- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

المنشقون عن الجيش السوري ينظمون صفوفهم في تركيا

رفض أيهم كردي أن يفتح النار على المحتجين العزل فأصبح عدواً للحكومة السورية. وبعدما كان نقيباً في الجيش السوري ترك موقعه في حزيران/يونيو وفر مع عائلته إلى تركيا المجاورة، ليصبح عضواً في الجيش السوري الحر، وهو مجموعة فضفاضة من المنشقين الذين يقاتلون للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، وبينهم رياض الأسعد، أكبر قائد للمجموعة.
وقال كردي «رحلت بسبب مذابح المدنيين في سوريا. النظام يقتل ما يصل الى 30 شخصاً يومياً في حمص ويرسل الدبابات إلى الشوارع»، بعد أن أصبحت مركزاً للاحتجاجات ضد الأسد.
تحدث كردي، وهو يحتسي القهوة في منزل أحد المهاجرين السوريين بمدينة أنطاكيا بجنوب تركيا، عن أوضاع الجيش السوري الحر، لافتاً إلى أنه يحتاج الى المزيد من الأسلحة والمعدات وأن التدخل الأجنبي ربما يكون لازماً حتى لا تنزلق سوريا الى حرب أهلية أو صراع طويل.
وتابع قائلاً «اذا لم يحدث تدخل خارجي ولم يتدخل المجتمع الدولي لمساعدة سوريا فمن غير المرجح أن يتغير الموقف ويمكن أن يستمر النظام لفترة طويلة». كما اعتبر أنه «اذا فشلت الدول العربية في وقف حمام الدم فإنه سيكون من الواجب على اوروبا والولايات المتحدة التدخل عسكرياً». ومضى يقول «نفضل الحل الدبلوماسي لكن اذا فشل هذا فستكون هناك حاجة إلى التدخل العسكري. قد يكون في صورة فرض حظر جوي او إقامة منطقة عازلة».
أما عن حال الجيش السوري، الذي تنتمي غالبية أفراده للطائفة السنية في حين تتمركز القيادة في أيدي ضباط من الأقلية العلوية التي ينتمي لها الأسد، لفت كردي إلى أن المزيد من الوحدات متوسطة ومنخفضة المستوى تنشق وتنضم للجيش السوري الحر الذي يقول منشقون إن عدد أفراده وصل الى نحو عشرة آلاف فرد. وأضاف «في الأشهر الأولى من الانتفاضة كانت هناك انشقاقات أقل لكن العدد زاد زيادة كبيرة» في الآونة الأخيرة، كاشفاً عن أنه «منذ خمسة أيام بقاعدة عسكرية في درعا دس 20 جندياً منوماً للحراس ثم سرقوا كل الأسلحة وفروا».
وقال إنه يخشى من أن يكون الأسد يستعد لشن حملة واسعة النطاق على حمص وحماه او بلدتي اللاذقية وطرطوس الساحليتين بناء على تحركات قامت بها الدبابات والقوات الحكومية في الآونة الأخيرة. ومضى أن هذا لن يؤدي إلاّ إلى تعزيز المعارضة في شتى أنحاء سوريا. وأضاف «اذا دخلوا لسحق حمص فسيكون هذا خطأ كبيراً. سيؤدي إلى رد فعل على مستوى البلاد. هناك شائعات بأن النظام يبعد العلويين عن حمص استعداداً لحملة كبيرة».
وعن العمليات التي استهدفت العناصر الأمنية السورية بما في ذلك مهاجمة قوافل عسكرية وتجمعات قوات الأمن والاستخبارات المشاركة في الحملة، بررها كردي بالقول «كانت هناك بضع عمليات ضد مباني جهاز الاستخبارات لأنها الأدوات التي يستخدمها النظام لقتل المدنيين». وأضاف «تضم هذه المراكز ميليشيات الشبيحة لكن محور التركيز الآن هو قطع خطوط إمداد القوافل. لا نطلق الرصاص على الدبابات التي لا تفتح النار على المدنيين». وذكّر بأنّ النظام «حاول من البداية إشعال حرب أهلية طائفية. لكننا نريد تفاديها. نطلب من العلويين التخلي عن النظام حتى لا يدفعوا هم الثمن في نهاية المطاف».
من جهته، رسم منشق آخر، يدعى أحمد، ويعيش في واحد من ستة مخيمات للاجئين أقامتها تركيا لاستضافة اكثر من ثمانية آلاف لاجيء سوري، صورة تنم عن انخفاض الروح المعنوية بين جنود الجيش الذين يجبرون على أن يطيعوا أوامر قادتهم وإلا يتعرضون للعقاب.
وقال أحمد، الذي فر في آب/ اغسطس وهو من حماه، «أمرونا بالانتشار في درعا وفتح النار على من يثيرون مشاكل. لكن حين وصلنا إلى هناك كانوا يحتجون وحسب ولم يحملوا أي أسلحة».
وأضاف «يشعر كثيرون بنفس إحساسي. اذا كنت في الجيش فإنك تفعل ما يطلب منك وتنفذ الأوامر بإطلاق الرصاص والقتل. الكثير من الجنود لا يريدون أن يفعلوا هذا لكن اذا فروا يخافون على أسرهم. لو تركت الجيش يمكن أن يأخذوا والدتك أو والدك الى السجن».