جنيف – «برس نت» خاص
لعبت فرنسا دوراً لم يكن في الحسبان في «دفع المفاوضات حول النوي ايراني نحو اتفاق» وصف بالتاريخي، تماماً كما لعبت دوراً في إطار إفشال لقاء جنيف الأول (١٥-١٧ ت٢/نوفمبر) وإن كان لأسباب مختلفة.
وصف مصدر مقرب من الوفد الفرنسي المرافق للوران فابيوس وزير الخارجية الفرنسي لـ«برس نت» أجواء المفاوضات خلف الأبواب المغلقة في الطبقة الثانية من فندق أنتركونتينانتال الفاخر. وشدد المصدر على أن «التصلب الفرنسي حول موقع أراك ومنع إيران من حق التخصيب كان نوع من البلف» وأن الوفد المفاوض ترك إدارة المناورة للطرف الأميركي بعد أن «رمى بكرة التصلب في الملعب الإيراني». وقال المصدر الفرنسي بان «تراجع إيران فاجئ الأميركيين الذين اعتبروا الأمر هدية من عند الله». واعترف بأن «المفاجئة كانت كبيرة علينا أيضاً لم نكن نظن بأنهم سيقبلون بما قبلوه بالنسبة لأراك» وأضاف «بأن الإخراج الألسني للاتفاق صمم بشكل يحفظ ماء وجه الوفد المفاوض» وفسر تقنيا التراجع الإيراني بأربع نقاط:
– ١) لن يمكن لطهران التخصيب فوق نسبة الـ ٥ في المئة .
– ٢) لا يمكن إضافة طاردات جديدة وكل طاردة تعطب أو تنتهي قدرتها لا يمكن إبدالها .
– ٣) إن القبول بالرقابة على موقع أراك يعني وقف أي إمكانية لتطويره وبالتالي تجميد تطويروتحديث التكنولوجيا النووية الإيرانية.
– ٤) رغم الموافقة على إبقاء مخزون المخصب لدرجة الـ ٢٠ في المئة في إيران إلا أنه تم الاتفاق على إعادة تدويره كوقود. هنا يعترف المصدر الفرنسي بأن المفاجأة كانت كشف الإيرانيين «عن امتلاكهم لـ ٤٥٠ كيلوغرام مخصب بدرجة ٢٠ في المئة» أي ما يعادل القدرة عى تصنيع قنبلتين نوويتين، في حين كان الجميع يقدر المخزون بـ ١٩٠ كيلوغرام.
وإعلان وجود ٤٥٠ كيلوغرام مخصب بنسبة ٢٠ في المئة يدل على أن رئيس وزراء إسرائيل كان جاهلاً بقدرات إيران فهو أعلن السنة الماضية من على منبر الأمم المتحدة (في ٢٨ أيلول/سبتمبر ٢٠١٢) بأن إيران قطعت ٧٠ في المئة من عملية الوصول إلى مرحلة انتاج القنبلة في حين تشير الأرقام إلى أن طهران قد تجاوزت بكثير ما وصفه نتانياهو بأنه «خط أحمر».