واشنطن تضغط على المعارضة للمشاركة في جنيف٢
قالت مصادر في المعارضة السورية إن الولايات المتحدة سعت يوم الجمعة لإقناعها بالموافقة على حضور محادثات سلام دولية في جنيف قبل يوم من اجتماع للمعارضة لاتخاذ قرار بشأن المشاركة. وقال أعضاء في الائتلاف الوطني السوري إن المبعوث الأمريكي روبرت فورد اجتمع مع زعماء كبار في الائتلاف في اسطنبول للضغط عليهم للموافقة على المشاركة في المحادثات التي تهدف لإنهاء الحرب الأهلية المستمرة منذ عامين ونصف من خلال تشكيل هيئة حكم انتقالية.
لكن أعضاء المعارضة قالوا إن هناك تحفظات قوية داخل الائتلاف على تقديم تعهدات شاملة وإن التوتر بين الولايات المتحدة والسعودية الداعمين الرئيسيين للائتلاف يزيد الغموض.
ومن المقرر أن يجتمع أعضاء الائتلاف البالغ عددهم 108 في اسطنبول يوم السبت وسيكون مؤتمر جنيف الموضوع الرئيسي. ولا يتمتع الائتلاف بنفوذ يذكر على الألوية القوية التي تحارب الأسد. وسيتم أيضا التصويت في الاجتماع المقرر أن يستمر يومين على الأقل على قبول انضمام 11 عضوا كرديا جديدا يعتبرون من المؤيدين لمؤتمر جنيف.
وقال مصدر في الائتلاف “سيعطي الائتلاف على الأرجح موافقة ضمنية فقط على الذهاب. لدينا شعور بأنه يجري استخدامنا ككبش فداء في حين أن القوى الكبرى نفسها غير متفقة. كيف يتوقع منا أن نذهب إلى محادثات لا نعرف ما هو جدول أعمالها؟” وأضاف مصدر آخر أن السفير “فورد يبذل جهودا مضنية. لكن الأمور في حالة سيولة. السعودية غاضبة ولا أحد يعرف حقيقة في أي اتجاه سيمضي الائتلاف.”
ولم يتسن على الفور الاتصال بمسؤولين أمريكيين للتعليق على اجتماع السفير وزعماء المعارضة اليوم الجمعة والذي لم يعلن رسميا.
وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يوم الخميس إنه واثق من إمكانية تحديد موعد خلال أيام لعقد محادثات السلام الدولية التي تأخرت كثيرا. وكان مسؤولون في الشرق الأوسط قالوا إن من المقرر أن يعقد مؤتمر جنيف يوم 23 نوفمبر تشرين الثاني رغم أن ذلك التاريخ لم تؤكده واشنطن أو موسكو أو الأمم المتحدة. وأضاف كيري أن التأخير في تحديد الموعد سيسمح للائتلاف الوطني السوري بأن يجتمع السبت ويتفق على موقفه من المفاوضات.
وجاء في مسودة وثيقة ستطرح ليصوت عليها أعضاء الائتلاف جميعا خلال الاجتماع أنه لا يمكن أن يكون للأسد أي دور في الفترة الانتقالية أو ما بعدها. بينما تقول سوريا وإيران إنه يجب ألا تكون هناك شروط مسبقة للمشاركة في محادثات السلام.
وفي تكرار لإعلان أصدره في لندن الشهر الماضي تحالف أصدقاء سوريا المؤيد للمعارضة تدعو وثيقة الائتلاف الوطني السوري إلى ضرورة استبعاد جميع مسؤولي النظام الضالعين في ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية من العملية السياسية.
لكن عبد الرحمن الحاج وهو شخصية مؤثرة في المعارضة قال إنه يتعين على روسيا والأمم المتحدة أن يوضحا أيضا أن مؤتمر جنيف سيعقد على هذه الأسس كي توافق المعارضة على المشاركة في المحادثات. وقال الحاج إن المعارضة مصرة على تهميش الأسد لأن الرئيس وشقيقه يسيطران مباشرة على عشرات الآلاف من القوات في الوحدات الخاصة بالجيش وعلى المخابرات التي ينتمي أغلب العاملين فيها للطائفة العلوية. وتابع قائلا “بقاء الأسد بدون صلاحيات في المرحلة الانتقالية يعني بقاءه في السيطرة على أجهزة الحكم. المشكلة أن المركزية الشديدة في النظام والولاءات الطائفية والشخصية التي غذاها النظام وعلى أساسها بنى الأجهزة الأمنية ونخبة الجيش تجعل مجرد بقاء الأسد بقاء الأزمة.” وأضاف “لا توجد أي ضمانة لإمكانية نقل الصلاحيات والنفوذ على هذه الأجهزة إلى هيئة الحكم الانتقالية.”
ومع تكثيف هجوم لقوات الأسد والميليشيات المتحالفة معها من إيران وحزب الله على المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في دمشق في الأسابيع الماضية تزايدت الضغوط على الائتلاف كي لا يشارك. وأعلنت ألوية المعارضة الإسلامية الرئيسية معارضتها لمؤتمر جنيف إذا لم يؤد إلى عزل الأسد. وتقول مصادر في المعارضة إن فورد قد يجتمع مع بعض الموقعين على الإعلان في الأيام القليلة القادمة. وحتى لو وافق الائتلاف على المشاركة لا يزال يتعين عليه تشكيل وفد واسع تريد واشنطن أن يضم بعض منافسي الائتلاف داخل المعارضة.
وتقول مصادر في المعارضة إن قيادة الائتلاف وافقت على اقتراح لاتحاد الديمقراطيين السوريين لعقد لقاء يوم 23 نوفمبر تشرين الثاني لبحث الموقف من مؤتمر جنيف مع جماعات المعارضة الأخرى ومن بينها بعض الجماعات التي تسمح حكومة الأسد بوجودها. وقالت بهية مارديني عضو الاتحاد “لقد دعينا إلى مؤتمر تشاوري تحت مظلة الائتلاف. إن هناك ضرورة لمشاركة الداخل والمنظمات والحراك الشعبي والقوى الفاعلة والجيش الحر. يجب أخذ الشرعية من الداخل ثم الذهاب إلى جنيف.”