- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

الائتلاف السوري المعارض و«حظر الرضى والاقناع» في باريس

... على درج الإليزيه

… على درج الإليزيه

هارولد هيمان
قام كبار زعماء الائتلاف السوري المعارض بزيارة هامة إلى باريس دامت يومين. بعد لقاء مع لجنة الشؤون الخارجية البرلمانية، ثم في «الكي دورسيه» وأخيراً في الإليزيه.
بعد ٤٨ ساعة تأكد الائتاف السوري أنه لن يحصل على «منطقة حظر طيران»، إذ أن مجلس الأمن قد صوت ثلاث مرات ضد هذا المشروع، وفرنسا لا تستيطع اجتراح المعجزات، هكذا يتكلمون في أإوقة الإليزيه. يجب البحث عن أمر أخر… عن شيء واقعي مثل المساعدات المدنية، ولربما عن بعض المساعدات العسكرية رغم أن الجواب هو: لا.
في الواقع الزيارة رافقها القليل من اللذة ولكن الكثير من نحراف الأمزجة.
صحيح أن بعض التصريحات قد أثلجت صدر الائتلاف مثل «أنتم الممثلون الوحيدون والشرعيون للشعب السوري».
تصريحات صدرت  عن الائتلاف أسعدت المراقبين في فرنسا مثل « لا علاقة لنا بالمتطرفين الجهاديين» وهو ما ردده أحمد جربا خلال يومي الزيارة وردده وراءه سليم إدريس قائد الجيش السوري الحر.
إلا أن هذه السعادة المكتومة والمصطنعة سرعان ما تلاشت.
الجملة المؤلمة كانت «فرنسا لا تستطيع تسليح المعارضة ما لم تتأكد من أن هذه الأسلحة لن تقع في أيدي المتطرفين مثل جبهة النصرة أو غيرها من الكتائب المضوية تحت لواء القاعدة. لقد شدد السوريون على أنهم يمسكون بشبكة توزيع السلاح، إلا أنه لا يبدو أنهم أقنعوا أحد بما يقولون.  بل لنقل أن أحداً لا يريد أن يقول علناً إنه مقتنع بما يقولون.  فرنسا تريد ضمانات. من هنا يجب استنباط وسائل تضمن توزيع سلاح في مناطق صراع وحرب أهلية تتداخل فيها ثلاث جهات: الجيش النظامي والجيش السوري الحر وتنظيم القاعدة.
تحدث البعض عن «ممرات إنسانية» رغم أن المسؤولين يتجنبون التصريح علنا حول الأمر لأنه يشير إلى «تدخل خارجي». يحاول المسؤولون الفرنسيون أن يشرحوا لنا أنها ممرات لا وجود عسكري يحرسها، وأن العمل منكب على محاولة إيجاد حلول لتأمينها. جربا قال قبل أن يستقل سيارة رسمية انتظرته في باحة الإليزيه إنه تكلم مع هولاند حول الموضوع. إلا أن الصحافيين المجتمعين عى درج الإليزيه لم يستطيعوا أن يطرحوا سؤااً واحداً.
لماذا هذا التردد الفرنسي والغربي؟
الجواد هو أن الفرنسيين لا يودون مجابهة مجلس الأمن المكبل من روسيا. يقول مصدر: في حال تم تسليح المعارضة بصواريخ مضادة للطائرات نكون في مواجهة عسكرية مباشرة مع طائرات وطوافات روسية. أضف إلى أنه في حال وقعت هذه الصواريخ في أيد «أصدقاء القاعدة» عندها ستتدخل روسيا لإنقاذ النظام وتدمير تنظيم القاعدة في سوريا.
من هنا يتردد هولاند ويغوص الائتلاف في «منطقة حظر الرضى والاقناع».