- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

حظر التجول بعد محاولة اتقلاب في جنوب السودان

أعلن رئيس جنوب السودان سلفا كير حظر التجول في العاصمة جوبا يوم الإثنين اثر اشتباكات وقعت الليلة الماضية بين مجموعتين متنافستين من الجنود بعد أشهر استمر فيها التوتر بين كير ونائبه المقال.

وحمل كير الجنود الموالين لنائبه السابق ريك ماشار الذي أقيل في يوليو تموز المسؤولية عن بدء القتال في العاصمة الذي استمر حتى صباح الاثنين.

وينتمي كير وماشار إلى جماعتين عرقيتين متنافستين وقعت بينهما اشتباكات من قبل. وقال ماشار إنه يريد الترشح للرئاسة في المستقبل.

وأعلن كير الذي كان يرتدي زيا عسكريا بدلا من ملابسه المدنية المعتادة ويحيط به عدد من الوزراء حظرا للتجول ليلا في جوبا بدءا من يوم الاثنين يسري من السادسة مساء إلى السادسة صباحا.

وقال كير إن القتال الذي وصفه بانه “محاولة انقلاب” اندلع بعد أن اطلق مجهول أعيرة نارية في الهواء قرب مؤتمر للحزب الحاكم.

وأضاف “هذا أعقبه في وقت لاحق هجوم على مقر قيادة الجيش الشعبي لتحرير السودان قرب جامعة جوبا من جانب مجموعة من الجنود الموالين لنائب الرئيس السابق الدكتور ريك ماشار ومجموعته. واستمرت هذه الهجمات حتى هذا الصباح.”

واستطرد “لكنني أود ان أعلمكم بادئ ذي بدء أن حكومتكم تسيطر تماما على الوضع الامني في جوبا.”

وتردد دوي إطلاق النار والانفجارات طوال الليل في أنحاء جوبا واشتد صباح يوم الإثنين. وهدأت حدة القتال بحلول الظهر وأفاد شهود عيان بأن اطلاق النار استمر بشكل متقطع في بعض المناطق كما أفادوا بوجود عسكري كثيف في المدينة.

وعلقت شركتا الطيران الكينيتان فلاي 540 والخطوط الجوية الكينية رحلاتهما إلى جوبا لأجل غير مسمى بعد اغلاق المطار بسبب القتال.

وتجد حكومة جنوب السودان صعوبة كبيرة في إنشاء جهاز دولة فعال منذ إعلان استقلال البلاد عن السودان في 2011.

وأقال كير نائبه ماشار بعد تزايد الانتقادات الشعبية لفشل الحكومة في تحسين الخدمات العامة في البلد الذي يتمتع بالمساحة الكبيرة وإنتاج النفط ومع ذلك يفتقر حتى إلى الطرق المرصوفة.

وقال سكان إن الاشتباكات تركزت في ثكنتين عسكريتين هما ثكنة بيلبام شمالي المطار وثكنة جبل الى الجنوب من جوبا حيث يتمركز الحرس الجمهوري.

وذكر متحدث باسم الأمم المتحدة أن نحو 800 مدني لجأوا إلى مقر للمنظمة الدولية قرب المطار. وأضاف في اتصال هاتفي أن سبعة أشخاص عولجوا لاصابتهم بطلقات نارية بينهم طفل عمره سنتان.

ورأى مراسل لرويترز مدنيين يحملون رجلا تغطي الدماء ساقيه في الشوارع المقفرة في طريقهم إلى المستشفى.

والقتال هو أحدث انتكاسة لجنوب السودان وهو من بين دول أفريقيا الأكثر فقرا. وكان انتاج النفط وهو مصدر الدخل الرئيسي للبلاد توقف لمدة 15 شهرا حتى ابريل نيسان بسبب خلاف مع السودان الذي يوجد به خط الانابيب الرئيسي لتصدير النفط.

وقالت الممثلة الخاصة للأمين العام للامم المتحدة في جنوب السودان هيلده جونسون “أحث كل اطراف القتال على وقف العمليات العسكرية فورا وضبط النفس.. انا على اتصال مستمر مع كبار الزعماء… للدعوة للهدوء.”

وقال جوك مادوت جوك رئيس معهد سود للابحاث في جنوب السودان ان الجنود الموالين لماشار هم من بدأوا القتال.

وأضاف في اتصال هاتفي من جوبا “ليس جديدا على ريك ماشار هذا النوع من المسار العسكري للوصول إلى السلطة.”

وقبل ماشار إقالته في البداية لكنه اتهم الرئيس بعد ذلك بأنه يتصرف كدكتاتور. وقال كير الأسبوع الماضي إن بعض “الرفاق” يهددون بجر البلاد مجددا إلى فترة الانقسام في صفوف أبناء جنوب السودان في عام 1991.

ويحيي القتال ذكريات الانقسام داخل الحركة الشعبية لتحرير السودان في التسعينات. وقاد ماشار آنذاك مجموعة منشقة ووقعت اشتباكات بين أبناء الجنوب.

وينتمي ماشار إلى قبيلة النوير الذي خاضت اشتباكات في الماضي مع قبيلة الدينكا وهي القبيلة المهيمنة في جنوب السودان وينتمي اليها كير.

ونفت السفارة الأمريكية في جنوب السودان في حسابها على موقع تويتر شائعات لجوء ماشار إلى مجمعها وقالت إن السفارة تراقب الوضع الأمني في البلاد.