أوكرانيا: سقوط لينين
اسقط متظاهرون اوكرانيون تمثالا لمؤسس الدولة السوفيتية فلاديمير لينين في العاصمة الأوكرانية كييف وانقضوا عليه بالمطارق يوم الأحد في تحد للرئيس فيكتور يانوكوفيتش وخططه الرامية لتوطيد العلاقات مع روسيا.
وجاء اسقاط التمثال تعبيرا عن رفض نفوذ موسكو التاريخي على أوكرانيا بعد أن حث زعماء المعارضة مئات الالاف من المحتجين على مواصلة الضغط على يانوكوفيتش كي يقيل حكومته.
ورأى مراسل لرويترز في موقع الحدث المحتجين وهم يحطمون التمثال الذي يبلغ طوله ثلاثة امتار ونصف المتر بالمطارق بعد استخدام الحبال والقضبان المعدنية لإسقاطه.
ورفعت شابة علم الاتحاد الاوروبي على قاعدة التمثال وسط تشجيع عارم من الحشد. ونفى زعماء المعارضة اي صلة لهم باسقاط التمثال الذي اقيم عام 1946.
ويشعر المتظاهرون بالغضب من حكومة يانوكوفيتش بسبب قرارها التخلي عن اتفاق مهم مع الاتحاد الاوروبي مفضلة عليه اتفاقا تجاريا مع موسكو.
وأدى توجه يانوكوفيتش المفاجيء نحو روسيا إلي اندلاع اكبر احتجاجات في اوكرانيا منذ الثورة البرتقالية في 2004 و2005 عندما اجبرت القوة الشعبية السلطات على اعادة انتخابات شابها التزوير وأفسدت اول محاولة له للفوز بالرئاسة.
وجاء التجمع الحاشد يوم الأحد تصعيدا لمواجهة لها أسابيع بين السلطات والمحتجين اثارت القلق على الاستقرار السياسي والاقتصادي في الجمهورية السوفيتية السابقة التي يبلغ عدد سكانها 46 مليون نسمة.
وقال فيتالي كليتشكو بطل العالم في الملاكمة للوزن الثقيل الذي تحول إلى سياسي “هذه لحظة حاسمة عندما يتجمع كل الاوكرانيين هنا لانهم لا يريدون العيش في بلد يحكمه الفساد وتغيب عنه العدالة.”
وقالت المفوضية الاوروبية إن رئيسها جوزيه مانويل باروزو حث الرئيس الأوكراني في اتصال هاتفي يوم الأحد على اجراء حوار مع معارضيه واحترام الحريات المدنية.
وأضافت المفوضية ان كاثرين اشتون مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي ستزور كييف هذا الاسبوع للمساعدة في ايجاد مخرج من الأزمة.
وقالت وكالة انترفاكس للانباء ان يانوكوفيتش بحث ايضا الوضع في اوكرانيا مع الامين العام للامم المتحدة بان كي مون.
وتتهم المعارضة يانوكوفيتش الذي التقى بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الجمعة بالاعداد لضم اوكرانيا الى اتحاد جمركي تقوده موسكو يعتبرونه محاولة لاحياء الاتحاد السوفيتي.
وقالت زعيمة المعارضة المسجونة يوليا تيموشينكو في رسالة لمئات الآلاف من المتظاهرين الذين احتشدوا في ميدان الاستقلال قرأتها ابنتها يفجينيا “نحن نقف على الخط الفاصل بين السقوط النهائي في هاوية دكتاتورية قاسية وبين العودة الى مكاننا في المجتمع الاوروبي.”
ويقول يانوكوفيتش انه قرر تعليق الاتفاق التجاري مع الاتحاد الاوروبي لانه سيكون مكلفا للغاية لاقتصاد اوكرانيا المتردي وان البلاد في حاجة لمزيد من الوقت للاعداد لمثل هذه الخطوة. وأضاف انه يجهز “لشراكة استراتيجية” مع روسيا لكنه لم يتعهد بالانضمام إلى الاتحاد الجمركي.
ونفت حكومتا وموسكو وكييف ان بوتين ويانوكوفيش ناقشا الاتحاد الجمركي في محادثاتهما الجمعة في منتجع سوتشي الروسي على البحر الاسود لكن من المقرر عقد مزيد من المحادثات الثنائية في 17 ديسمبر كانون الاول.
ويعتقد على نطاق واسع ان يانوكوفيتش وبوتين الذي يعتبر اوكرانيا ذات اهمية استراتيجية لمصالح موسكو توصلا لصفقة تحصل كييف بمقتضاها على غاز روسي ارخص وربما تسهيلات ائتمانية مقابل الابتعاد عن الاتحاد الاوروبي.
وقال كليتشكو للمحتجين انهم سيحققون اهدافهم لكنه شدد على السلمية. وفي مطلع الاسبوع الماضي اعتدت قوات الامن بالضرب على محتجين وصحفيين وهو ما ندد به الاتحاد الاوروبي وتسبب في زيادة اعداد المحتجين.
وأضاف كليتشكو “لا نريد ان تلزمنا هراوة شرطي بالهدوء.”
وطالب بالافراج عن السجناء السياسيين ومعاقبة المسؤولين عن الاعتداء على المتظاهرين واستقالة حكومة رئيس الوزراء ميكولا ازاروف واجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة.
وبدأت مجموعة من المحتجين في نصب خيام واقامة حواجز مستهدفين فيما يبدو منع النشاط الطبيعي للحكومة هذا الاسبوع. وكانوا يهتفون “ثورة” فيما كانت قوات شرطة الأمن تقف على مقربة.
وقال شاب يدعى سيرجي (22 عاما) وقد لف العلم الاوكراني حول جسده “نحن نستعد للتصدي للشرطة..سنظل (هنا) إلى ان تتحقق مطالبنا وتتغير الحكومة. لا نريد ان نكون تحت السيطرة التامة لروسيا.”
وأقام نحو 100 محتج اربع خيام وحاجزين في موقع منفصل قرب مكاتب الرئيس.
وتحول ميدان الاستقلال الى قرية خيام مؤقتة حيث زين بالاعلام الاوكرانية واعلام الاتحاد الاوروبي تحت شاشة تلفزيونية عملاقة. ووضع المحتجون صورة ضخمة لتيموشينكو على شجرة العام الجديد وقد زينت بلافتات مناهضة للحكومة.