مجتهد ونظرية المؤامرة في تعيين سلمان بن سلطان
لم يصب «مجتهد» لب الحقيقة بتغريداته حول إقالة الأمير خالد والأسباب التي تقف وراء تعيين فهد بن عبد الله نائباً لوزير الدفاع. تبين أن ما كتبه ليس إلا «تخمينات أرسلت بصورة تغريدات». ولكن يبدو أن «مجتهد» يعاود الكرة بالتغريد حول «إقالة فهد بن عبد الله وتعيين سلمان بن سلطان». فماذا يقول؟ يقول إنه أعمال فهد بن عبد الله كانت وراء ما أصابه، أي أنه «يبرر» ما سبق أن كتبه (انقر هنا).
يفتتح سلسلة تغريداته «السلام عليكم ورحمة الله ونتحدث اليوم بعون الله عن اقالة فهد بن عبد الله وتعيين سلمان بن سلطان». ويعود إلى الوراء ويغرد وكالعادة فإن خالد التويجري هو المستهدف دائماً وأبداً في تغريداته فيكتب ويتسائل:«كان ينبغي أن يمضي تعيين فهد بن عبد الله كما رتب له وهو ان يستلم الدفاع كذراع لخالد التويجري ومتعب وكخطوة في استلام متعب للحكم فما الذي حصل؟».
يرى «مجتهد» أن فهد بن عبد الله كان سبب «بخراب بيته»: يبدأ تغريدته بمقولة شهيرة «(على نفسها جنت براقش)»
هنا يفتح مجتهد «مجالاً لتبرير خطأه» (انقر هنا) فيغرد بعد هذه المقدمة «مثل ينطبق على فهد بن عبد الله لأن الذي أدى لإقالته تصرفاته الشخصية التي كانت استجابة لغريزة السرقة وليس فيها حساب العواقب».
في الواقع غرد سابقاً مجتهد حول «غريزة السرقة لدى المقال» (انقر هنا)، واعتبر في تغريداته السابقة أن هذا الموقع سيكون نقطة انطلاق لإشبع رغبات فهد بن عبد الله.
يتابع التغريد «ظن فهد بن عبد الله أن كونه جزءاً من خطة التويجري لتمكين متعب ضمان له يتصرف كما يريد في الدفاع فارتكب خطأين كارثيين لا شفاعة لهما عند آل سعود».
يستطرد «مجتهد» لسرد ما يراه أخطاء فهد بن عبد الله:
«الخطأ الأول أنه نسي أنه ليس من أحفاد عبدالعزيز وظن أن حماية التويجري تسمح له بتهميش عيال عبدالعزيز فوقع في محذور أعظم من الكفر عند آل سعود».
يغرد هكذا رغم أنه سبق له و«برر إقالة الأمير خالد بن سلطان» بخطة لتويجري لتمكين الأمير متعب (انقر هنا) بأن «عبد الله ليس من أحفاد الملك المؤسس عبد العزيز وبالتالي هذا من أسباب تعيينه… رغم معرفة الجميع بحبه للمال شراهته في استحواذ الثروات. وهو ما يكتبه «اليوم» مجتهد بوصف الخطأ الثاني: «يعاني فهد من شراهة في السرقة تعميه عن مبدأ (استمكن حتى تتمكن) وكانت سبب إقالته سابقا من البحرية حين تجرأ على حصة كبيرة من نصيب خالد بن سلطان» (الذي حل محله كنائب لوزير الدفاع !!).
نلحق مجتهد بتغريداته «وما أن تعين نائباً لوزير الدفاع حتى شرع في الاستحواذ على المناقصات والصفقات الداخلية والخارجية واستغل ضعف الأمير سلمان فسعى لتهميش ابنه محمد». مجتهد يقول. ويتابع «تعامل فهد بن عبد الله مع موقعه النظامي الذي يعطيه نظريا صلاحيات تفوق صلاحيات محمد بن سلمان مستغلا الغياب الذهني لسلمان وبالغ في ذلك لأقصى حد».
ما هي الصفقات التي تدفع مجتهد إلى التغريد بهذه التهم؟ نسأل. ويتابع :«وفوجىء محمد بن سلمان بأن الصفقات تختفي من بين يديه وأن هذا الدخيل بدأ يتصرف دون اعتبار لعيال عبد العزيز ويحسن اختيار الصلاحيات النظامية» نشدد على السؤال عن أي صفقات يتكلم مجتهد؟
ؤذا كان مجتهد لديه هذه التفاصيل فلما لا يدعمها بوصف لهذه الصفقات فيعطي تغريداته وزناً في إطار الحقيقة؟
يتابع في كيل اتهامات من غير براهين ما عدا خبر تداولته وسائل الإعلام حول إقالة نائب وزير الدفاع بعد أربعة أشهر من تعيينه. لا بد أنه توجد مسببات لهذه الإقالة ولكن من دون براهين يصعب الحديث عن «صفقات»! يتابع مجتهد «حاول محمد بن سلمان أن يستغل نفوذه عند والده في كل مناقصة تفلت منه لكنه رأى أن الأمر متعب بهذه الطريقة فقرر ان يتخلص من المشكلة بالكامل».
