بدء المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين
تستأنف إسرائيل والفلسطينيون مفاوضات السلام اليوم مساء (الاثنين) لأول مرة منذ قرابة ثلاث سنوات بعد جهود مكثفة لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري لإقناع الطرفين بالجلوس على مائدة التفاوض. ويشارك في الجولة الأولى مساعدون كبار لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وقال كيري في بيان “ابدى الزعيمان رغبة لاتخاذ قرارات صعبة من المفيد اتخاذها في هذه المرحلة. نحن ممتنون لزعامتهما.” وابدى محللون للأوضاع في الشرق الأوسط تشككهم في امكانية ان تسفر المحاثات عن ابرام معاهدة سلام تنهي الصراع القائم منذ اكثر من ستة عقود وكان عصيا على جهود أمريكية قائمة منذ 20 عاما للتوصل لحل. وكانت آخر جولة مباشرة من المفاوضات قد انهارت في اواخر 2010 بسبب خلاف على بناء المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية.
لكن يمثل استئناف المفاوضات نبأ سارا عن الشرق الأوسط بالنسبة لإدارة الرئيس الامريكي باراك اوباما التي جاهدت لصياغة سياسة تحاول من خلالها إنهاء الحرب الأهلية في سوريا وتسهل التحول الديمقراطي في مصر. واحتاج حمل الاسرائيلين والفلسطينيين على استئناف المفاوضات جهودا مضنية من كيري الذي قام بست جولات في المنطقة خلال الاشهر الاربعة الاخيرة.
وقال مسؤول إسرائيلي إن الحكومة الاسرائيلية وافقت يوم الاحد على اطلاق سراح 104 سجناء فلسطينيين بتأييد 13 وزيرا ورفض سبعة وامتناع اثنين. وفي دلالة اخرى على احتمال حصول جهود المحادثات على المزيد من الزخم قال مصدر ان من المتوقع تعيين مارتن انديك سفير الولايات المتحدة السابق لدى اسرائيل والذي يرأس دراسات السياسة الخارجية في معهد بروكنجز مبعوثا جديدا للولايات المتحدة للسلام في الشرق الاوسط. واضاف المصدر المطلع على هذا الامر شريطة عدم نشر اسمه ان هذاالاعلان قد يصدر اليوم الاثنين.
ولم يتضح كيف ستتمكن الولايات المتحدة من الربط بين القضايا الاساسية في الخلاف ومنها الحدود ومستقبل المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية واللاجئين الفلسطينيين ووضع القدس.
ومع ثنائه على عزم كيري قال شبلي تلهامي استاذ السلام والتنمية في جامعة ماريلاند ان اوباما ينبغي ان يشارك اذا نجحت المحادثات في النهاية وان على الولايات المتحدة ان تعرض افكارها عن التوصل لحل.
وقال ان اللاعب الرئيسي في القضية لن يكون نتنياهو ولا عباس ولا كيري ولكن سيكون باراك اوباما. وأضاف قائلا “حتى الآن لم يتضح…هل الرئيس مستعد لتحمل المخاطرة التي ستدفع ذلك للامام.”
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الامريكية جين ساكي في بيان ان مساء الاثنين سيشهد محادثات تمهيدية وقالت وسائل اعلام اسرائيلية ان المحادثات ستجرى على العشاء بمنزل كيري ويوم الثلاثاء.
وقالت ساكي ان جولة المحادثات التي ستجرى في واشنطن هذا الأسبوع ستكون لوضع خارطة طريق للمضي قدما وليس الدخول مباشرة الى القضايا الشائكة.
وبعد جولته الاخيرة أعلن كيري في 19 يوليو تموز في عمان ان الاسرائيليين والفلسطينيين وضعوا الاساس لاستئناف المفاوضات حول قضايا “الوضع النهائي” التي ينبغي حلها لإنهاء الصراع.
وأضافت ساكي “اجتماعات واشنطن ستمثل بداية هذه المحادثات. ستكون بمثابة فرصة لوضع خطة عمل اجرائية بشان كيفية مضى الطرفين قدما في المفاوضات في الشهور القادمة.”
وفي وقت سابق يوم الأحد حث نتنياهو اليمينيين المنقسمين في حكومته للموافقة على إطلاق سراح السجناء.
وقال نتنياهو في تصريحات في بداية الاجتماع “هذه اللحظة ليست سهلة بالنسبة لي.. ليست سهلة بالنسبة للوزراء.. وليست سهلة على وجه الخصوص للأسر المكلومة التي نتفهم مشاعرها جيدا” في إشارة إلى أسر فقدت أفرادا لها في هجمات نفذها فلسطينيون.
وأضاف “لكن هناك لحظات لابد أن تتخذ فيها قرارات صعبة لصالح البلاد وهذه من تلك اللحظات.”
وقالت القناة الاولى بالتلفزيون الاسرائيلي انه سيتم اطلاق سراح السجناء على ثلاث مراحل بناء على تقدم المحادثات.
ويطالب عباس باطلاق سراح السجناء المحتجزين قبل اتفاقية السلام المؤقتة الموقعة في عام 1993. وسجنت اسرائيل آلاف اخرين من الفلسطينيين منذ ذلك الحين بينهم متهمون بشن هجمات اسفرت عن سقوط قتلى.
ومن شأن الإفراج عن السجناء أن يتيح لنتنياهو الالتفاف على مطالب فلسطينية أخرى مثل وقف التوسع الاستيطاني وضمان أن المفاوضات الخاصة بالحدود ستستند إلى حدود ما قبل عام 1967.
ونظم مئات المحتجين من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مسيرة مناوئة لاستئناف محادثات السلام واشتبكوا مع الشرطة في مدينة رام الله بالضفة الغربية.
وتظاهر نشطاء من الجبهة في غزة أيضا ورددوا هتافات خاطبوا فيها عباس وأكدوا له أن الأرض ليست للبيع وأن القضية الفلسطينية لن تحل أبدا إلا بالسلاح.