“الكلاسيكو”… 90 دقيقة من حبس الأنفاس
عبدالرحيم عاصي
تتجه انظار الملايين اليوم الى مباراة القمة بين الغريميين التقليديين ريال مدريد وبرشلونة في الكلاسيكو الاول لهذا الموسم في الدوري الأسباني على ملعب “سنتياغو برنابيو” في مدريد.
هكذا ستحبس انفاس الملايين من عشاق الفريقين طوال 90 دقيقة لمعرفة نتيجة المباراة الاهم في الدوري الاسباني، وما يزيد من متعة وتشويق المباراة هو حاجة الفريقيين الى الفوز. فالريال يعيش افضل بداية له في الدوري المحلي منذ 4 سنوات ويحتاج الى الفوز لتعميق جراح برشلونة وزيادة فارق النقاط الى 9، في المقابل يسعى برشلونة الى الفوز والبقاء في دائرة المنافسة على اللقب، إذ إن الخسارة تضعه في موقف محرج امام غيرمه التقليدي.
يدخل ريال مدريد لهذه الموقعة وهو في صدارة ترتيب الليغا بفارق ثلاث نقاط عن غريمه التقليدي وبمباراة أقل، ويأمل مدربه البرتغالي جوزيه مورينيو أن يكرر ما فعله مع الفريق مرة واحدة في سبع مناسبات سابقة عندما فاز على برشلونة في نهائي كأس الملك في نيسان/أبريل الماضي، ليرد اعتباره أمام فريق المدرب جوزيب غوارديولا.
الريال يعيش حالياً فترة ذهبية بقيادة المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو، فهو يتصدر الدوري بـ 37 نقطة ( 12 فوز وتعادل وخسارة واحدة)، ويقدم مستوى ثابت ورائع، في المقابل عانى برشلونة في هذا الموسم في لقاءاته خارج ملعبه فتعادل في 3 مباريات وخسر امام خيتافي.
ولن يقتصر اللقاء على المواجهة بين اسمي الفربقين، بل تتعداه الى مواجهات ثنائية بين اكثر من لاعب في الملعب، من جهة الريال سيكون رونالدو مطالباً بالتفوق على منافسه على صدارة الهدافين ميسي، وكذلك محو الصورة التي ظهر عليها في آخر لقائين للفريقين في نهائي السوبر الاسباني بداية العام الحالي، حيث لم يستطع قيادة فريقه الى اللقب.
مواجهات ثنائية إضافية، ولكن بدرجة اقل سخونه، ستكون بين النجمين تشافي وانيستا المطالبين بالسيطرة على وسط الملعب امام نجوم الريال تشافي الونسو واوزيل ودي ماريا وسامي خضيرة.
اما المواجهة الاكبر فستكون بين مدربي الفريقين، فاللقاء يعتبر فرصة لمورينيو لأخذ ثأره من غوارديولا. فالاخير يدخل الى موقعة الـ «كلاسيكو» وهو يأمل المحافظة على سجله المميز في «سانتياغو برنابيو»، اذ لم يذق طعم الهزيمة على هذا الملعب منذ تسلمه الاشراف على النادي الكاتالوني عام 2008.
وطوال الاسبوع انشغلت الصحافة الاسبانية والعالمية في معرفة خطة اللعب التي سيتبعها الطرفان لحصد نقاط المباراة. واشارت الصحف الإسبانية إلى أن مورينيو سيخوض المباراة بطريقة دفاعية للحد من خطورة النادي الكتالوني، وإغلاق جميع الطرق أمام تشافي هرنانديز وأندريس إنيستا، فيما سيتكفل لاعب آخر بمراقبة النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي.
أما من ناحية برشلونة، فقد أشارت صحيفة “آس” الى أن المدرب الكتالوني حائر بين المهاجمين ديفيد فيا أو التشيلي ألكسيس سانشيز. ولكنها أشارت إلى أن غوارديولا قد يلجأ إلى تكرار ما قام به الموسم الماضي، اي ابعاد فيا.