كيف ؟ مجتهد يفسر :«من المعلوم أن سلمان بعد تشتته الذهني ينقاد بسهولة من قبل دلوعته محمد لكن مشكلة محمد لم تكن والده بل كانت الملك عبد الله نفسه». يشرح «وانتظر محمد بن سلمان إلى أن حصل الخطأ الثاني الذي ارتكبه فهد بن عبد الله وصار الملك مهيئا لإقناعه بإقالته فأقنع والده بمقابلة الملك شخصيا».
هل هو استحواذ المناقصات ؟ هنا يبدو مجتهد «مشتتاً». ولمنه يتابع ويضع أمامنا خطأً ثالثاً بعد أن تحدث عن خطأين!
الخطأ الثالث يضع مجتهد تحت رقم «٢»، فيغرد:«الخطأ الثاني هو أن فهد بن عبد الله نسي أن من يغضب أمريكا يغضب الملك عبد الله وأن تضايق أمريكا من أي مسؤول يعني طرده من المنصب عاجلا أو آجلا». إذا دخلت أميركا على الخط حسب رأي مجتهد. وكان مجتهد قد «غرد» بهذا الاتجاه ليضر «بين الفرنسيي والأميركيين» وهو ما يقوله «وفهد بن عبد الله عاشق للفرنسيين وله علاقة وثيقة بهم وبينه وبينهم تفاهم قديم يسمح له بتوسيع فرصة السرقة والاستحواذ على صفقات السلاح».
هنا يدخل في التفاصيل :«وما أن تعين فهد بن عبد الله حتى بدأ ينتقد بشكل مشكوف المواصفات الفنية لمشروع التطوير الأمريكي لوزارة الدفاع كخطوة في ترشيح البديل الفرنسي».
كيف علم مجتهد بما قاله فهد بن عبد الله لوزير أميركي؟؟؟
«وتجرأ على التصريح بذلك في مقابلة له مع قائد الحربية الأمريكي ثم وزير الدفاع الأمريكي بطريقة حمقاء أثارت الأمريكان فعبروا للملك عن امتعاضهم».
يصف في سلسلة تغريدات ردة فعل محمد بن سلطان «وهنا تحرك محمد بن سلمان وأخذ والده بنفسه لمكتب الملك في حدود منتصف رمضان ليقنع الملك بإقالة فهد بن عبد الله مستغلا ما حصل مع الأمريكان» ويتابع وصافاً «ما حصل على باب جناح الملك». يحق لنا أن نسأل مرة ثانية «كيف علم مجتهد بما دار على باب جناح الملك بين سلمان والتويجري حين يغرد «حاول التويجري تعطيل المقابلة بحجة أنشغال الملك فغضب سلمان وتلفظ عليه بكلمات قاسية ودخل على الملك الذي كان متهيئا للقرار بسبب الضغط الأمريكي».
«وهكذا لم ينفع فهد بن عبد الله حماية متعب والتويجري بعد أن تعدى على نفوذ عيال عبد العزيز وفضل الفرنسيين على الأمريكان و(على نفسها جنت براقش)».
برأ مجتهد نفسه من تغريدات سابقة «تبين عقمها» وها يضع اليوم في منظوره نائب الوزير الجديد فيغرد«اما سلمان بن سلطان فهو برتبة نقيب وليس له من التأهيل إلا أنه سجل في الكلية الحربية ولم يداوم فيها إلا يومين ونال الشهادة بأمر شخصي من والده».
ويصف «سوابق» سلمان بن سلطان فيكتب «عمل في الدفاع الجوي ثم الملحقية العسكرية في واشنطن حتى يشرف على سرقات والده وأخوانه ويأخذ نصيبه هو نفسه من السرقات التي لا تقارن بسرقاتهم» ويتابع «بعدها تحول للعمل الاستخباراتي في الخارجية والأمن القومي وأعطي جزءا كبيرا من ملف سوريا تحت أمرة أخيه بندر فخبص فيه تخبيص على كيفك».
ثم يعطي مجتهد رأيه في اختيار سلمان«يوجد من أحفاد عبد العزيز من لديهم وتأهيل وخبرة أكثر من سلمان بن سلطان وفي مقدمتهم فهد بن تركي نائب قائد القوات البرية فلماذا سلمان بن سلطان؟».
ويفسر «السبب الأول أنه صديق مقرب لمحمد بن سلمان وقد اتفق مقدما معه على ترتيب السرقات وتوزيعها بما يرضي الطرفين على أن يأخذ محمد بن سلمان حصة الأسد» ويتابع ليعود إلى نظرية «المؤامرة» حيث يرى يد التويجري في كل زمان وكل مكان فيكتب«السبب الثاني أنه شخصية مقبولة لدى التويجري ومتعب ولن يكون حجر عثرة في تقوية نفوذ متعب مستقبلا خاصة وأن ضعف شخصيته وقلة تطلعه لاتسمح له بذلك».
وينهي «الفصل» بتغريدة تحمل الكثير من المعاني عندما نرى أنه غرد وبنى تحليلاته من دون أي مستند أو وصف للصفقات وما يسميه سرقات فيكتب «هذا ما لدي اليوم ونلتقي قريبا بمعلومات أخرى عن استرخاء هذه العائلة في التعامل مع البلد كمزرعة شخصية».
مجتهد يوجه التهم ولكنه لا يحمل أي برهان. يتحدث كما يتحدث الناس. ولكنه يتجاوز مسألة «خطأه في تبرير إقالة خالد بن سلطان» ليحل محله «سلمان بن سلطان».