بيروت ــ «برس نت»
رأى رجل الدين اللبناني العلامة علي فضل الله، أنَّ الفتنة المذهبيَّة تتسلَّل إلى واقعنا من خلال جهل كلّ فريق إسلامي بالفريق الآخر، داعياً إلى معالجة هذه الآفة بالخطاب الوحدوي، ونبذ القطيعة بين العلماء والدول الإسلاميّة، مشدداً على عدم إلقاء اللوم على الآخرين، والبدء بالمعالجة الجذريّة لمشاكلنا، ودراسة المرتكزات الفقهيَّة والدينيَّة للفكر الإقصائي والتَّكفيري ومعالجتها.
واعتبر فضل الله خلال أعمال الاجتماع الثاني للجنة المساعي الحميدة، المنبثقة عن المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية، أنَّ «المرحلة التي يعيشها العالم الإسلامي، هي من أصعب المراحل وأشدّها حراجة، بفعل الفتنة المذهبيَّة الَّتي نجحت قوى الاستكبار العالمي في تحريكها في أكثر من مكان داخل جسد الأمة، للعبث بالواقع العربي والإسلامي وإضعافه، والسيطرة على مقدراته».
وقال إنَّ «إلقاء اللوم على الآخرين هو تكريس للضعف، فيما المطلوب أن نبادر لمعالجة واقعنا جذرياً، وأن نحاصر الجهل الذي يصنع الخرافة ويباعد بين المسلمين، وأن نعمل على طرد عنصر الخوف والتخويف الناشئ من عدم معرفة السنة للشيعة على حقيقتهم، وعدم معرفة الشيعة للسنة على حقيقتهم، في الوقت الذي يتفق الطرفان على أكثر من تسعين في المئة من المسائل».
ودعا إلى معالجة القطيعة الملحوظة بين العلماء والحركات الإسلامية، وبين الدول الإسلامية، والتي تنطلق من أساس سياسيّ معقّد أو مذهبيّ متعصّب، يكرّسه هؤلاء الذين يصبّون الزيت على النار، ويراكمون عناصر الخوف.
ورفع العلامة فضل الله للمؤتمر عدداً من المقترحات، من بينها إيجاد مجموعة إسلاميّة معروفة بالتزامها ورزانتها وتوازنها، لكي تكون حاضرة لإطفاء نيران الفتنة ومعالجة الخلافات داخل المواقع الإسلامية، وتعزيز الفضائيات والإعلام الإسلامي الوحدوي، وترشيد الخطاب الإسلامي، وتشجيع منتديات الحوار الوحدوية، ودراسة المرتكزات الفقهية والدينية والواقعية التي ينطلق منها المنطق التكفيري والإقصائي، والعمل على معالجتها وفق القواعد الأساسية المنفتحة على أجواء المحبة والرحمة والتسامح.