مرسيليا – أوراس زيباوي
تحت عنوان “أن نفكر المتوسط في القرن الحادي والعشرين”، تنطلق في الثامن والعشرين من الجاري في مدينة مرسيليا في الجنوب الفرنسي فعاليات الدورة العشرين للقاءات ابن رشد. تتميز هذه الدورة بطابعها الاستثنائي فهي تجري على مدى أربعة أيام في إطار النشاطات المقامة بمناسبة اختيار “مرسيليا عاصمة للثقافة الأوروبية” للعام 2013. وتشتمل هذا العام على خمس طاولات مستديرة، وتتمحور حول المواضيع التالية: الذاكرة واستمرارية التراث الثقافي، المتوسط كمنطلق ثقافي وأسلوب لفهم العالم، المذكر والمؤنث والعلاقات بين الجنسين، الحرب والسلام بين أوروبا والمتوسط، الإبداع الفني بأشكاله المختلفة والتعبير عنه في المدن.
بموازاة الطاولات المستديرة تقام عدة ندوات ومحاضرات تشارك فيها مجموعة هامة من المثقفين والكتاب والبحاثة من ضفتي المتوسط ومنهم مؤسس لقاءات ابن رشد الكاتب والباحث تييري فابر، وأستاذ مادة الفلسفة في جامعة باريس علي بنمخلوف، والكاتب والباحث سلام كواكبي، والمؤرخة والأكاديمية في جامعة القديس يوسف في بيروت كارلا إده، والكاتب والأكاديمي جيلبير أشقر، والباحث حميد بوزرسلان…
لا تنحصر فعاليات لقاءات ابن رشد في الفكر والفلسفة والمواضيع التي تطال الماضي والحاضر والمستقبل بين ضفتي المتوسط، بل هي تركز أيضاً على الإبداعات الفنية، فتقام مجموعة كبيرة من الأنشطة الفنية التي تشتمل على العروض السينمائية ومنها عرض لمجموعة من الأفلام الوثائقية ومنها فيلم بعنوان “الانتحار”، وهو من إخراج الإيطالي ماريو ريزي. يركّز الفيلم على مخيم الزعتري للاجئين السوريين فيختصر المأساة الإنسانية التي يعيشها الشعب السوري اليوم. هناك فيلم آخر بعنوان “رحلات العمل في المتوسط اليوم” للكرواتي فاسيلي سيلوفيك… وقراءات مسرحية بعنوان “البيت” للّبنانية أرزة خضر تسترجع فيها الأجواء المهيمنة على الشباب اللبناني في الوقت الراهن.
فضلاً عن حفلات موسيقية كتلك التي سيحييها في الثلاثين من الشهر الجاري المغني الجزائري رشيد طه الذي عبّر عن سعادته بالمشاركة في “لقاءات ابن رشد” لما تجسده من قيم ثقافية تؤكد على الحوار والتبادل الثقافي بين الشمال والجنوب، بعيداً عن أجواء الأزمات السياسية الحادة وقضايا الهجرة والمهاجرين.