عشرات القتلى في مصر والإخوان يدعون لتحقيق دولي
قالت وزارة الصحة المصرية إن 51 شخصا قتلوا يوم الأحد في احتجاجات مع استمرار الأزمة السياسية في البلاد بعد عزل الرئيس محمد مرسي في الثالث من يوليو تموز.
ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن وزارة الصحة القول إن 268 شخصا آخرين أصيبوا في الاشتباكات التي بدأت مع تظاهر مؤيدي مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين ومعارضيه في القاهرة ومدن أخرى.
وفي مستشفى ابن سينا بحي المهندسين شاهدت مراسلة من رويترز ثماني جثث ملفوفة بقماش باللونين الأبيض والأزرق وسط بركة من الدم.
وصرخت صباح السيد والدة رامي إمام الذي يبلغ من العمر 29 عاما وهي تهز ساقه “وزارة الداخلية والجيش قتلوا ابني.” وقال والد رامي إن ابنه حوصر في الاشتباكات وهو عائد من عمله.
وقال عبد الرحمن الطنطاوي وهو مسعف نقل إمام إلى المستشفى إنه شاهد رجال الجيش والشرطة يطلقون النار من فوق جسر على المتظاهرين المؤيدين لجماعة الإخوان المسلمين.
وأضاف أن إمام أصيب برصاصة في ظهره. ولم يتسن لرويترز التحقق من صحة سرد الطنطاوي للوقائع.
وحذرت السلطات يوم السبت من تنظيم احتجاجات مناهضة للجيش وقالت إن كل من يقوم بذلك أثناء احتفال البلاد بذكرى حرب اكتوبر التي اندلعت قبل أربعين عاما في مثل هذا اليوم “يؤدي مهام العملاء” لدول أجنبية.
ووصفت وزارة الداخلية الاشتباكات بأنها محاولة من جانب جماعة الإخوان المسلمين “لإفساد تلك الاحتفالات والاحتكاك بالجماهير التي تشارك فيها” واتهمت مجموعات من المنتمين اليها يإثارة الشغب والاعتداء على ممتلكات عامة وخاصة يوم الأحد.
وقالت في بيان إن 33 شخصا قتلوا معظمهم في محافظتي القاهرة والجيزة وإن الشرطة ألقت القبض على 423 شخصا.
وقالت مصادر أمنية إن المشاركين في المسيرات المؤيدة لمرسي بالقاهرة والجيزة كانوا يقصدون ميدان التحرير حيث تجمع ألوف من المشاركين في الاحتفال بذكرى حرب اكتوبر.
وكثيرا ما تتهم السلطات جماعة الاخوان المسلمين بالتحريض على العنف خلال الاحتجاجات وهو اتهام تنفيه الجماعة.
وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط إن الشرطة ألقت القبض على 25 من أعضاء جماعة الإخوان في محافظة القليوبية شمالي القاهرة وبحوزتهم 51 قنبلة يدوية.
وتقول جماعة الإخوان إنها تعارض الأساليب العنيفة التي تتبعها جماعات إسلامية أخرى. وتصاعدت هجمات الإسلاميين المتشددين على قوات الشرطة والجيش في شمال سيناء منذ عزل مرسي.
ويخشى مراقبون أن تمتد أعمال العنف التي تشهدها سيناء إلى مناطق أخرى في البلاد. وقالت جماعة تعمل في سيناء تستلهم أفكار القاعدة إنها حاولت اغتيال وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم في تفجير انتحاري في القاهرة الشهر الماضي.
ووقعت الاشتباكات بين مؤيدي مرسي والشرطة يوم الأحد أيضا في الإسكندرية والسويس وأسوان.
وخلال المسيرات ردد مؤيدو مرسي هتافات تقول “الانقلاب هو الإرهاب” و”السيسي قاتل” في إشارة إلى القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول عبد الفتاح السيسي.
وعزل الجيش مرسي الذي ينتمي لجماعة الإخوان أقدم الجماعات الإسلامية وأكثرها نفوذا بمصر في الثالث من يوليو تموز بعد مظاهرات حاشدة مناهضة لسياساته. ومنذ ذلك الحين تنظم الجماعة مظاهرات احتجاجا على عزله.
وفيما ينبيء باستمرار العنف السياسي دعا تحالف إسلاميين مؤيد لمرسي لتنظيم مظاهرات في ميدان التحرير الذي تسيطر عليه قوات من الجيش والشرطة يوم الجمعة المقبل.
وقال التحالف في بيان إنه يدعو “جماهير الشعب المصري إلى التظاهر يوم الجمعة القادم في ميدان التحرير الذي هو ملك لكل المصريين.”
