- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

ضرب سوريا اليوم هو «عقاب»

Bassam 2013نقطة على السطر
بسّام الطيارة
كلمة جديدة دخلت عالم التواصل الديبلوماسي: «عقاب».
لا يتردد الثلاثي الغربي، الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، الذي يقود معركة ضرب سوريا، من التأكيد على أن «هدف اسقاط النظام السوري ليس وارداً» في التحضيرات التي بدأت لشن هجوم على بلاد الشام. الهدف المعلن بفخر هو «معاقبة بشار» لأنه استعمل السلاح الكيميائي على نطاق واسع غير مقبول.
في الواقع إن واشنطن ومن وراءها لندن وبعد ذلك باريس هي عواصم تستعد للإجابة على هلع الرأي العام الغربي أمام صور جثث الأطفال والنساء الذين سقطوا بفعل السلاح الكيميائي. كم هو عدد الضحايا؟ ٣٥٠ حسب منظمة أطباء بلا حدود وعدد من المنظمات الإنسانية فوق الألف حسب مصادر المعارضة. لم يتحرك الغرب عند نشر أرقام الضحايا المعلنة يومياً بشكل بارد منذ سنتين. تجاوز عدد الضحايا السوريين منذ انطلاق الثورة الـ ١٠٠ ألف ضحية ولم يحرك الغرب ساكناً واكتفى بالتنديد.
لماذا اليوم؟
لأن الجمود على مسار الحل السياسي بات يعمل لصالح النظام… والكتائب الجهادية التي أسست إمارات في الشمال وباتت تلتفت إلى تثبيت دعائم هذه الدويلات أكثر من اهتمامها بإسقاط النظام.
لأن خلط أوراق التحالفات بين الحلفاء الإقليميين يصب في مصلحة النظام أيضاً والكتائب الجهادية: سقوط الإخوان في مصر، والذي صفقت له دمشق، يضعف الإخوان المهيمنين على الائتلاف المعارضة ويقوي الكتائب الجهادية الرافضة لهذا الائتلاف.
لأن السعودية التي باتت تمسك بكافة الأوراق في الأزمة السورية تريد أن يتحرك الوضع عى الأرض قبل أن تعطي الضوء الأخضر لجنيف ٢، وهذا العناد هو لمصلحة النظام الذي يحسن أوضاعه على الأرض في وجه الجيش السوري الحر، وإضعاف الجيش السوري الحر يرمي بعشرات المقاتلين في أحضان الكتائب الجهادية.
لأن تركيا ترى أن أكراد سوريا يفعِّلون حكماً ذاتياً يمكن أن يشكل خطراً عليها وأن اشتعال جبهة الشمال بين الجهاديين والأكراد يفيد النظام السوري ويريحه من معركة الشمال، بينما يلعب الجهاديين ورقة «القومية العربية» لمحاربة «القومية الكردية».
لأن الاتهامات للرئيس الأميركي باراك حسين أوباما بالتردد بعد أن تحدث عن «خط أحمر» قبل سنة ووعد بدعم المعارضة بالسلاح وعاد ليٌغرِق وعوده بألاعيب ألسنية، فألبَسَ الدعم صفة «غير قتالية». أفاد هذا النظام وشهدت الأسابيع الماضية عودة عدد من «المنشقين» إلى صفوف الجيش النظامي، بينما هرع عدد كبير من أفراد الجيش السوري الحر إلى «حيث السلاح والأموال» أي إلى جبهة النصرة وأخواتها وخصوصاً الجيش الإسلامي في العراق وبلاد الشام.
لكل هذه الأسباب٬
ستنطلق صواريخ توماهوك في الليل لتضرب بعض المنشآت الرمزية للنظام … وعدداً كبيراً من تجمعات الجماعات التكفيرية. (راجع التقرير في قسم خاص).
العقاب سيكون لبشار ومحاولة السحق ستكون لجبهة النصرة والجيش الإسلامي في العراق وبلاد الشام.