نصرالله: « انا اليوم سأتهم»
اتهم الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله الجماعات التكفيرية بالوقوف خلف التفجير الذي وقع أمس في منطقة الرويس في الضاحية الجنوبية بواسطة سيارة مفخخة، متوعدا بالاقتصاص من القتلة ومضاعفة أعداد مقاتلي الحزب في سوريا لمواجهة التكفيريين.
وقال نصرالله، في خطاب جماهيري في عيتا الشعب لمناسبة الذكرى السابعة لحرب تموز 2006: “لا اريد ان احسم الآن واقول ان متفجرة الامس هي مسؤولية الجماعات التكفيرية، لكن الترجيح الكبير جدا هو هذا، بحسب المؤشرات والمعطيات وكل ما يتوافر لدينا”.
واضاف: “لم يكن هناك استهداف لمسؤول في حزب الله، انما من ارتكب المجزرة في الضاحية كان يريد ان يلحق اكبر قدر ممكن من الاصابات في صفوف الناس”، كاشفا عن ان “العبوة التي انفجرت تزن اكثر من 100 كلغ من المواد المتفجرة”، مشيراً إلى ضرورة “ان نكون حاضرين لمواجهة الآتي وما حصل حلقة في هذه المواجهة الطويلة”.
وأكد نصرالله أن “العبوات على طريق الهرمل ومجدل عنجر وزحلة كانت تستهدفنا، والصواريخ التي سقطت على الضاحية كانت تستهدفنا، والانفجار الكبير في بئر العبد ايضا يستهدف بيئتنا، ولم نقم نحن بأي رد فعل متسرع، ولم نتهم احدا”.
وتابع ان “الاجهزة الامنية وخصوصا الاستخبارات كانت تعمل على نفس الملفات وقاطعنا معطياتها مع معطياتنا، وضعنا فرضيات وكانت الفرضية الأولى اسرائيل، لم نستطع أن نثبتها لكن بقيت قائمة، والفرضية الثانية فهي الجماعات الارهابية التكفيرية التي اعلنت حربها على حزب الله منذ بداية الأحداث في سوريا، أما الفرضية الثالثة فهي ان تكون هناك جهة اخرى دخلت على الخط.
وقال الأمين العام لـ”حزب الله”: “نحن لم نسارع الى توجيه اي اتهام لكن انا اليوم سأتهم، بعد اكثر من 30 يوما على متفجرة بئر العبد واكثر على عبوات والصواريخ التي انفجرت، ومديرية الاستخبارات اعتقلت اشخاصا ونحن اجرينا تحقيقا وقاطعنا المعطيات ووصلنا الى نتيجة”، كاشفاً ان “من وضع العبوتين على طريق الهرمل بات معروفا بالاسماء واحدهم معتقل واعترف على بقية المجموعة كما اعترف على الاشخاص الذين قتلوا الشباب الاربعة في جرود المنطقة، وان من اطلق الصواريخ على الضاحية بات معروفاً، ومن وضع العبوة في بئر العبد بات معروفا بالاسماء بنسبة 99,99 في المئة”.
وأكد نصرالله أن “ما ثبت هو ان القتلة ينتمون إلى مجموعات ذات اتجاه تكفيري محدد، وهم معروفون بالاسماء ومعروف من يدعمهم ويشغلهم ويديرهم، بعضهم لبنانيون وبضعهم سوريون وبعضهم فلسطينيون”.
ولفت إلى ان “كل المؤشرات والخيوط والمعطيات في متفجرة الامس تؤدي الى المجموعات نفسها وكانت هذه المعطيات متوفرة لدى الاجهزة الامنية التي ابلغتنا عن اسماء وجهات محددة كانت تحضر عدد كبير من السيارات المفخخة لارسالها الى الضاحية، وكل اجراءاتنا الأمنية في الضاحية سببها معلومات من الاجهزة الرسمية عن ان هناك من يعد لارسال سيارة مفخخة إلى الضاحية”.
وأردف قائلا: “لا اريد ان أجزم ان تفجير الامس مسؤولية الجهات التكفيرية لكن الترجيح الاكبر هو هذا، من المؤكد ان هذه المجموعات تعمل عند اسرائيل ولا نشك باختراق الاستخبارات الاميركية لبعض هذه الجماعات”، موضحا ان “فرضية الانتحاري لا زالت قيد البحث ولا نستطيع ان ننفي هذه الفرضية”.
وأوضح نصرالله “مخطئ من يظن ان الجماعات التكفيرية اذا كانت وضعت السيارة المفخخة في الضاحية فلن تضعها في مكان آخر، والهدف الوطني اليوم منع هذه التفجيرات التي قد تطال كل المناطق”.
وتوجه إلى المسؤولين والسياسيين والاجهزة الامنية وكل اللبنانيين، قائلا: “إن لبنان، اذا استمرت التفجيرات، فهو على حافة الهاوية ويجب التصرف بمسؤولية تجاه هذا المستوى من التهديد الذي يواجه البلاد، و من يظن ان هذا التهديد هو لمنطقة فهو مشتبه، ومن يدمر المنطقة كلها اليوم أخذ قرارا بتدمير لبنان”.