وأضاف “لن يمنعنا أحد عنه مهما كانت التضحيات وسيعلن التحالف نقاط التحرك (في اتجاه الميدان) لاحقا.”
وبث التلفزيون الرسمي ابتداء من ظهر يوم الأحد لقطات من الاحتفالات بذكرى الحرب من ميدان التحرير وفي المساء بث لقطات من استاد عسكري لاحتفال حضره السيسي والرئيس المؤقت عدلي منصور والقائد العام السابق للقوات المسلحة المشير محمد حسين طنطاوي.
وفي ختام الحفل قال السيسي في كلمة “فيه ناس كتير فاكرين إن الجيش دا ممكن ينكسر.” وأشار إلى هرم مقام في مكان الحفل وقال “شايفين الهرم دا؟ جيش مصر زي الهرم دا.”
واعرب السيسي عن شكره للدول العربية التي وقفت الى جانب مصر وقال ان مصر لا تنسي من وقف بجانبها ولا تنسي ايضا من وقف ضدها.
وبث التلفزيون الرسمي لقطات أيضا من احتفال عسكري في الإسكندرية. وظهرت خلال احتفالات التحرير حشود تحمل علم مصر وصورا للسيسي.
ووعد السيسي بخارطة مستقبل تتضمن إجراء انتخابات نيابية ورئاسية حرة لإعادة الاستقرار إلى مصر. ورفضت جماعة الإخوان العملية الانتقالية ووصفت الحكومة بأنها غير شرعية.
وقامت السلطات بحملة على جماعة الإخوان التي كسبت جميع الانتخابات التي أجريت بعد الإطاحة بمبارك لكن شعبيتها انحسرت خلال حكم مرسي الذي اتهمه كثير من المصريين بمحاولة الاستئثار بسلطات واسعة وإساءة إدارة الاقتصاد. ونفى مرسي الاتهامات.
وتتهم جماعة الإخوان قيادة الجيش بتخريب الديمقراطية بعزل أول رئيس منتخب في اقتراع حر لمصر. ويقول الجيش إنه استجاب للإرادة الشعبية التي عبرت عنها مظاهرات ضخمة مناوئة لمرسي.
وأعلنت مصر حالة الطواريء بعد فض اعتصامين لمؤيدي مرسي في 14 أغسطس آب وفرضت حظر التجول ليلا في نحو نصف محافظات البلاد وألقت القبض على كثير من الأعضاء القياديين في الجماعة بينهم المرشد العام للجماعة محمد بديع.
وشددت السلطات الإجراءات الأمنية في البلاد منذ مقتل أربعة أشخاص على الأقل في اشتباكات خلال مظاهرات لمؤيدي مرسي يوم الجمعة.
ودعا التحالف الإسلامي الذي تقوده جماعة الإخوان المسلمين إلى تحقيق دولي في وفيات يوم الاحد مشددا على أن المسيرات سلمية بينما اتهم بيان وزارة الداخلية مؤيدي الإخوان باستخدام العنف وإطلاق أسلحة نارية وخرطوش وقال ان قوات الامن تدخلت في بعض الحالات لفض اشتباكات بينهم وبين سكان مناطق مرت بها مسيرات.
وأكد وزير الدفاع المصري الفريق أول عبد الفتاح السيسي في حوار مع صحيفة “المصري اليوم” أنه كان يفصل مصر عن الحرب الأهلية شهران، مشيراً إلى أنه قال للرئيس المعزول محمد مرسي في شباط الماضي “لقد فشلتم وانتهى مشروعكم”، لافتا إلى أن الذين خوفوا مرسي من دعوة الجيش إلى الحوار هم من دعوا إلى استمرار اعتصام “رابع العدوية”.
وأضاف السيسي، إلى أنه أدرك مبكراً أن مرسي لا يستطيع ولا يريد أن يكون رئيساً لكل المصريين كما أنه حاول في خطابه في دهشور أن يحفظ ماء وجه مرسي وكانت رسالته أن الجيش لن يقوم بانقلاب لكنه لن يتخلى عن الشعب.
وأشار السيسي إلى أنه قال للرئيس المعزول في آخر اجتماع للمجلس الأعلى للقوات المسلحة، “الوطن في خطر وعليك التجاوب مع مطالب الشعب”، مشدداً على أن “ولاء القوات المسلحة لمصر والوطن وولاء جماعة الإخوان للجماعة ولأمة لا ترتبط بالوطن”.
ولفت إلى أن “قراءة تاريخ الإخوان تكشف حجم فجوة الخلاف العميقة بين الجماعة والقوات المسلحة”، مضيفاً “تقديراتنا أننا لو وصلنا لمرحلة الاقتتال الداخلي فلن يحول الجيش دون تداعياتها”.