قالت حركة الشباب الاسلامية الصومالية يوم الثلاثاء انه يوجد “عدد لا يحصى من جثث القتلى” في مركز التسوق الكيني في الوقت الذي قامت فيه قوات الامن بتفتيش المبنى بحثا عن متشددين مازالوا متحصنين داخل المجمع بعد ايام من الهجوم الذي تقول السلطات انه قتل فيه 62 شخصا.
وتعتقد مصادر غربية ان من بين المهاجمين الذين لهم صلة بالقاعدة أمريكيون وربما امرأة بريطانية قد تكون أرملة مفجر انتحاري شارك في هجوم في لندن عام 2005. ورفضت حركة الشباب الصومالية تلميحات عن مشاركة أجانب في الهجوم.
ودوت أصداء أعيرة نارية في ساعة مبكرة يوم الثلاثاء بعد ساعات من الهدوء في اليوم الرابع منذ اقتحم أفراد من جماعة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة مركز وستجيت يوم السبت الماضي وأطلقوا النار والقنابل بداخله.
وحلقت طائرات هليكوبتر فوق المجمع الذي يتردد عليه الأجانب والأثرياء والذي قالت حركة الشباب إنها هاجمته لمطالبة كينيا بسحب قواتها من الصومال. ورفض الرئيس الكيني أوهورو كينياتا ذلك وتعهد بعدم تغيير مساره في الصومال.
وقال ضابط مخابرات طلب عدم ذكر اسمه صباح يوم الثلاثاء قرب مركز التسوق الذي تحيط به قوات الجيش “مازال يوجد مسلحون في المبنى.” وعندما سئل ان كان لا يزال يوجد رهائن قال “لسنا متأكدين حتى الان.”
وقالت حركة الشباب ان اعضاءها مازالوا يتحصنون في مركز وستجيت التجاري وان الرهائن مازالوا على قيد الحياة.
وقالت الحركة في تغريدة “يوجد عدد لا يحصى من جثث القتلى متناثرة داخل المركز. والمجاهدون مازالوا يتحصنون في مبنى وستجيت.”
وأضافت “الرهائن الذين يحتجزهم المجاهدون داخل مبنى وستجيت مازالوا على قيد الحياة.. يبدون في غاية الاضطراب لكنهم مازالوا على قيد الحياة.”
ووصفت المقاتلين بأنهم “هادئون يتنقلون في انحاء المركز”.
وقال الجيش الكيني ان قواته تقوم “بعمليات تمشيط” في المبنى.
وقالت وزارة الداخلية في وقت سابق ان قوات الامن بسطت سيطرتها على المركز وانه تم الافراج عن جميع الرهائن.
وغادر عدد من الناجين المبنى يوم الاثنين لكن لم يتضح حتى الان مصير اشخاص اعتبروا في عداد المفقودين بعد أربعة ايام من اقتحام المركز. كما لم يعرف عدد المهاجمين الذين قتلوا أو ألقي القبض عليهم.
وكانت الحكومة قد قالت يوم الاثنين ان ثلاثة لقوا حتفهم وجاء في تقرير تلفزيوني يوم الثلاثاء ان “ستة من المهاجمين الباقين” قتلوا. ولم يرد احصاء رسمي واضح حتى الان.
ونشرت صور للهجوم من الدائرة التلفزيونية المغلقة داخل مركز التسوق في صحف كينية يوم الثلاثاء حيث أظهرت اثنين من المتشددين يرتدون أحزمة بها ذخيرة. وكان أحدهما يمسك ببندقية هجومية.
وأكدت حركة الشباب في حسابها على موقع تويتر ان الرجلين ضمن المجموعة التي هاجمت مركز وستجيت التجاري.
وقالت وزيرة الخارجية الكينية أمينة محمد في مقابلة مع شبكة تلفزيون امريكية ان “اثنين او ثلاثة امريكيين” وامرأة بريطانية كانوا بين المسلحين الذين نفذوا الهجوم.
وأضافت ان الامريكيين “شبان ربما تتراوح اعمارهم بين 18 و19 عاما”.
ومضت قائلة “هم من اصل صومالي او اصل عربي لكنهم عاشوا في الولايات المتحدة.. في مينيسوتا ومكان اخر.”
ونفت حركة الشباب التي قالت انها على اتصال بأعضائها في مركز التسوق تعليقات الوزيرة.
وقال المكتب الاعلامي للحركة لرويترز “اولئك الذين يصفون المهاجمين بأنهم امريكيون او بريطانيون هم اشخاص لا يعرفون ما يجري في مبنى وستجيت.”
وقال مصدر أمن بريطاني انه من المحتمل ان تكون سامانتا ليوثويت أرملة جيرمين لندساي الذي كان أحد المهاجمين الانتحاريين الذين قتلوا أكثر من 50 شخصا في مواصلات لندن عام 2005 مشاركة في هجوم نيروبي.
وعندما سئل المصدر بشأن تقارير أفادت بأن ليوثويت التي تطلق عليها وسائل الاعلام البريطانية وصف “الارملة البيضاء” قال “هذا احتمال. لكن لا شيء مؤكد أو قاطع حتى الان.”
ويعتقد ان ليوثويت غادرت بريطانيا منذ عدة أعوام وانها مطلوبة فيا يتعلق بمؤامرة مزعومة لمهاجمة فنادق ومطاعم في كينيا.
وقال مسؤولون امنيون امريكيون ان السلطات الامريكية تحقق في معلومات قدمتها السلطات الكينية بأن مقيمين في دول غربية منها الولايات المتحدة ربما كانوا بين المهاجمين.
وعرض الرئيس الامريكي باراك اوباما الذي ولد والده في كينيا تقديم الدعم قائلا انه يعتقد ان كينيا ستبقى ركيزة للاستقرار في المنطقة.
من ناحية اخرى دعا مبعوث الامم المتحدة في الصومال نيكولاس كاي يوم الثلاثاء الى ارسال قوات أفريقية اضافية لمواجهة حركة الشباب التي قال ان قوامها يبلغ نحو خمسة الاف فرد وانها تمثل تهديدا دوليا.