ورأى نصرلله انه “يجب العمل على خطين لمواجهة التفجيرات، الاول هو الاجراءات الوقائية الاحترازية، والثاني هو العمل على كشف هذه الجماعات ومحاصرتها وتفكيكها والقاء القبض على أفرادها والقضاء عليها”، مشددا على “أهمية ان لا يتم تغطية هذه الجماعات والتساهل معها، لأنها تريد اخذ لبنان الى الحرب الاهلية والدمار”.
وقال: “ما نخشى منه ايها الناس هو جركم الى ردات فعل غير محسوبة تؤدي الى الفتنة المذهبية وخراب البلد”، مشيراً إلى انه “عندما تصدر الاسماء سيكونون من ابناء الطائفة السنية الكريمة وسيأتي من يقول ان السنة هم من قصفوا الضاحية وارسلوا السيارات المفخخة الى الضاحية”، مشددا على ان “كل من يتكلم بهذا المنطق اسرائيلي وشريك في القتل”، مؤكداً ان هؤلاء “لا وطن لهم ولا دين لهم وهم ليسوا سنّة، هؤلاء قتلوا من السنة اكثر مما قتلوا من الشيعة، هناك البعض يسعى ليحصل قتال بين المخيمات واللبنانيين، والقتلة مجموعة من الارهابيين واصحاب مشروع تدميري في كل المنطقة وليس فقط في لبنان”.
وتوجه إلى آل جعفر وآل أمهز بالقول: “بات معروفاً من قتل اولادكم في الجرود لذلك وقبل ذلك وبعد ذلك لا يجوز تحميل هذه الدماء لأشخاص لا علاقة لهم بالقتل”، داعيا إلى “ممارسة اعلى درجات المسؤولية وضبط النفس لان اي تصرف غير مسؤول في البقاع الشمال قي يؤدي لنتائج خطيرة”.
كما توجّه نصرالله إلى القتلة قائلاً: “ايدينا ستصل اليكم اذا أهملتكم الدولة، نحن لسنا بديلا عن الدولة ولكن إن لم تتحمل الدولة مسؤولياتها فنحن سنتحمل المسؤولية”.
وتابع: “اذا كنتم تدّعون انكم تدافعون بهذه الطريقة عن الشعب السوري وتعاقبون حزب الله على تدخله في سوريا، فأنتم الاشد فتكا بالشعب السوري”، مضيفاً “نحن دخلنا في مكان ما وبحدود ما الى القتال في سوريا، حيث نقاتل نقاتل بقيمنا، نحن لم نقتل اسيرا وانتم تعدمون الاسير في وضح النهار، نحن لم نقتل المدنيين ونحن في بعض معاركنا سقط لنا المزيد من الشهداء لنحمي المدنيين، وما يقال عن اننا ارتكبنا مجازر هي اكاذب وافتراءات”، ورأى ان “بعض الاعلام العربي انتقل في السنوات الاخيرة الى فبركة الاكاذيب، وسيشهد العالم كله اننا لم نقاتل الا الجماعات التكفيرية في سوريا”.
وشدد على ان “احد ردودنا على اي تفجير من هذا النوع انه اذا كان لدينا الف مقاتل في سوريا سيصبحون ألفين واذا كان لدينا 5 آلاف مقاتل في سوريا سيصحبون 10 آلاف، واذا احتاجت المعركة مع هؤلاء الارهابيين ان اذهب انا وكل حزب الله الى سوريا سنذهب الى هناك من اجل سوريا وشعبها ومن اجل لبنان وشعبه، ومن اجل فلسطين والقدس”.
وأكد اننا “نحن من نحسم المعركة ونوقت نهاية كل معركة، وكما انتصرنا في كل حروبنا مع اسرائيل اذا اردتم دخول المعركة معكم بكل قوة فأقول للكل اننا سننتصر في المعركة ضد الارهاب التكفيري، ستكون المعركة مكلفة نعم، لكن اقل كلفة من ان نُذبح كالنعاج وان ننتظر القتلة ليأتوا الى عقر دارنا”.
من جهة أخرى، أكد الأمين العام لـ”حزب الله” الإلتزام بطريق المقاومة لتحرير ما تبقى من الارض المحتلة والدفاع عن الشعب، مشددا على ان “أغلى ما يملكه لبنان هو معادلة الجيش والشعب والمقاومة”.
وتوجه إلى اسرائيل، قائلا: “سوف نحفظ مياه انهارنا ولو غارت في الارض ولكن لن نسمح ان تُسرق من قبل العدو، ودولتنا ستستخرج غازها ونفطها والاسرائيلي لن يستيطع ان بفعل معنا شيء”.
وعن الكمين النوعي في اللبونة، شدد نصرالله على أنه “لم يعد مسموحا لاي جندي اسرائيلي تحت اي عنوان ان يخطو خطوة واحدة ليدنس ارضنا اللبنانية التي طُهّرت بدماء شهدائنا”، محذرا من ان “هذه الاقدام ستقطع مع الرقاب”، متوجها إلى الاسرائيليين بالقول: “زمن السياحة العسكرية الاسرائيلية على الحدود مع لبنان وداخل ارض لبنان انتهى بلا عودة”.