مصر: رحلة قصيرة لكيري قبل بدء محاكمة مرسي غداً
قبل يوم من محاكمة الرئيس المصري المعزول محمد مرسي عبر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري عن تفاؤل حذر يوم الأحد بشأن عودة مصر إلى مسار الديمقراطية في الوقت الذي بدأ فيه جولة تهدف في جزء منها إلى تهدئة التوتر مع الدول العربية.
وفي أول زيارة لمصر منذ عزل مرسي في يوليو تموز دعا كيري إلى اجراء محاكمات نزيهة وشفافة لجميع المواطنين. غير انه وصف القاهرة بانها شريك مهم في محاولة على ما يبدو لاصلاح العلاقات التي تضررت بسبب قرار واشنطن تعليق المعونة جزئيا انتظارا لاحراز تقدم بشأن الديمقراطية.
وقال كيري إن العلاقات بين الولايات المتحدة ومصر يجب ألا تحددها مساعدات بل شراكة سياسية واقتصادية.
وحينما يمثل مرسي للمحاكمة يوم الاثنين سيكون كيري في المحطة الثانية لجولته في الرياض حيث سيحاول تهدئة بواعث قلق السعودية ازاء رد واشنطن الايجابي على مقترحات من جانب إيران وموقفها من الحرب في سوريا.
وفي إشارة إلى ما اعلنه في الآونة الأخيرة بأن الجيش المصري كان يستعيد الديمقراطية عندما عزل مرسي قال كيري “هناك مؤشرات حتى الان على ان هذا ما يعتزمون القيام به.”
وتدهورت العلاقات بين الولايات المتحدة ومصر منذ الاطاحة بمرسي التي فجرت اعمال عنف قتل خلالها مئات الأشخاص رغم ان الحكومة أعلنت خارطة مستقبل للعودة إلى الديمقراطية في نهاية المطاف.
وتحث واشنطن مرارا الحكومة المؤقتة على التصرف بضبط النفس في حملتها على جماعة الاخوان المسلمين وأنصارها.
وأقرت واشنطن بأن القرار الذي اتخذه الرئيس الأمريكي باراك أوباما الشهر الماضي بتجميد بعض المساعدات العسكرية و260 مليون دولار نقدا انتظارا لحدوث تقدم بشأن الديمقراطية وحقوق الانسان لم يلق استحسانا في القاهرة.
وقال للصحفيين بعد اجتماع مع وزير الخارجية المصري نبيل فهمي “عرفنا بشكل واضح ان الامر لن يلقى قبولا حسنا في بعض الأماكن لكنه ليس عقابا.”
وأضاف “الرئيس أوباما يبذل في واقع الأمر جهودا كبيرة للغاية للتأكد من اننا لا نضر بالعلاقات مع مصر.”
وظلت مصر لفترة طويلة ثاني أكبر متلق للمساعدات الأمريكية بعد إسرائيل حيث يحصل الجيش على مساعدات عسكرية بقيمة 1.3 مليار دولار سنويا. لكن فهمي قال لرويترز يوم السبت إن مصر ستتطلع إلى دول أخرى غير الولايات المتحدة للوفاء باحتياجاتها الامنية.
وأوقفت واشنطن ايضا تسليم اربع مقاتلات من طراز إف-16 للقوات الجوية المصرية.
وفضت قوات الأمن المصرية في أغسطس آب اعتصامين لانصار مرسي واعتقلت الالاف من الاسلاميين بما في ذلك الكثيرين من زعماء جماعة الاخوان التي ينتمي اليها مرسي.
وأصدرت محكمة قرارا بحظر أنشطة جماعة الاخوان اقدم حركة إسلامية في مصر ومصادرة أموالها.
ومن المقرر ان يواجه مرسي -المحتجز بمكان سري منذ الاطاحة به- اتهامات بالتحريض على العنف مع 14 اخرين من قيادات جماعة الاخوان ومؤيديهم.
ويتوجه كيري في المحطة القادمة إلى المملكة العربية السعودية وهي من المانحين الكبار للحكومة المصرية المؤقتة. وتزايد على ما يبدو شعور المملكة بالاحباط تجاه الولايات المتحدة بسبب عدم تحركها بشكل فعال فيما يخص الحرب في سوريا وتقاربها الدبلوماسي مع إيران وموقفها الفاتر تجاه مصر.
وسيعقد كيري في الرياض اول اجتماع مع الملك عبد الله بن عبد العزيز منذ توليه منصب وزير الخارجية في فبراير شباط.
وستكون ايضا اول زيارة له للمملكة منذ ان حذر أمير سعودي بارز الشهر الماضي من أن المملكة قد تبتعد عن الولايات المتحدة في اشارة إلى تغيير كبير في الاستراتيجية بعد عقود من التعاون العسكري والاقتصادي الوثيق. وفي واشنطن اعتبر المسؤولون التهديد بانه مجرد كلام.
وأبدى البيت الأبيض استعدادا متزايدا للمخاطرة بتوتر العلاقات مع حلفائه من اجل تحقيق اهداف الولايات المتحدة لتجنب التدخل العسكري في سوريا والسعي لابرام اتفاق نووي مع إيران.
وهون مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأمريكية طلب عدم نشر اسمه من امكانية حدوث خلاف كبير مع الرياض. لكن المسؤول أقر بأن السعودية تعارض اي مشاركة إيرانية في محادثات السلام المقترحة لانهاء الصراع السوري المستمر منذ عامين ونصف العام. وقال المسؤول إن السعودية عبرت ايضا عن قلقها من محادثات واشنطن في الاونة الأخيرة مع إيران بخصوص برنامجها النووي.
واشار المسؤول إلى ان كيري سيوضح للسعوديين بأن ايران لن تكون محل ترحيب لحضور المحادثات في جنيف ما لم تؤيد اتفاقا سابقا يقضي بتخلي الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة.
وأضاف المسؤول “لم تفعل إيران ذلك. وبدون ذلك لا نستطيع حتى بحث امكانية مشاركتها..انها مسألة تتعلق بالتأكد من انهم يفهمون التفاصيل المتعلقة بمدى ثبات موقفنا.”
وقال المسؤول انه فيما يتعلق بانهاء الازمة مع طهران بخصوص برنامجها النووي فنحن “نتفق تماما وبشكل صريح مع السعوديين بشأن بواعث قلقهم.”
وتابع “نحن لا نميل على الاطلاق إلى تخفيف مواقفنا تجاه ما يفعله الإيرانيون لدعم العمليات الارهابية والجماعات الارهابية في انحاء المنطقة.”
وتخشى الحكومات الغربية من ان يكون الهدف من البرنامج النووي الإيراني هو اكتساب القدرة على انتاج اسلحة لكن إيران تقول انه سلمي تماما.