- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

معرض بيروت للكتاب: تنوّع رغم المعاناة

beirutبيروت ـ “برس نت”

في هذه الأيام الباردة تحتل بيروت مساحة دافئة تجعل البحر الأبيض المتوسط صلة وصل حقيقية بين الحضارات من خلال الكتاب، الذي أصبح في هذه الأيام عملة نادرة صادرتها التكنولوجيا ووسائل الاتصال الحديثة إضافة الى صفحات التواصل الاجتماعي على الشبكة العنكبوتية.

إلاّ أن بيروت لا تزال تتحدى عالم السايبر (الافتراضي) بمعرضها الذي يستحق وصف عميد المعارض العربية للكتاب، حيث واصل فعالياته السنوية للدورة الـ 57 ، رغم كل الأزمات التي تعصف بلبنان ودول الجوار العربي. أزمات قلّلت من اهتمام الإنسان العربي بـ “خير صديق” تحت وطأة الضغوط والمشاكل الاقتصادية كما في الأردن والمغرب والجزائر والسودان وموريتانيا وجيبوتي وجزر القمر، والتلهي عن القراءة لمصلحة الدردشات والألعاب الالكترونية في دول الخليج العربية الست، خصوصاً. في الوقت نفسه تئن كل من مصر وسوريا وليبيا وتونس واليمن والعراق والصومال من وجع العنف الدموي والأزمات السياسية القاتلة. أما فلسطين الجريحة فلا تزال رغم كل مآسيها وأوجاعها المُزمنة حاضرة بقوة في أروقة  المعرض الذي تجاوز عدد الدور المشاركة به الـ 200 دار محلية ونحو 50 دار عربية.

رغم سوء التنظيم من قبل القيمين على هذه الفعالية الثقافية التي بدأت يوم الجمعة الماضي الواقع في 6 كانون الأول في مركز البيال للمعارض على شاطيء بيروت، ورغم الطقس العاصف والظروف الأمنية الحساسة، احتضن معرض بيروت العربي الدولي للكتاب هذه السنة، وكما كل سنة، باقة كبيرة من النشاطات تمثلت بندوات ومحاضرات وعروض فنية ووصلات موسيقية وقراءات شعرية، الى جانب معرض للفنون التشكيلية وحفلات تواقيع بالجملة طغت عليها وجوه شابة دخلت عالم الكتابة حديثاً واحتلت مكانها بين النخب الثقافية في المشهد اللبناني.beirut2

كتب عديده احتلت رفوف الأجنحة المُخصّصة لدور النشر والمراكز الثقافية وبعض البعثات الثقافية التابعة للسفارات، غلب عليها طابع الأزمات السياسية التي تعصف بالمنطقة حيث صدرت مجموعة كبيرة من الكتب التي تحدثت عن الثورات والربيع العربي من لبنان والعالم. إضافة الى مجموعة كبيرة من الكتب الإسلامية وتلك المتعلقة برصد ومتابعة الجماعات الإسلامية “الجهادية” والسلفية والمُسلّحة والتكفيرية.

أما المعرض الفني الذي أُقيم على هامش معرض الكتاب في صالة صغيرة، فقد ضم العديد من اللوحات والأعمال النحتية لعدد من الفنانين اللبنانيين والعربي. وقد لوحظ اقبال ضعيف عزاه المتابعون الى الأوضاع الاقتصادية السيئة للمواطن اللبناني، والخوف من الوضع الأمني الساخن بسبب انعكاس أحداث سوريا على البلد الشقيق المنقسم حول الجارة الجريحة.

وفيما يستمر المعرض حتى التاسع عشر من الشهر الحالي، يحول الطقس العاصف والبارد من ازدياد نسبة الإقبال ليشكّل المناخ عاملاً اضافياً من عوامل عزل الكتاب عن المجتمع.