وانتهج الطرفان في تصريحاتهما قبل اللقاء الحذر، إذ قال مورينيو، بعد مباراته مع “أياكس أمستردام” في دوري الأبطال، “لا يمكن أن تعرف أبداً ما سيحصل في كرة القدم، فهي تحمل دائماً الكثير من المفاجآت”. وتابع: “لكننا الآن نشعر بثقة أكبر ونحن أفضل من الموسم الماضي”. اما مساعده إيتور كارانكا فقد اكد، خلال اللقاء الصحافي قبل المباراة، أن أداء الفريقين سيكون هجومياً لأن الطرفين سيحاولان الحصول على النقاط الثلاث.
وقال كارانكا: “نحن جيدون في الوقت الحالي ونشارك في جميع المباريات بالطريقة نفسها على الرغم من أن هذا اللقاء سيكون مختلفاً ولكنه لن يغير من طريقتنا في رؤية الأشياء، بغض النظر عن النتيجة التي ستحدث، كما أن هذه النقاط الثلاث لن تغير شيئاً”. ونفى وجود حالة من الاسترخاء في صفوف النادي الملكي بسبب الفارق الذي يفصل بينه وبين برشلونة في الدوري. واضاف: “أنا لا أتوقع التعادل في هذه المباراة ونحن سنلعب مثلما فعلنا ضد أياكس، حيث ذهبنا للفوز رغم أننا تأهلنا مسبقاً للدور الـ16 من دوري أبطال أوروبا”.
ورداً على سؤال حول الذي سيكون النقطة المرجعية في هجوم الفريق الأبيض، قال كارانكا “سيكون هناك مهاجم واحد سواء كان هيغوايين أو بنزيما ومع ذلك فإننا قد نستخدم خطة (1-4-3-3) بوجود كريستيانو ودي ماريا وبنزيما أو هيغوايين، في خط الوسط لدينا العديد من الخيارات وهذا الأمر مهم”.
من ناحيته، اكد كريستيانو رونالدو ان فوز فريقه بلقب الدوري الاسباني أهم بالنسبة له من التفوق على ليونيل ميسي. وقال: “لست مهتماً بتحقيق الإنجازات الشخصية، ولست مهتماً بعدد الاهداف التي أسجلها”.
من جهته، قلل غوارديولا من أهمية المباراة قائلاً: “إن اجتماع قمة الاتحاد الأوروبي أكثر أهمية”. وأضاف للصحافيين مبتسماً: “المهم أكثر بالنسبة لي هو لقاء بين المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس فرنسا نيكولا ساركوزي.” وتابع: “المهم في اللقاء الحالة الذهنية، الفوز على منافسٍ مثل ريال مدريد يقوي الفريق، لكن لا يزال الطريق طويلاً في الدوري.” وأوضح: “لو كان اللقاء في أدوار خروج المغلوب كان سيصبح أكثر أهمية، لكن لا يزال أمامنا الكثير .”
أما مهندس عمليات خط الوسط الكاتالوني تشافي هيرنانديز، فرأى أن: “لا قيمة للإحصاءات والأرقام في كرة القدم بعد أن تطأ أرجل اللاعبين أرض الملعب، وبالتالي يصبح كل شيء ممكناً وأمور كثيرة قد تغير مجرى اللقاء”. وتابع: “صحيح أن ريال في حالة جيدة، إنهم أفضل من العام الماضي، لكن هذا لا يعني شيئاً ولكل مواجهة أحكامها”.
وأضاف تشافي، الذي سيكمل مباراته الـ 600 مع برشلونة في حال خوضه اللقاء، “الكلاسيكو لا علاقة له بالأرقام والإحصائيات وكل شيء ممكن الحدوث”.
مباراة اليوم لن تنتهي مع انتهاء التسعين دقيقة، بل سيفتح النقاد والصحافيون والمشجعون الابواب لتحاليلهم لما ستؤول اليه النتيجة، الا ان المؤكد ان الجميع سيكون امام مباراة ممتعة ربما افضل مما شاهدوه طوال السنوات الاربع الاخيرة.