تجدَّدت اشتباكات عنيفة، مساء اليوم الجمعة، بين أعداد ضخمة من أنصار الرئيس المصري المعزول محمد مرسي وبين عناصر الأمن بمحيط مدينة الإنتاج الإعلامي جنوب القاهرة، ما أسفر عن إصابة عدد غير محدَّد من الجانبين.
وقامت عناصر من قوات الأمن المركزي بإطلاق الغاز المسيل للدموع بغزارة على بضع آلاف من أنصار مرسي لدى محاولتهم مجدَّداً اقتحام مدينة الإنتاج الإعلامي بضاحية 6 أكتوبر (جنوب القاهرة) وبدء اعتصام مفتوح للمطالبة بعودة الرئيس المعزول إلى الحُكم.
وقام أنصار مرسي بإطلاق الألعاب النارية حول مدينة الإنتاج الإعلامي ما تسبب في اندلاع حرائق محدودة بالأشجار في المنطقة، وأُصيب عدد غير محدد من عناصر الأمن جراء رشقهم بالحجارة ومن أنصار مرسي بفعل استنشاق الغاز، فيما دفعت وزارة الداخلية بتعزيزات من الجنود والآليات فرضت أطواقاً أمنية حول المدينة.
وكانت تشكيلات من قوات الأمن المركزي أحبطت، بوقت سابق من مساء اليوم، محاولة مئات من أنصار مرسي اقتحام مدينة الإنتاج الإعلامي، حيث أطلقت القوات الغاز المسيل للدموع لتفريقهم، ما أدى إلى وقوع حالات إغماء بين أنصار مرسي.
كما قام أنصار المعزول بتحطيم واجهة البوابة “رقم 4” إحدى البوابات الرئيسية لمدينة الإنتاج الإعلامي، وعدد من سيارات عائدة لقنوات فضائية ولإعلاميين وعاملين بعدة فضائيات.
وتمثِّل محاولة اقتحام مدينة الإنتاج الإعلامي مساء اليوم، واحدة من محاولات عدة جرت خلال العامين الأخيرين من جانب قوى إسلامية التي تتهم الإعلام المصري الرسمي والخاص بأنه “معادِ للإسلام، ويشوّه الحقائق”.
وكان عشرات الآلاف من أنصار مرسي انطلقوا بعد صلاة الجمعة من أمام مساجد القاهرة في شكل مسيرات، ببداية مظاهرات حاشدة تشهدها البلاد تحت شعار “مصر بلا انقلاب” للمطالبة بعودة مرسي إلى الحُكم، وبمحاكمة من سمّوهم “قادة الانقلاب على الشرعية والرئيس المنتخب”.
وقد عزَّزت عناصر من الجيش والشرطة مدعومة بآليات مدرعة من تواجدها بمحيط القصور الرئاسية وأمام مقار الحكومة والبرلمان وعدد من الوزارات الحيوية ومبنى اتحاد الإذاعة والتليفزيون والبنك المركزي.
وكان أنصار مرسي بدأوا اعتصاماً مفتوحاً منذ 28 حزيران/يونيو الفائت، تأكيداً على “شرعية مرسي كرئيس منتخب”، غير أن الاعتصام تخلى عن سلميته منذ عزل مرسي رسمياً مساء الثالث من تموز/يوليو الجاري وتحول إلى ارتكاب أعمال عنف بحق عناصر من الجيش والشرطة واشتباكات بين أنصار مرسي ومعارضيه أسفرت، حتى الآن، عن مقتل أكثر من مائة وإصابة مئات آخرين.
ويترقب المصريون عمليات متوقعة تقوم بها تشكيلات من وزارة الداخلية لفض اعتصام يقوم به أنصار المعزول منذ شهر كامل في ميداني “رابعة العدوية” و”نهضة مصر” بالقاهرة.