دعوة لوقف القتال بين «داعش» والجيش السوري الحر
صدر بيان عن حركة أحرار الشام وألوية صقور الشام وجيش الاسلام ولواء التوحيد والوية الفرقان ولواء الحق دعوا فيه «الدولة الاسلامية في العراق والشام» (داعش) و«لواء عاصفة الشمال» فيه الى الى وقف فوري لاطلاق النار بينهما في منطقة اعزاز كما دعوا الدولة الاسلامية الى سحب قواتها الى المناطق التي كانت تتمركز فيها قبل اندلاع الاشتباكات بين الطرفين وطالبوا الدولة وعاصفة الشمال بالتحاكم الى المحكمة الشرعية المشتركة للفصائل الاسلامية التي ستبقى منعقدة لمدة 48 ساعة.
وكان نشطاء قد قالوا إن اشتباكات وقعت بين مقاتلين من المعارضة السورية وآخرين مرتبطين بتنظيم “القاعدة” قرب الحدود مع تركيا الأربعاء في موجة من أعمال العنف تكشف عن انقسامات خطيرة بين الفصائل التي تقاتل للإطاحة بالرئيس بشار الأسد.
وسيطر تنظيم «داعش» على بلدة اعزاز الحدودية الشهر الماضي وطرد جماعة معارضة منافسة مما دفع تركيا لإغلاق المعبر الحدودي الواقع على بعد نحو خمسة كيلومترات. ويسيطر التنظيم على البلدة منذ ذلك الحين وتفجرت اشتباكات من حين لآخر بين أعضائه وبين مقاتلي لواء عاصفة الشمال الذين طردوهم الى مشارفها.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان المقرب من المعارضة إن الاشتباكات العنيفة استؤنفت اليوم الاربعاء بين الجماعتين. وأضاف أنه كانت هناك تقارير أيضاً عن تقدم مقاتلي «داعش» نحو قواعد لواء عاصفة الشمال ونقاط التفتيش قرب المعبر الحدودي الى تركيا وفي قرى على مشارف اعزاز.
وقوض الاقتتال الداخلي مقاتلي المعارضة السورية ويرجح هذا جزئياً إلى تضارب الأيديولوجيات والقوى التي تقف وراء الكتائب، كما أن الخلافات دبت بسبب الأراضي وغنائم الحرب والسيطرة على الموارد والتهريب.
إلا أنه يبدو أن انطلاق المعارك مع ألوية الجيش السوري الحر تعود إلى الخوف المتزايد لدى «داعش» التابعة للقاعدة و«جبهة النصرة» المدعومة من المملكة العربية السعودية من أن يكون الاتفاق الروسي الأميركي الذي أدى إلى وقف الضربة على سوريا مقدمة لتكالب القوى لضرب الكتائب الجهادية. من هنا بدأت عملية «التخلص» من كافة الألوية الإسلامية التابعة للجيش السوري الحر والتي تتهمها داعش بأنها مخردقة من الأجهزة الغربية خصوصاً الأميركية والفرنسية.
وبالفعل حذرت «داعش» من سعي دول غربية لتشكيل «صحوات سورية» كما حصل في العراق، من قبل مقاتلين في «الجيش الحر» بهدف محاربة مقاتلي «الدولة الإسلامية».
وانتقد الناطق باسم «الدولة الإسلامية» بو محمد العدناني في تسجيل صوتي بث على شبكة الإنترنت أمس عن «الحملة الشعواء» التي تتعرض لها «الدولة الإسلامية» في العراق وسوريا، قائلاً إن «الدولة الإسلامية» اتهمت بتفجير مساجد في العراق «غير أن هذا العمل من عمل الروافض وبتنسيق مع الأجهزة الأمنية الصفوية (الإيرانية) الصفوية الحاقدة». لكنه أشار إلى أن هذا «لم يؤثر عليها» في العراق.
وفي سوريا، قال إن مقاتلي «الدولة الإسلامية» هم الذين أعدوا خطة لتحرير مطار منغ العسكري في حلب شمال سورية، غير أن هيئة الأركان في «الجيش الحر» هي «تبنت» العمل، وأنهم قاموا بشن حملة عسكرية في الريف الشرقي لمحافظة حماة وسط سورية حيث «تم القضاء على حواجز النظام النصيري (السوري) واقتحام مواقع للنظام كمواقع درع حماة والسيطرة على مخازن أسلحة فيها».
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن العدناني «تكلم عن تشويه وسائل الإعلام لسمعة الدولة الإسلامية عبر تسرعها في نقل الأخبار المهولة والمضخمة التي تشوه سمعة الدولة، في حين أن الفصائل الأخرى تتقاتل لأيام بين بعضها بعضاً في ظل تغاضي وسائل الإعلام عن هذه الاشتباكات»، لافتاً إلى أن قنوات الإعلام «تهدف لتشويه سمعة الدولة، وتمهد لشن ما أسماه «حرب صليبية ضد مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام».
ونفى العدناني أن تكون روايات تمركز مقاتلي «الدولة الإسلامية» في المناطق المحررة صحيحة، قائلاً إن «لواء أحفاد الرسول» فتح عليهم جبهة في الرقة ودير الزور في شمال شرقي البلاد، في الوقت الذي كان مقاتلو «الدولة الإسلامية» يتقدمون «نحو القرداحة عقر دار النصيرية» في الغرب السوري. كما أشار إلى أن «لواء عاصفة الشمال» فتح جبهة ضد «الدولة الإسلامية» أثناء تقدم الأخيرة في ريف حماة. كما اتهم قائد «لواء أحفاد الرسول» بزيارة فرنسا و «الحصول على الدعم المالي والعسكري لقتال الدولة الإسلامية». كذلك اتهم «لواء أحفاد الرسول» بـ «إكراه المسلمين على شرب الخمر»، قائلاً: «لا تزال الدولة الإسلامية تحلم عليهم لعلهم يرجعون عن خطأهم».
وتطرق العدناني إلى محاولات لتشويه صورة «الدولة الإسلامية»، قائلاً: «يصورون للناس أن الدولة الإسلامية ستقطع رؤوس المسلمين وتجلد الظهور، وأنها ستفعل في الشام ما فعلته في العراق»، مشيراً إلى «أن الدولة لا تكفر أحداً إلا بأدلة شرعية قطعية. وأن الدولة من أميرها وكل عناصرها خاضعة لشرع الله وللمحاسبة على كل من يثبت عليهم – أي على الدولة – المَظلَمَة».
وفي نهاية التسجيل الصوتي، تحدث العدناني عن أن الرئاسة الأميركية تحدثت عن ضرورة «مواجهة المتشددين»، لافتاً إلى أن هذا يعني تشكيل «الصحوات كما حدث في العراق»، متهماً بعض كتائب المعارضة المسلحة بـ «وضع شرائح لتسهيل استهداف مقرات الكتائب المقاتلة من قبل الطيران الحربي» السوري.
الى ذلك، انتقد قائد «جيش الاسلام» زهران علوش في تغريدة على موقع «توتير» أمس تصريحات شخص باسم العقيد سعيد جمعة تضمن «كلاماً خطراً لإثارة الفتنة بين المسلمين»، قائلاً إن جمعة أصبح ملاحقاً لأنه «ادعى كذباً انتماءه إلى جيش الإسلام، وبتهمة إثارة الفتنة بين جيش الإسلام وإخواننا مجاهدي الدولة الإسلامية في العراق والشام».