«مجتهد» لتويجري و«متجهم» لبندر أيهما الأبدع؟
تغريدات «متجهم» تنافس تغريدات «مجتهد» على موقع «تويتر» ولكنها تذهب في اتجاه واحد «تناصب العداء لآل سعود». في حين أن «مجتهد» يسلط سهامه نحو خالد التويجري فإن «متجهم» بدأ قبل أيام في مسار مهاجمة «الأمير بندر بن سلطان» رئيس المخابرات السعودية المخيف. إلا أن خبرة «متجهم» تبدو ضعيفة جداً مقارنة بخبرة «مجتهد» وإن سعى الاثنان للبناء الألسني بث الزخم في تغريداتهما.
وبدأ «متجهم» سلسلة التغريدات كما يلي :«بندر بن سلطان تحدث الى السيسي قبل ثلاثة ايام ولكن لماذا؟؟ بعد قليل أعود اليكم»
في الواقع بدأ «متجهم» قبل فترة الربط بين ما حدث في مصر ونشاط بندر في المنطقة العربية لسحب بساط النصر من تحت أرجل الإخوان المسلمين. وهو يذكر بذلك بقوله «بعد تغريدات المتجهم الاخيرة عن لقاء بندر بن سلطان مع السيسي في الطائرة قبيل مذبحة رابعة والنهضة وبعد أن تم تداولها على نطاق واسع حدث التالي».
وهنا يروي عبر مجموعة تغريدات ما «يراه» في تدخل بندر في البلدين الذين وصل إلى الحكم فيهما عناصر من الإخوان المسلمين: تونس ومصر. ويؤكد هنا «متجهم» بأن «أسرار التدخل السعودي» يتم تسريبها من مصر وليس من السعودية فيغرد قائلاً «توقع بندر بن سلطان ( بل انه جزم) ان التسريب حدث من الجانب المصري» على أساس أن الحكم ليس ممسكا بقوة بكافة المقاليد فيقول « لانه وضعه -السيسي- مرتبك جداً ولذلك جزم بندر ان تسرب المعلومات حدث من مصر».
فينطلق بروايته بالبسملة والتوكل على الله «بسم الله نبدأ وعليه نتوكل».
يحاول «متجهم» هنا أن يميع ويزيد من الغموض المحيط باسمه ويلعب على مسألة ما «سبق وذكره على لسان بندر» من دون أن نكون متأكدين من أن ما قاله هو صحيح.
نرى هنا أن «متجهم» مثله مثل «مجتهد» يبني تغريداته على ما سبق وغرد به وكأنه بات شيئاً متفق عليه ويدخل في حيز الحقيقة التي لا لبس فيها.
هذه نقاط ضعف لمن يتابع تغريداته حرفياً.
يكتب «ولن نعلق على ذلك» أي مصدر تهريب المعلومات (كأنه يقول هنا بأن المعلومات هي صحيحة ١٠٠ في الـ ١٠٠) فيتابع ليظهر بأنه يخدم المتتبعين له أي يعمل على نشر «آلحقيقة فيقول « لان المهم هو وصول المعلومة المؤكدة بغض النظر من اين اتت سواء من السعودية او من مصر :)».
يحاول هنا كسب المتتبعين له: فهو يحاكي شوقهم للأسرار ولمعرفة ما يحصل خلف الستائر وفي أروقة الحكم.
يتابع:
«قبل اربعة ايام جرى اتصال بين بندر بن سلطان والسيسي جرى خلاله تداول عدة مواضيع منها أن بندر شدد على ان هناك من يسرب المعلومات في مصر».
كيف أمكن لـ«متجهم» أن يعرف مضمون الحديث ؟
هل كان وراء السماعة؟ أم اختبئ تحت مرسي بندر؟ (أم تحت كرسي السيسي؟). إن متابعة نغريدات «متجهم» تفيد أنه قاطن المملكة وليس بلاد النيل فاهتماماته «سعودية ١٠٠ في الـ ١٠٠» واهتمامه بنقلاب السيسي ينبع من تأيده للإخوان المسلمين وامتعاضه من الوهابية، وهذا يبدو جلياً.
