باريس – بسّام الطيارة
الملف الإيراني لم يكن مرتبطاً بالملف السوري …. ولكن العكس ليس صحيحاً.
لو لم تجد المسألة النووية حلاً لكان من المحتمل جداً ان يزداد الوضع على الساحة السورية سوءاً:
سؤال اليوم هو هل العكس صحيح بمعنى : هل حلحلة الشأن النووي الإيراني تقود حكما ًنحو انفراج على الساحة السورية؟
بالطبع إن الاتفاق الموقع في جنيف يؤسس لانفراج نسبي محدود على صعيد العلاقات الدولية ولكن ايضا الاقليمية.
فالسعودية رحبت بالاتفاق واعتبرته خطوة اولية جيدة وكذلك مصر وقطر والإمارات وهي دول مؤثرة في شؤون المنطقة ولها كلمتها في الملف السوري. ومن الممكن ان ينعكس الانفراج اللفظي وطراوة التصريحات على الملف السوري خصوصاً وأن الاتفاق ليس نووياً فقط.
فالمطلوب من إيران أن تصبح دولة تتحمل مسؤوليات في المنطقة، من المستبعد جداً بعد أن أظهرت طهران هذه الليونة في الملف النووي أن تتصلب في الملف السوري خصوصاً وأنها أعلنت قبولها بالذهاب إلى جنيف السوري ومن دون شروط في حال دعوتها .
أما بالنسبة لمفاوضات سرية أميركية بشأن الملف السوري كما تتحدث وتوحي بعض وسائل الإعلام، فمن الصعب كل ما هو سري في حال كان كذلك.
مصدر فرنسي أكد قبل أيام أن الأميركيين لم يبلِغوا شركاءهم في مجموعة الـ« ٥+١» عن قيام المفاوضات السرية في سلطنة العمان والتي يبدو أنها بدأت قبل انتخاب الرئيس روحاني. ولم يكشف عنها إلا بعد المخابرة الهاتفية الشهيرة بين أوباما وروحاني. ولكن رغم ذلك كان الجميع على علم بأن «شيئاً ما يدور خلف الكواليس». إنها سياسة «التجسس المتبادل».
ومع ذلك وجب التذكير بأن التاريخ يثبت دائماً أنه في كل الصراعات وجدت مفاوضات سرية موازية للقتال .
اليوم بالنسبة لسوريا توجد مفاوضات سرية وشبه علنية أولاً بين المعارضة والنظام السوري على الأقل في مناطق محصورة قد تكون لأسباب إنسانية مثل تأمين مرور الأغذية والمعونات.
وبالطبع ان تحضيرات جنيف-٢ تتطلب مشاورات ومفاوضات بين السوريين والروس والأميركيين والمعارضة بشكل خاص.
من غير المعقول أن لا تكون مفاوضات سلطنة عمان بين الإيرانيين والأميركيين قد تطرقت ولو بشكل غير مباشر إلى الشأن السوري.
المعلومات عن تواصل بين الأجهزة الأمنية الغربية (خصوصاً الألمانية والاسبانية) والأجهزة السورية موجودة. عندما نقول جهاز غربي لا يكون الأميركي بعيدا جداً هذا بشكل عام.
وأنا شخصياً لا استبعد أن تكون الأجهزة الأميركية المتواجدة بقوة في الأردن وفي تركيا قد فتحت خطوطاً مع الأجهزة السورية.
ألم تقل المعلومات المتقاطعة أن «الأميركيين يبحثون عن شخصية ن تكون مقبولة من الفريقين المتنازعي لتترشح للرئاسة» كيف يكون البحث مع الفريق الذي يمثل النظام؟ يكون عبر تفاوض اتصالات سرية خلف الكواليس. ويقول البعض إنها تحصل في فيينا العاصمة النمساوية.