سعى مئات الأشخاص إلى الفرار من أعمال العنف ذات الصبغة الدينية في جمهورية افريقيا الوسطى يوم السبت على متن رحلات جوية طارئة إلى تشاد المجاورة بينما دعت بعض دول الجوار إلى مساعدتها في إنقاذ مواطنيها من الأزمة الإنسانية المتصاعدة هناك.
وأسفرت أعمال العنف بين متمردي جماعة سيليكا المسلمين الذين استولوا على السلطة في مارس آذار وميليشيا مسيحية عن مقتل ما يزيد على ألف شخص هذا الشهر في العاصمة بانجي وتشريد مئات الآلاف.
وتصاعد القتال في افريقيا الوسطى على مدى الأسابيع الماضية رغم وجود 1600 فرد من قوات حفظ السلام الفرنسية وما يقرب من أربعة آلاف جندي تابع للاتحاد الافريقي منتشرين بموجب تفويض من الأمم المتحدة بحماية المدنيين. وساد الهدوء بانجي اليوم السبت.
واستهدفت الميليشيا المسيحية المسلمين الذين تقول إنهم دعموا سيليكا في عمليات النهب والقتل التي وقعت منذ مارس آذار. ومع وصول الكثير من مسلحي سيليكا من تشاد جرى استهداف مواطنيها بصورة خاصة مما دفع حكومتهم إلى بدء رحلات جوية الاسبوع الماضي لإعادتهم إلى بلادهم.
ولكن كثيرين من المنتظرين في مطار بانجي كانوا من مواطني افريقيا الوسطى المسلمين الذين قالوا إنهم يفرون من بلادهم ذات الأغلبية المسيحية خوفا من تعرضهم لهجمات انتقامية.
وقالت عائشة عبد الكريم (31 عاما) التي ذكرت أنها متزوجة من رجل تشادي “لم نعهد أعمال عنف بهذه الوحشية من قبل… لقد تملك الشيطان من بلدنا.”
وقال وزير الخارجية التشادي موسى فقيه ان نحو اربعة الاف تشادي اعيدوا الى تشاد حتى الان عاش كثيرون منهم في افريقيا الوسطى طوال حياتهم. ولكن هذا لا يمثل سوى عدد قليل فقط من مئات الآلاف من التشاديين الذين يعيشون في جمهورية افريقيا الوسطى.
وتقول الأمم المتحدة إن ما يربو على 800 ألف شخص فروا من منازلهم أثناء أعمال العنف التي وقعت هذا الشهر ولجأ نحو نصفهم إلى بانجي. ووجهت المنظمة الدولية نداء يوم الجمعة لجمع 152 مليون دولار من أجل المساهمة في تلبية الاحتياجات الإنسانية الطارئة مثل مياه الشرب والصرف الصحي في المخيمات المؤقتة.
واحتمى بضعة آلاف في المطار الدولي الذي تتخذ فيه القوات الفرنسية قاعدة لها. وظلت النساء والأطفال منتظرين بجانب أكوام من الحقائب والأمتعة.
وأعادت الكاميرون 214 من مواطنيها إلى بلادهم يوم الجمعة ليرتفع عدد من تم إجلاؤهم هذا الشهر إلى 926 حسبما ذكرت الإذاعة الرسمية هناك. وطلبت السنغال والنيجر أيضا من المنظمة الدولية للهجرة المساعدة العاجلة في إجلاء المئات من مواطنيها المغتربين.
ويقول كثيرون ان اعمال العنف تلك ليس لها صلة تذكر بالدين في بلد يعيش فيه المسلمون والمسيحيون منذ فترة طويلة في سلام. وينحون بدلا من ذلك باللائمة على صراع سياسي من اجل السيطرة على موارد البلاد.
وقال وزير الخارجية التشادي فقيه ان الرئيس المخلوع فرانسوا بوزيزي مسؤول عن تصاعد العنف في الاسابيع الاخيرة كما انه يستخدم الميليشيات المسيحية لتقويض حكم الرئيس المؤقت وزعيم سيليكا ميشيل جوتوديا .
وابلغ الرئيس الفرنسي فرانسوا اولوند الامين العام للامم المتحدة بان جي مون هاتفيا يوم الجمعة انه يريد زيادة دور الامم المتحدة في جمهورية افريقيا الوسطى. ويعد بان اقتراحا لتشيكل بعثة محتملة من الامم المتحدة لحفظ السلام.