واشنطن مستعدة لتخفيف العقوبات على إيران
أبدت الولايات المتحدة أمس الاثنين استعدادها لتخفيف العقوبات على إيران على وجه السرعة إذا سارعت طهران إلى تبديد بواعث القلق بشأن برنامجها النووي لكن البلدين قالا ان اي اتفاق سيكون معقدا وسيستغرق وقتا.
وتجري ست دول – هي الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا – محادثات في جنيف يومي الثلاثاء والأربعاء مع إيران بشأن انشطتها النووية. وقال مسؤول كبير بالحكومة الأمريكية للصحفيين “يتعين الا يتوقع أحد انفراجة بين عشية وضحاها.”
وأضاف المسؤول الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن اسمه إن واشنطن مستعدة لأن تعرض على ايران تخفيف العقوبات الاقتصادية على وجه السرعة اذا سارعت إيران إلى معالجة بواعث القلق من ان يكون الهدف النهائي لأنشطتها النووية هو صنع قنابل. وقال المسؤول إن اي تخفيف للعقوبات سيكون “موجها ومتناسبا مع ما تعرضه طهران على الطاولة.” واضاف المسؤول “أنا متأكد انهم سيختلفون حول ما هو المتناسب… لكننا واضحون بخصوص قائمة الخيارات وماذا يتناسب مع ماذا.”
وعشية المحادثات تناولت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي كاثرين أشتون التي تمثل الدول الست المسماة “خمسة زائد واحد” في المحادثات العشاء مع وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف الذي قال ان طهران ستعرض موقفها يوم الثلاثاء.
وقال ظريف للصحفيين في طريق عودته الى فندقه بعد العشاء الذي استمر ساعتين في مقر البعثة الدبلوماسية الايرانية في جنيف “كان عشاء طيبا.” وسئل هل قدم لآشتون تفاصيل اقتراح ايراني فرد بقوله “الاقتراح سيكون غدا.”
وفي تلميح إلى ان واشنطن قد تدرس بجدية تخفيف العقوبات يضم الوفد الأمريكي إلى المحادثات واحدا من خبرائها البارزين في مسألة العقوبات هو ادم زوبين مدير مكتب وزارة الخزانة للرقابة على الاصول الأجنبية.
وينضم ايضا اكبر مسؤول بالاتحاد الاوروبي في مجال العقوبات إلى وفد الاتحاد في المحادثات التي تقودها كاثرين اشتون مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي.
وترفض إيران منذ عام 2006 مطالب مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بوقف تخصيب اليورانيوم وتواصل توسيع نطاق برنامجها للوقود النووي مما ادى إلى زيادة العقوبات عليها.
ويأتي اجتماع هذا الاسبوع في أعقاب انتخاب الرئيس الإيراني حسن روحاني في يونيو حزيران. ويقول الرئيس الإيراني المعتدل نسبيا انه يرغب في تحسين علاقات إيران مع الغرب لرفع العقوبات التي اعاقت اقتصاد بلاده القائم على النفط.
واجتمع وزراء خارجية ما يسمى دول خمسة زائد واحد ومنهم وزير الخارجية الأمريكي جون كيري مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الماضي عندما اعلنوا عن اجتماع هذا الأسبوع.
وبعد يوم من اجتماع كيري وظريف تحدث الرئيس باراك أوباما هاتفيا مع روحاني وهو أرفع اتصال بين البلدين منذ الثورة الإيرانية عام 1979. ولا توجد علاقات دبلوماسية بين واشنطن وطهران منذ عام 1980.
وقال روحاني في نيويورك الشهر الماضي انه يريد التوصل إلى اتفاق مع مجموعة خمسة زائد واحد خلال فترة تتراوح من ثلاثة إلى ستة أشهر. وهون ظريف من امكانية التوصل إلى اتفاق هذا الاسبوع.
وقال على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك مساء الأحد “غدا هو البداية للمضي في طريق صعب يستغرق وقتا طويلا نسبيا.”
وأضاف “يحدوني الأمل في امكانية التوصل إلى اتفاق بحلول يوم الاربعاء على خارطة طريق لإيجاد مسار نحو قرار..ولكن حتى مع النوايا الطيبة من الجانب الآخر فإن التوصل الى اتفاق على التفاصيل والبدء في التنفيذ سيتطلب على الأرجح عقد اجتماع اخر على مستوى الوزراء.”
وقال المسؤول الأمريكي إن حكومة أوباما تشعر بالتفاؤل بأن روحاني لديه التفويض “لاتباع مسار اكثر اعتدالا” من سلفه أحمدي نجاد. لكنه أضاف انه يتعين وضع طهران تحت الاختبار.
وقال “هذا ما سنفعله في الأيام القادمة” مضيفا “لا أحد غافل عن التحديات التي نواجهها في اتباع المسار الدبلوماسي.”
وتابع “نريد ان نرى اجراءات ملموسة يمكن التحقق منها.”
وقال “ندخل هذه الاجتماعات برؤية واضحة بان امامنا عملا صعبا جدا جدا جدا لإنجازه.”
وأضاف “سنصدر احكاما بناء على افعال الحكومة الإيرانية وليس على كلماتها فحسب رغم اننا نقدر التغير الذي حدث في لهجتها.”
وفي دعم لهذه التصريحات قال عشرة من أعضاء مجلس الشيوخ الامريكي الديمقراطيين والجمهوريين يوم الاثنين إنهم على استعداد للموافقة على تعليق تنفيذ عقوبات جديدة اذا اتخذت طهران خطوات ملموسة لإبطاء وتيرة برنامجها النووي.
وقال المسؤول الأمريكي إن واشنطن لديها ثلاث اولويات فيما يتعلق بالضمانات التي يجب ان تقدمها إيران بشأن برنامجها النووي وهي ان تتخذ طهران خطوات بخصوص انتاج المواد النووية والمواد المتعلقة بها وضمان شفافية البرنامج واتخاذ خطوات تتعلق بمخزونها من المواد النووية.
وطالبت القوى الست في السابق إيران باشياء منها وقف تخصيب اليورانيوم خاصة إلى درجة نقاء 20 بالمئة ونقل مخزونات اليورانيوم المخصب إلى خارج البلاد واغلاق محطة فوردو للتخصيب والمقامة داخل جبل جنوبي طهران.
ورفضت إيران يوم الأحد مطالب بارسال اليورانيوم المخصب لديها إلى الخارج لكنها ابدت مرونة بشأن موضوعات اخرى.
وحذرت إسرائيل التي يفترض على نطاق واسع بانها الدولة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط الغرب من تخفيف العقوبات قبل ان تبدد طهران بواعث القلق بشان طموحاتها النووية.
وقال مسؤول إسرائيلي يوم السبت إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اتصل هاتفيا برئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند ليخبرهما بأن العقوبات توشك على تحقيق الهدف منها.