يتابع (من تحت الكرسي أو راء الوشواشة) «وشدد بندر على ضرورة كشف مصدر التسريب لكي لا يتم تسريب معلومات أهم في المستقبل ً…». يحاول هنا «منجهم» أن يعطي لما سوف يكتبه في مستقبل قريب أهمية، أي يزرع لدى متتبعيه «بذور الحشرية» لقراءة تغريداته المقبلة عى أساس أنها تسريبات يحاول بندر تلافي تسريبها.
يتابع :«وخلال الاتصال شدد بندر على ضرورة منع انصار ( الاخوان على حد وصفه) من التمكن من دخول اي ميدان والاعتصام فيه وخصوصا رابعة والنهضة والتحرير». هذا في الواقع ما حصل يوم الجمعة في ١٣ أيلول/سبتمبر وما كتبته الصحف يفي هذا اليوم …أي يوم تغريدة «متجهم» (غرد في المساء أي بعد أن اطلع على الصحافة).
يتابع مختبئاً وراء الهاتف «وخلال الاتصال طلب السيسي عدة امور منها ضرورة استمرار الدعم المالي والاعلامي خصوصا اذا صدر من مشايخ ودعاة معتبرين لانقاذ مصر من الارهاب !!». نرى هنا الهاجس الديني الذي يسكن «متجهم». يتابع «وخلال الاتصال أكد بندر على السيسي ضرورة عدم الخوض إعلاميا في ترشيح السيسي للرئاسة على الاقل في الاسابيع القادمة لان ذلك غير مجدي بحسب وصفه». مرة أخرى يلجأ «متجهم» إلى ما كتبته الصحافة في الأيام التي سبقت تغريداته.
هنا الفارق بين تغريدات «متجهم» وتغريدات «مجتهد».
يتابع من تحت مقعد أحدهما (؟): «وخلال الاتصال وعد بندر بأن السعودية سوف تدعم مصر بالمال خلال الاشهر القادمة بالاضافة الى استعداد بعض الامراء للاستثمار في مصر قريباً». ما يغرد به «متجهم» اليوم هو ما يمكن استنتاجه من مقالات عديدة نشرت حول مساعدة المملكة لمصر لا بل من بيانات رسمية صدرت في هذا الشأن.
يتابع ويغرد معلقاً:
«الجدير بالذكر هنا أن بندر هو من يتولى الاشراف على المباحثات والتنسيق مع الجانب المصري في هذه المرحلة وبتنسيق كامل مع وزارة الخارجية» وبالطبع هذا ليس سراً من الأسرار.
هنا يفتح «متجهم» باب التحضير لتغريدات مقبلة حول … تونس فيقول«اما بخصوص ما تم تداوله مؤخراً حول تعيين الرئيس المخلوع بن علي مستشاراً للشؤون التونسيه فهو صحيح ولكن ليس بهذا الشكل …». انظر كيف يعمد «متجهم» للتشويق ولترغيب فهو يؤكد خبراً ولكنه يلفه بغموض لا يكشف عنه. إنه يحاول جذب المتابعين لتغريداته لاحقاً. ويتابع «بن علي رأيه مهم بالنسبة لبندر وغيره لمن يكيد لتونس وثورتها ومنذ البداية وبن علي على علم كامل بما يحاك للثورة ورأيه محل الاعتبار لبندر وغيره». الشيء المؤكد الوحيد في هذه التغريدة هو أن بن علي الرئيس التونسي السابق موجود في … السعودية. السؤال هل اختبأ أيضاً «٬تجهم» تحت أريكته في البيت الذي يسكنه في جدة؟ أم خلف كل مكالمة يجريها الأمير بندر (في حال أجرى مكالمات) معه؟
وينهي بما هو غير قابل لأي تشكيك «ولكن بحسب ما اعرف لم يعين مستشاراً بشكل رسمي ولكن رأية يؤخذ بعين الاعتبار وكذلك علاقاته واتباعه ويتم الاتصال به عند الحاجة إلى رأيه». هو هنا ينفي ما هو غير قابل للتصديق. هل من الممكن أيا كان نوع الحكم في المملكة أي يتم تعيين بن علي مستشاراً رسمياً؟ «متجهم» يبني على اللامنطق منطق جذب المتتبعين لتغريداته. ينقص «متجهم» الكثير من التدريب لمجاراة … «مجتهد».