابة هذا المحور تفشل عملية كسر البطن الرخو للمحور أي النظام السوري، وأن هذا المحور يمكن أن يشكل عقبة أمام ضرب إيران النووية.
لذا كان القرار.
القول إن «القرار رسالة سياسية ولا مفاعيل عملية له» هو حديث هراء: كل عملية سياسية تسعى لأهداف واقعية على الأرض المطلوب سعودياً وإسرائيلياً وأميركيا واليوم أوروبياً «نزع سلاح حزب الله»  وأياً كانت التصريحات فإن الخطوة التالية ستكون تقنين المساعدات الأوروبية للحكومة اللبنانية، تماماً كما فعلت دول الخليج.