مخاطرة السيسي: دعوة للتظاهر للحصول على «تفويض» من الشعب
دعا الفريق أول عبد الفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة المصرية الشعب إلى النزول في مظاهرات حاشدة يوم الجمعة لإعطائه تفويضا بمواجهة العنف مكثفا الضغوط فيما يبدو على جماعة الإخوان المسلمين.
وفي كلمة ألقاها خلال مراسم تخريج دفعة من طلبة الكلية البحرية وكلية الدفاع الجوي نفى السيسي اتهامات بأنه خدع الرئيس السابق محمد مرسي الذي عزله الجيش في الثالث من يوليو تموز وقال إنه قدم إليه “ثلاثة تقديرات استراتيجية بالموقف وتطوراته والتوصيات التي ينبغي الأخذ بها حتى يتم تجاوز الأزمات التي سيقابلها.”
وتعهد السيسي بالالتزام بخارطة الطريق السياسية التي رسمت سبيلا لإصلاح الدستور وإجراء انتخابات جديدة في غضون ستة أشهر.
وقال قائد القوات المسلحة ووزير الدفاع في كلمته التي أذاعتها وسائل الإعلام الرسمية على الهواء مباشرة “أكرر.. نحن في مفترق طرق. وأقول للمصريين كل ما أمرتم به فعلنا ولكن بصراحة أطلب منهم طلب. يوم الجمعة الجاية لابد من نزول كل المصريين الشرفاء لكي يعطوني تفويضا وأمرا بمواجهة الإرهاب والعنف.”
واعتبر عصام العريان القيادي بجماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي إليها مرسي الدعوة الى التظاهر يوم الجمعة تهديدا للجماعة.
وقال العريان على صفحته على موقع فيسبوك “تهديدك لن يمنع الملايين من الحشد المستمر” ووصف السيسي بأنه “قائد انقلابي يقتل النساء والاطفال والركع السجود.”
وتنظم جماعة الاخوان احتجاجات متواصلة منذ ثلاثة أسابيع تطالب بإعادة مرسي إلى منصبه.
ومن جانبها أيدت حركة تمرد الشبابية الدعوة إلى التظاهر يوم الجمعة وقال محمود بدر منسق حركة تمرد لرويترز “ندعو الشعب إلى الخروج للشوارع يوم الجمعة لدعم قواته المسلحة التي نساندها ونحن سعداء لاضطلاعها بدورها لمواجهة العنف والإرهاب الذي تمارسه جماعة الاخوان المسلمين.”
وكانت حركة تمرد قد نجحت في إنزال الملايين إلى الشوارع في 30 يونيو حزيران الماضي احتجاجا على حكم مرسي.
وقال دبلوماسي غربي في القاهرة طلب عدم نشر اسمه إن دعوة السيسي خطوة محفوفة بالمخاطر. وأضاف “نشهد زيادة في العنف عندما يلتقي الطرفان.”
وجاءت كلمة السيسي بعد تفجير وقع ليل الثلاثاء أمام قسم شرطة بمدينة المنصورة على بعد 110 كيلومترات إلى الشمال من القاهرة وأسفر عن سقوط قتيل وإصابة نحو 25 شخصا فيما وصفه متحدث باسم الحكومة بأنه “حادث إرهابي”.
واتهم مؤيدو مرسي قوات الأمن بتدبير خطة لتحميلهم المسؤولية عن التفجير.
وحذروا في بيان من خطة قالوا إن أجهزة الأمن والمخابرات حاكتها لتنفيذ هجمات تروع المواطنين ثم محاولة إلصاقها “بالمحتجين السلميين”.
وتتهم السلطات مؤيدي مرسي باللجوء للعنف منذ عزله في أعقاب مظاهرات شعبية حاشدة احتجاجا على حكمه. وسقط أكثر من 100 قتيل معظمهم من مؤيدي مرسي منذ ذلك الحين. وتقول جماعة الإخوان المسلمين إنها لم ولن تلجأ للعنف.
والرئيس المعزول متحفظ عليه في موقع عسكري بينما احتجز الكثير من قيادات الإخوان. وتقول الجماعة إن السلطات نشرت عناصر ترتدي ملابس مدنية لمهاجمة مؤيديها وهو اتهام نفاه مسؤولو الأمن.
وليل الثلاثاء قتل شخصان آخران على الأقل بالقاهرة في احتجاجات تندد بعزل مرسي وذلك في أعقاب مقتل تسعة بالقاهرة الكبرى يوم الثلاثاء فيما يبرز عمق الأزمة التي تواجهها مصر وحكومتها الانتقالية.
وفي حين يواصل مناصرو الإخوان التعبير عن غضبهم لعزل مرسي يقول الكثير من المواطنين العاديين إنهم سئموا الفوضى.
وظهر السيسي في صورة المنقذ بالنسبة لمن كانوا يريدون إنهاء حكم الإخوان وانتشرت صوره بالشوارع وعلى واجهات المحلات.
وفي مستهل كلمته دعا السيسي الذي عينه مرسي قائدا للقوات المسلحة في أغسطس آب الماضي إلى الوقوف دقيقة حدادا على أرواح الضحايا الذين سقطوا خلال الشهور الماضية. وأكد أن الجيش لن ينقسم أبدا رافضا التكهنات بحدوث شقاق داخل الجيش بعد إسقاط مرسي.
وقال السيسي “الجيش المصري يأتمر فقط بأوامر المصريين والعلاقة بين شعب مصر وجيشه لن تنفصل.”
وأضاف “والله العظيم والله العظيم والله العظيم الجيش المصري على قلب رجل واحد.”
ونفى أنه خدع الرئيس المعزول قائلا “أقول إوعوا تفتكروا إني خدعت الرئيس السابق. أنا قلت له إن الجيش المصري على مسافة واحدة من كل الفصائل وإنه لن يكون إلا تحت قيادتك بحكم الشرعية التي أعطاها لك الشعب ولن يكون تحت قيادة أي حد تاني. أنا لم أخدعه وأقول له أنا معاك مثلما تريد. لكن موقفنا ثابت نابع من وطنية شريفة.”
وأضاف أن الحكومة المؤقتة ستمضي قدما في خططها لإجراء انتخابات جديدة سريعا.
وقال ياسر الشيمي خبير الشؤون المصرية بمجموعة الأزمات الدولية إن تصعيد التوتر يزعزع فرص الاستقرار السياسي في المستقبل.
وأضاف “يجب أن تدرك السلطات والإخوان المسلمون كلاهما أهمية التفاوض للتوصل لمخرج من هذه الأزمة المتصاعدة.”