باريس – بسّام الطيارة
حتى ولو أن الولايات المتحدة تنتظر خروج فريق الأمم المتحدة لتضرب سوريا، إلا أن العد العكسي قد بدأ، ومن المنتظر أن تطلق صواريخ «توما هوك» وأخواتها قبل نهاية الاسبوع الجاري في ضربة لن تتجاوز بزوغ فجر ليلة الغارات.
كشف خبير متابع للملف السوري لـ«برس نت» أهداف «الحملة الرميزة» حسب وصفه وقال إن الصواريخ الأميركية ستستهدف «عدداً محدوداً جداً» من المنشآت السورية وخصوصاً مخازن الأسلحة الكيميائية المتواجدة بعيداً عن المناطق السكنية. بينما ستقوم طائرات أميركية من دون طيار وطائرات الفرنسية والبريطانية بضرب … تجمعات الجهاديين في الشمال السوري.
ويفسر الخبير أن الخوف من استفادة الكتائب الجهادية من أي ضربة تضعف النظام السوري حتم هذا «الاستهداف المزدوج» وأضاف «أن ضرب جماعات تنظيم القاعدة قانوني ومباح من قبل القرارات الأممية».
ويرى الخبير أن هذه «الخلطة» تسمح للجميع بحفظ ماء الوجه:
١) الغرب يستطيع القول للرأي العام الغربي والعالمي إنه «عاقب» النظام السوري على استعماله للسلاح الكيميائي.
٢) يظهر الغرب لإيران أن تجاوز «الخطوط الحمراء» يمكن أن يستجلب ضربات و«عقاب».
٣) يظهر الغرب للحلفاءه الإقليميين أنه جاد في دعم الثورة السورية ومحاربة نظام الأسد.
٤) لا تستفز هذه الضربات روسيا ولا الصين إذ أنها لا تسعى إلى تغيير النظام وهو ما لا يكف عن إعلانه ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني الذي يلعب دور «الناظق الرسمي باسم الحلفاء».
٥) يأمل الغرب أن تعطي هذه الضربات ولو كانت مجتزأة «جرعة تشجيع» للمعارضة السورية كي تتوحد لتسهيل … الذهاب إلى جنيف ٢.
٦) تجيب هذه الضربات على إلحاح الحلفاء الإقليميين، وخصوصاً السعودية، على ضرورة «ضرب نظام الأسد».
٧) ضرب الجهاديين في الشمال السوري يفتح الباب لضربات لاحقة بطائرات من دون طيار مماثلة لما يحصل في اليمن وبدأ يأخذ شكلاً عملياً في الساحل الأفريقي.
٨) يخفف ضرب الجهاديين فيمن خوف الغرب من سيطرة السلفيين في حال انهيار النظام، ويفتح الباب أمام تسليح الجيش السوري الحر.
٩) هذا النوع الجديد من «العقاب» يمكن أن يشكل تجاوزاً لعقبة «تفويض مجلس الأمن» ويبني ردعاً للدول «المارقة» حسب التعريف الغربي وللمنظمات الإرهابية التي يعتبرها الغرب إرهابية.
١٠) إن محدودية العملية التي ستتم في ليلة واحدة ستطمئن الرأي العالم الغربي المعارض لأي حملة عسكرية جديدة.